عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة عبدالواسع تكتب: سلم لسانك

فاطمة عبدالواسع تكتب: سلم لسانك
فاطمة عبدالواسع تكتب: سلم لسانك

هذه كلمة جميلة في معناها البسيط الذي يسعد القلب حينما يقولها كل من الناطق والسامع، فالناطق يقولها لأن أذنه استمعت إلى ما يروق لها، ولهذا لفظ لسانه بها، والسامع أو الأصح الموجه له يسعد لأنه وصل الفكرة أو المجاملة أو غرضه من الكلام الذي قاله، ولهذا أسعد وهنا لم لا تسمعها كثيرا ولماذا لا نذكرها كثيرا في حديثنا نتوقف.



لأن ببساطة الأغلبية لا تحترم الحديث أو حتى تنصت له ولا تتأدب له إطلاقا ففقدنا الكثير من أدب الحديث أو الطريقة المثالية في فتح وطرق موضوع والنقاش فيه والاستماع لآراء الحاضرين.

فتذكروا آخر نقاش استوقفكم تخيلوا معي هل هذا مُرضٍ للجميع؟ هل نسمع بعضنا؟ هل يحترم الرجل رأي المرأة؟ هل المرأة تحترم رأيه؟ هذا مجرد مثال ولكن يوجد القلة التي تنصت هل ينصت الجميع بإتقان إلى سارد الحديث.

ومن هنا لا نسمعها كثيرا لأن هدف كل من الأفراد المجتمعين هو الفرض واحتكار الرأي بل الأكثر إيجابية والأصح وإذا استوقفه أحد وناقش ولم يوافقه الحديث انقلب الحديث إلى صراع في فرض الرأي ولا يدرك هل هو صح أم خطأ وتنتهي معركة الحديث إلى الفوضى وترجع هذا إلى عدم الإنصات أو معرفة تعاليم وآداب الحديث.

فأدركنا الحديث وتذكرنا قول الحبيب المصطفى (ص) "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" صدق رسول الله(ص) نتفهم الحديث سويا خاصة باللسان حديث هذا المقال.

فالمسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.

وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظًا على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدي حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معوانًا للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّاره، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.

وهذا ملخص لتفسيره بخصوص سلم لسانه وهنا هل أنت من المسلمين الذي يسلم لسانه أو حتى من غير المسلمين آداب الحديث تحدثت عنها كل الأديان وأيضا ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن آداب الحديث ومنها.

"في الكلام كرامة وهوان ولسان الإنسان تهلكته. لا تدع نمامًا ولا تختل بلسانك، فإن للسارق الخزي ولذي اللسانين المذمة الشديدة" (سفر يشوع بن سيراخ 5: 15-17).

هل جميعنا يطبق آداب وتعاليم دينه ويحترم ذاته في الحديث والإنصات وإبداء الرأي والحكمة في الردود؟

فانتقِ كلماتك في حديثك كما تنتقي ملابسك لتظهر جميلا بجمال اللسان يخفي عيوب القلب والوجه.

سيطر على لسانك في غضبك حتى لا تفقد أناقتك وحبب الجميع في الحديث معك ولا تكن طعانا ولا لعانا فهذا لا يجزيك غير السيئة وعدم الاحترام. واعمل على إنسان آذان السامعين لك لتلفت عقولهم وتجذب قلوبهم بغناء حديثك وتسمع دائما.

سلم لسانك.

 

 
 
 
 
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز