منتخب مدغشقر يكتب التاريخ في مصر ويتأهل إلى دور الـ16 بأمم أفريقيا

كتب - ا.ش.ا

اقتحم منتخب مدغشقر الأول لكرة القدم التاريخ من أوسع أبوابه، ونجح في لفت الأنظار إليه وترك بصمة جيدة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم من خلال المستويات الرائعة التي قدمها في دور المجموعات؛ رغم مشاركته الأولى في نهائيات "الكان"، وعدم امتلاكه عددا كبيرا من النجوم الكبار.

وقدم منتخب مدغشقر الملقب بـ"الجواميس" مستويات جيدة في مباراته الأولى بـ"الكان 2019" أمام منتخب غينيا وتعادل معه 2-2، ثم فاز على المنتخب البوروندي بهدف دون رد في الجولة الثانية، وأخيرا على نيجيريا صاحبة التاريخ العريق بالبطولة القارية بهدفين دون رد أيضا ضمن مباريات الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الثانية في دور المجموعات.

وجاء الأداء الجيد والمستوى الرائع، الذي ظهر به منتخب "الجواميس"، (نسبة إلى أحد أنواع الجاموس المشهورة في البلاد) على عكس توقعات المحللين وخبراء اللعبة الذين كانوا يرون أن فرص مدغشقر في تجاوز دور المجموعات والتأهل للدور الثاني في بطولة الأمم الأفريقية ضعيفة نظرا لأنها المشاركة الأولى لها في تاريخها في البطولة الأكبر في القارة السمراء، إضافة إلى افتقادها للخبرة الكافية ولتواجد منتخبي نيجيريا وغينيا "الأكثر خبرة في البطولات الأفريقية" وأن أكبر إنجاز يمكن تحقيقه هو العبور للدور الثاني ضمن أفضل 4 فرق أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست.

وقبل بداية تصفيات كأس الأمم الأفريقية الجارية، كان منتخب مدغشقر يمثل فرصة جيدة لأي منتخب يواجهه باعتباره منتخبا ضعيف المستوى لا يملك أي تاريخ في القارة السمراء سوى الهزائم الكبيرة في أي تصفيات يشارك بها.

في عام 2016.. تعاقد أحمد أحمد رئيس اتحاد الكرة في مدغشقر وقتها (رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم حاليا)، مع المدرب الفرنسي نيكولا ديبوي الذي لم يكن له تاريخ في عالم التدريب سوى مع أندية درجة رابعة وثالثة في الدوري الفرنسي، كمستشار فني لـ"الجواميس"، قبل أن يعلن توليه الإدارة الفنية رسميا للمنتخب في مارس 2017.

وشارك المنتخب الملجاشي في التصفيات بداية من الدور التمهيدي الأول، وهو ما يعني أن مسألة وصوله لكأس الأمم تطلب خوض مشوار طويل للغاية، ولكن إيمان لاعبي ومدرب مدغشقر على كتابة التاريخ لبلادهم ولجمهورهم جعلهم يصلون لهدفهم.

وبدأ المنتخب الملجاشي التصفيات بانتصار كبير على مضيفه السودان بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة تألق خلالها لاعب مصر المقاصة باولن فوافي، ولكن في الجولة الثانية قلب منتخب "الجواميس" تأخره أمام منتخب السنغال "أسود التيرانجا" بهدفين إلى تعادل مثير 2-2 في مباراة شهدت إقبالا تاريخيا من جمهور مدغشقر للمباراة في "ملعب ماهاماسينا"، ما أدى التدافع إلى وفاة شخص وإصابة 41 شخصا آخر، ليقرر الاتحاد الإفريقي إغلاق الملعب لمدة 3 أشهر.

واستمر منتخب مدغشقر في مشواره بحثا عن صعود تاريخي لكأس الأمم الأفريقية، حتى استطاع خطف بطاقة التأهل لـ"الكان 2019" كثاني المجموعة خلف المنتخب السنغالي، ليخرج مدرب منتخب مدغشقر الفرنسي ويقول: "لقد منحنا الحياة من جديد لأكثر من 25 مليون مواطن ملجاشي بعد الصعود إلى نهائيات أمم إفريقيا"، والآن يواصل المنتخب الملجاشي كتابة التاريخ مجددا بتأهله إلى دور الـ16 بعد التعادل أمام غينيا والفوز على بوروندي ونيجيريا.