عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مكافحة الحمائية التجارية.. ملف ساخن على طاولة قمة العشرين

مكافحة الحمائية التجارية.. ملف ساخن على طاولة قمة العشرين
مكافحة الحمائية التجارية.. ملف ساخن على طاولة قمة العشرين

كتبت - هدى المصرى

مكافحة الحمائية التجارية ودعم الحفاظ على نظام التجارة التعددي، هو المحور الساخن المتعلق بكل الملفات الأخرى على طاولة قمة مجموعة العشرين، التي تنعقد هذا الأسبوع في مدينة أوساكا اليابانية، في ظل أجواء يخيم عليها توترات الحرب التجارية.



فقبل يومين، توصلت دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى توافق لمكافحة الحمائية التجارية، ودعم الحفاظ على نظام التجارة التعددي، وذلك في الجلسة الختامية للقمة الـ34 لرابطة الآسيان، والتي انعقدت في بانكوك.

وأكد قادة دول جنوب شرق آسيا على التزامهم القوى تجاه إكمال مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، خلال 2019 مع شركاء اتفاقية التجارة الحرة الست ومنهم: "الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند"، وهم أنفسهم أعضاء بارزون في مجموعة العشرين بالإضافة إلى نيوزيلندا.

ومن المتوقع أن يكون ذلك أحد أكبر الكتل التجارية العالمية، حيث تمثل 45% من سكان العالم و40% من التجارة العالمية ونحو ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي، حيث أطلقت المحادثات بشأن الشراكة الشاملة في 2012.

بالتزامن مع ذلك أعلنت الصين يوم الإثنين إنها ستسعى لحشد التأييد للتبادل الحر والتعددية في قمة مجموعة العشرين، وفي هذا السياق قال مساعد الوزير الصيني للشؤون الخارجية تشانغ جون خلال مؤتمر صحفي لعرض مشاركة بلاده في القمة إن "الأحادية والحمائية أضرتا بالنمو العالمي، وقوضتا سلاسل القيمة العالمية وتسببتا بتراجع معنويات السوق".

وأكد تشانغ أن الصين "ستعمل مع آخرين في مجموعة العشرين كي يؤيدوا بحزم التعددية ونظاما للتجارة الدولية منفتحا وتنظمه قواعد معتمدة".

وبالرغم من ان اليابان والاتحاد الأوروبي وشركاء تجاريين آخرين كرروا في الماضي شكاوى أمريكية بشأن السرقة المفترضة للملكية الفكرية وانعدام الفرص العادلة والمتساوية للمستثمرين الأجانب في الصين.. وأي محاولة لبناء جبهة متحدة مع الصين ستصطدم بتلك المخاوف.

إلا أن اليابان التي ستضرر بشدة من تباطؤ الاقتصاد العالمي لن تخاطر وغيرها من قادة مجموعة العشرين بأخطاء السياسة، التي أدت إلى تفاقم الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين.

فالجميع بات يعرف، أن الخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي يأتي من سياسات الحمائية التجارية التي تنتهجها واشنطن في الوقت الراهن تحت ذريعة " أمريكا أولًا " ولذلك لا يتوقع أحد ان تكون قمة مجموعة العشرين التي تترأسها اليابان للمرة الأولى، سهلة بالمرة في ظل سياسات الحمائية، التي تهدد قواعد وأعراف التجارة بالعالم.

فعلى مدار أكثر من قرنين من الزمان، سهّلت عملية العولمة الاقتصادية انسياب السلع والأشخاص ورؤوس الأموال والتكنولوجيات في عموم العالم، وجمعت دولًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتصبح متصلة ومترابطة على نحو متزايد.

ونتيجة لذلك، أصبح التقسيم الدولي للعمل أكثر اتساعا، بينما أصبح الإنتاج الصناعي والسوق معلومين بشكل غير مسبوق. إنها عملية طبيعية تحركها طاقة رأس المال المتزايد على مستوى العالم والتي تسعى لتحقيق أرباح بتكاليف أقل.

وأكد ماساتسوجو أساكاوا، نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية، أن التجارة ستكون قضية رئيسية على جدول أعمال القمة، حيث تسعى طوكيو إلى العمل من أجل دفع الحمائية التجارية في أنحاء العالم إلى التراجع.

وقال أساكاوا: "على مجموعة العشرين التعامل مع قضية الشيخوخة والاختلالات العالمية التي من الممكن أن تمنع النمو الاقتصادي على المدى المتوسط والطويل".

وكان اجتماع عقده وزراء مالية المجموعة ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء، في وقت سابق الشهر الجاري، حذر من أن "التوترات التجارية والجيوسياسية قد اشتدت.

وبالإضافة للحرب التجارية، ثمة إشارات على تباطؤ الاقتصاد العالمي، حيث تشهد الصين معدل نمو أقل، مما يضر بالمصدّرين في الدول الأخرى، ومن بينها اليابان.. كما أن هناك مخاوف من أن تؤدي الرياح العالمية المعاكسة والحرب التجارية إلى نهاية عنيفة.

قمة العشرين هذه المرة، تذكرنا بالتجمع الأولى لقادة مجموعة العشرين الذي أقيم في نوفمبر من عام 2008، وسط الاضطرابات التي عصفت بالأسواق المالية العالمية في أعقاب انهيار ليمان براذرز.. وحينها أصدرت تلك القمة بيانًا واضحًا شددت فيه على الأهمية الحاسمة لرفض سياسات الحماية، وعدم الانغلاق على الذات في أوقات عدم اليقين المالي" بعبارة أخرى، اتفق قادة أكبر اقتصادات العالم على عدم تكرار أخطاء السياسة، التي أدت إلى تفاقم الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز