عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تعرف على دور وزارة الثقافة والمثقفين في ثورة 30 يونيو

تعرف على دور وزارة الثقافة والمثقفين في ثورة 30 يونيو
تعرف على دور وزارة الثقافة والمثقفين في ثورة 30 يونيو

كتب - محمد خضير

مثقفون: اعتصام المثقفين بالوزارة حفز الشعب للسير في الطريق إلى 30 يونيو



 

مع حلول الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو المجيدة التى أنقذ فيها المصريون دولتهم الوطنية من السقوط بقدر ما انتصروا لثقافتهم الوطنية وتاريخهم وهويتهم ومنظومة قيمهم الحضارية ومستقبلهم، وفرضوا إرادتهم الشعبية الحرة لتدخل مصر عصراً جديداً وتتبوأ هذه الثورة مكانة سامية فى التاريخ العالمى للثورات الإنسانية والسلمية الرشيدة ،ومع تطورات العمل الثقافى والفنى بوزارة الثقافة عقب هذه الثورة المجيدة حملت وزارة الثقافة على عاتقها بناء الإنسان ثقافيا من خلال العمل بقطاعاتها وهيئاتها المتعددة فى كافة المجالات الثقافية والفنية لتحارب بقوتها الناعمة أي مظاهر عنف أو تطرف.

 

 

استشعار الخطر

ومع تفشى السيطرة والهيمنة الإخوانية فقد استشعر المثقفون والفنانين خطر ضياع الهوية المصرية ومحاولة لمحوها، فدعوا للتظاهر والنزول للشارع ومن ثم تنظيم اعتصامات غلب عليها الطابع الفنى والثقافي، حتى أصبحت الثورة مجموعة من المشاهد التي لن تنسي ، حيث بدأت مرحلة الصدام الحقيقية بعد الإطاحة بالعديد من القيادات، وعلى رأسهم الدكتور سعيد توفيق من المجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة كاميليا صبحى من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية.

وبعد أن شعر الإخوان بخطورة الاعتصام عليهم حاولوا جاهدين فضه بشتى الطرق المتاحة، فكرروا محاولة الاعتداء على المعتصمين، مما زادهم إصرارا على موقفهم، بل تصاعدت المطالب بإسقاط النظام ككل، وليس رحيل "علاء عبدالعزيز" فقط، خصوصا بعد انضمام عدد كبير من جموع الشعب المصري إليهم.

وكان وقتها إقصاء الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية من منصبها، الشرارة التى فجرت فكرة الاعتصام، بعد أن جاء وفق أسباب واهية وحجج لا تدخل على طفل صغير، تمثلت فى سوء الإدارة التى يجرى التحقيق فيها الآن، مع قصور شديد فى التسويق وقصور فى حسن إدارة المشتريات، وكان المثقفون قد تأكدوا من أن عبدالعزيز قد قطع شوطا فى أخونة الوزارة بالفعل، وأن الانتظار عليه أكثر من ذلك به خطورة حقيقية على الوزارة وعلى الدولة ككل.

 

 

قيادة الطريق

"بوابة روز اليوسف" ترصد تطورات التى لعبها المثقفين والفنانين دورا كبيرا في الإعداد والتحضير للثورة ،وقيادة الطريق امام ثورة 30 يونيو باعتصام المثقفين بمبنى وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر بالزمالك اعتراضا على قرارات وزير الثقافة الإخوانى وقتها علاء عبدالعزيز ،واجباره على ترك المكتب ،وصولا للحملة الواسعة التي أطلقوها المثقفين ضد دستور المرشد على حد وصفه، منددين بما جاء في مواده كما طالبوا بدستور لكل المصريين لا يقتصر على فئة بعينها، فضلا عن المؤتر الذي نظم بنقابة الصحفيين للدفاع عن الحرية الثقافية والمحافظة على الهوية المصرية الثقافية، وشارك فيه العديد من المثقفين كان منهم الروائي بهاء طاهر، والشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم والناشر محمد رشاد وغيرهم.

وبالتالى فإن دور المثقفين لم يقتصر فقط على الاعتصام أمام الوزارة فحسب، بل مارسوا دورا في الإعداد الحقيقي للحشد في الشارع المصري بأسلوبهم الخاص، فقد قدم عدد هائلا من العروض الفنية والثقافية بالشارع، فكان بمثابة أهم تحريض فني ضد النظام الحاكم آنذاك على حد وصفه ،ومع تزايد اعتصام المثقفين وصلت إليهم تهديدات باقتحام المبنى من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن ذلك لم يقلل من عزيمة المعتصمين، وقرر وقتها الروائي الكبير بهاء طاهر النزول لحديقة المبنى كي يكون أول الرادعين لأي هجوم من عناصر الإخوان.

كما أطلق المثقفون والفنانون المعتصمون نداء للقوات المسلحة والشعب المصرى والمؤسسات الدولية المختصة لسرعة إنقاذ تاريخ مصر، بتشكيل لجنة محايدة ومتخصصة للإشراف على دار الكتب والوثائق المصرية لما تحويه من وثائق سيادية تمس الأمن القومى المصرى، ردًا على إنهاء ندب رئيس دار الوثائق الدكتور عبدالواحد النبوى، هو ورؤساء الإدارات المركزية الثلاث بالدار، وهو ما اعتبره المثقفون خطة واضحة وممنهجة للاستيلاء على تاريخ مصر.

وقد شارك بالاعتصام الكثير من الأدباء والمثقفين والفنانين، وعلى رأسهم الأديب الكبير بهاء طاهر، والأديب عبدالوهاب الأسوانى، والشاعر سيد حجاب، والكاتب جمال الغيطانى، وصنع الله إبراهيم، ويوسف القعيد، ومحمد هاشم صاحب دار ميريت، ومن المخرجين والفنانين محمد العدل، ومجدى أحمد على، وهشام سليم، وأحمد ماهر، وجلال الشرقاوى، ونبيل الحلفاوى، وخالد يوسف، وأحمد عبدالعزيز، والفنان التشكيلى محمد عبلة، والناقد شعبان يوسف، وغيرهم الكثير.

 

 

احتفالات الثقافة

كما برز دور وزارة الثقافة وقتها فى دور الدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة ،وقته ما كانت رئيس دار الاوبرا المصرية بانها لم ترضخ لاى تدخلات أو توجيهات من قبل وزير الثقافة الاخوانى الذى طالب بوقف بعض الانشطة الخاصة بالاوبرا ومحاولات النيل منها ،علما بان دار الاوبرا المصرية بمسارحها المتعدده وانشطتها المتنوعه فى كافة الفنون الابداعية المتميزة تعد هي المكان الوحيد الذى لم يطفئ انوارة من وقت ثورة 25 يناير وحتى ثورة 30 يونيو الى وقتنا هذا ،ويحسب لدار الاوبرا المصرية ذلك وللكتورة ايناس عبدالدايم ،والعاملين بالثقافة المصرية.

وتحتفل وزارة الثقافة والقطاعات الثقافية والفنية، ومن بينها دار الأوبرا المصرية، بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو التى جاءت بشيرا بعصر جديد لإعلاء إرادة الشعوب تتفق الجماعة الثقافية المصرية على أن هذه الثورة المجيدة انتصرت للهوية المصرية والثقافة الوطنية بفضل "جسارة قائد وبسالة شعب فى مواجهة طغمة ظلامية دبرت بليل لإسقاط أقدم دولة فى التاريخ وتقسيم شعبها الواحد الذى لا يقبل القسمة، ومسخ هويتها الأصيلة ورسالتها الحضارية الخالدة للعالم بأكمله والتى تعد تأريخا للاجيال القادمة.

 

 

وزيرة الثقافة

وبعد نجاح ثورة 30 يونيو قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، أن أكثر المشاهد التي لا يمكن أن تنساها في ذكرى ثورة 30 يونيو، هي لحظة إعلان خارطة الطريق، التي شاهدتها أثناء اعتصام وزارة الثقافة آنذاك ،موضحة أنها طيلة أيام الاعتصام لم تذرف دمعة واحدة، وكانت تحاول التماسك والسيطرة على أعصابها، إلا أن لحظة إعلان خارطة الطريق وخبر الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين لم يكن بالهين على نفسها، وهي اللحظة التي بكت فيها من فرط الفرحة والشعور بالنصر، مؤكده أنها شعرت آنذاك بأنها تتنفس هواء جديدا غير الذي كانت تتنفسه في ظل حكم الإخوان، كأن العالم تغير فجأة وأصبح نظيفًا طاهرًا من حولها ،وانقاذ الثقافة والهوية المصرية من مصير غير معروف.

 

 

انتصار الارادة

كما ان ثورة 30 يونيو تشكل تحولاً نوعياً ينتصر لإرادة الشعوب فى المشهد العالمى المعاصر حملت عبر هتافها الخالد: "تحيا مصر" رسالة تفاؤل وأمل فى الثقافة السياسية المصرية، ورفض الشعب المصرى للفاشية الظلامية ومشروعها التسلطى والمضاد للمعايير التاريخية والحضارية المصرية ،ومن ثم فان هذا اليوم الذى صنع المصريون حدثاً من أعظم الأحداث أملاً فى تاريخهم المديد سيبقى علامة تاريخية تؤكد انتصار الهوية المصرية والثقافة الوطنية، وقدرة شعب عظيم على دحر كل المؤامرات والحروب الإرهابية والعمليات النفسية والشائعات وحملات التشكيك ومحاولات بث اليأس فى النفوس.

 

 

ثقافة الشعب

وكانت وزيرة الثقافة الدكتورة قد رأت كمثقفة مصرية أن ثورة 30 يونيو التى صنعها الشعب وباتت عيدا لكل المصريين تؤكد وعى وثقافة الشعب المصرى وتطلعه إلى مستقبل أفضل برسم خارطة الطريق لمسيرة التنمية الشاملة ،وإذ حضر مع مثقفين آخرين وقائع تفقد وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم متحف نجيب محفوظ تمهيدا لافتتاحه فى وقت لاحق من الشهر الحالى وبالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو كان الكاتب والروائى والنائب البرلمانى يوسف القعيد قد أكد على أهمية توثيق أحداث ثورة 30 يونيو.

التنمية الشاملة

ولاحظ يوسف القعيد أننا نحتفل بمرور سنوات على هذه الثورة بينما لا تتناسب قلة الكتابات الثقافية والأفلام والمسرحيات بشأنها مع هذا الحدث بدوره الجوهرى فى حياتنا وأوضح أن ما وجده من محاولات توثيق ما جرى فى الثلاثين من يونيو "أقل من القليل" مضيفا :"نحن جميعا نتحمل هذه المسئولية" ليخلص إلى أن "الواجب الذى لا يحتمل مناقشة يفرض علينا ان نوثق لما جرى".

كما تنامى شعور لدى الجماعة الثقافية المصرية بقيمة وزنها الرمزى فى الصراع السياسى وإذا كانت أحداث اعتصام وزارة الثقافة أظهرت قوة الفن فى الشارع، فإنها جعلت لعاب الوزارة يسيل لاستثمار هذه المكاسب وتنظيم مهرجانات مماثلة ، لكنها سعت فى الوقت ذاته إلى تقليص الدعم المخصّص لفاعليات أخرى أفرزتها ثورة يناير.

 

 

المواجهه بالفن

بعيداً من هذه المواجهة، ثمة مواجهات أخرى أفرزتها أحداث 30 يونيو التى لم يقتصر تأثيرها على حد معين، وإنما امتد إلى صور التعبير الفنى لا سيما فى مجال الغناء الذى افرزته ثورة 25 يناير، من أنماط الغناء التى قادتها الفرق الموسيقية المستقلة مثل "إسكندريللا" و"مسار إجباري" و"كايروكي" وقدمت للساحة أصواتاً جديدة مثل محمد محسن وفيروز كراوية ومريم صالح، ودينا الوديدى، تبنت خطاب الثورة عبر أغنيات كانت أنضجها أغنية "فلان الفلاني" التى أخرجتها هالة القوصى عن لحن لمحمد عنتر وكلمات مصطفى إبراهيم.

فضلا عن ان ثورة 30 يونيو قدمت نوعاً من الغناء حرص على التعبير عن خطاب السلطة الجديدة ومشروعها الذى يمجّد الدور الذى اضطلع به الجيش المصرى فى حسم المواجهة مع حكم الإخوان، عبر أصوات جماهيرية معروفة ومن ثم كانت "أغنية تسلم الأيادي" شعاراً يختزل طبيعة المواجهة ونتائجها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز