عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب: شهداء وخونة

هشام شوقي يكتب: شهداء وخونة
هشام شوقي يكتب: شهداء وخونة

يدفعون ضريبة الدم، يحملون السلاح في مواجهة، خائن قاتل غادر لا يرعي رسائل السماء وإن التحف بآيات الذكر الحكيم مرتديا عباءة الجهاد دون فهم، مصوبا سلاح الغدر لأبناء الوطن، فارق كبير بين من استودع أهله في معية المولي ذاهبا لحراسة بلاده، مقلتاه مفتوحتان في جوف الليل، وآخر ذهب عقله وخرج عن ناموس الحياة، يرفع السلاح مريقا للدماء التي حرمها الرحمن، بل إن هدم الكعبة أهون على الله من إراقة الدم.



خونة هذا الزمان ليسوا مخدوعين جميعا، بل بعضهم يدرك أنه قاتل أجير يعمل لدي أجهزة استخبارات ترغب في اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، وبعضهم فقد الأمل في الحياة يرى أنها رحلة إلى الدار الأخرة والطريق إليها هو سفك دماء المجتمع الكافر، وهناك من يقدم له تفسيرات مغلوطة لنصوص الدين دون أن تخضع لتفكير أو إدراك معتمدا على غياب عقله وضعف تكوينه الفكري.

الخونة يخوضون حربهم بالوكالة، أما شهداء الوطن فيخوضون معركة شعب، إن الصمت خيانة فالمعركة ليست معركة البندقية وحدها، إنها معركة فكر أيضا، إن غياب الفكر المستنير يعني مساحة جديدة تضاف للظلاميين من أعداء الحياة، الحرب على الإرهاب تبدأ من استنارة عقول الآباء، من مواجهة أي محاولة لبث حالة إحباط، القضاء على الإرهاب يبدأ من ساحة الفكر المستنير، ومن يقف على الضفة الأخرى من البحر ليس بمأمن من وحش ينمو ويقتات بداخله، ولنا في عمليات طالت قلب أوروبا العبرة.

في بلاد الشرق هناك شعوب أصبحت تعاني العيش خارج أوطانها، وهناك أجهزة دول تعمل على تمزيق المنطقة والسيطرة عليها عبر تيارات متطرفة لا تعرف سوي الحكم الثيوقراطي، تحلم بعباءة الخلافة قبل أن تحلم بعصر العلم ووضع لبنه واحده في الحضارة الإنسانية.

لقد امتدت الحضارة الإسلامية إلى بلاد الأندلس لأننا كنا نملك ناصية العلم كنا نقود العالم بمشاعل العلم، علينا أن نفكر في أن نكون جانبا مهما من عصر المعرفة، إضافة حقيقة للحضارة الإنسانية، هل يوما ما فكر أحدهم ماذا قدم في حياته؟ هل فكر يوما أن آيات الذكر الحكيم تحض في الكثير منها على القراءة والتفكير، والفهم؟ في اعتقادي لا.

أسطر ذلك المقال بعد نبأ جديد يروي قصة شهداء جدد في صد هجوم على ارتكاز أمني شمال سيناء، دافعا عن الأرض والعرض، عن فرصة للحياة للجميع، إن الصمت خيانة، ومن يتصور أن المعركة هي معركة الدولة فقط هو مخطئ، فإذا كان الرصاص لم يطولنا اليوم يمكن أن يطولنا في وقت آخر، إن الشهداء هم من يدفعون ضريبة الدم من أجل حياة الشعوب، والخونة يحلمون بلحظة غدر من أجل قتل الشعوب بالوكالة.

وتبقى رسالة أخيرة أن مشاعل النور هي القادرة على رد الظلاميين إلى جحورهم وكشف عوراتهم ودحر تطرفهم، إن المعركة مريرة، لكن المواجهة وتطهير الوطن ليس مستحيلا من ذئاب غادرة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز