إطلاق حمم بركانية بقوة "قنبلة نووية" (فيديو وصور)

كتب - عادل عبدالمحسن

شهود العيان يروون تفاصيل يوم الجحيم في الجزيرة الإيطالية

ثار بركان في جزيرة سترومبولي الإيطالية يوم أمس "كقنبلة نووية"، ما أسفر عن مقتل رجل واحد على الأقل وإلقاء السياح بأنفسهم في البحر هربًا من الصخور المحترقة.

يعد هذا البركان أحد أكثر البراكين نشاطًا في أوروبا، ويندلع بشكل مستمر تقريبًا منذ عام 1932، لكن الانفجارين البركانيين اللذين وقعًا بالأمس كانا الأقوى.

كانت السلطات الإيطالية قد أرسلت سفنًا ولنشات تابعة للبحرية إلى الجزيرة لإجراء عملية إجلاء جماعي محتملة، مع استمرار قذائف الحمم والغيوم البركانية التي تتساقط من السماء إلى الأرض.

ولم تتمكن طائرات الإطفاء من الوصول إلى حرائق الغابات في الجزيرة بسبب السحب الكثيفة للدخان والرماد.

 

 

وقال الكاهن المحلي جيوفاني لونجو "كان الأمر أشبه بالوقوف في الجحيم بسبب أمطار النار القادمة من السماء". أصيب الرجل المتوفى، وهو متنزه يبلغ من العمر 35 عامًا من صقلية، بسقوط صخور بينما كان يتسلق البركان مع صديق برازيلي، وجدهما رجال الإنقاذ مصابين بالصدمة والخوف.

وقال عامل الإنقاذ كالوجيرو فوتي "لسوء الحظ مات رجل واحد، وهناك عدد قليل من الجرحى لكن لم يصب أحد بجروح خطيرة."واصفا الانفجارين اللذين وقعا في الساعة 2.46 مساءً بالتوقيت المحلي، بأنهما كانا الأكبر والأضخم اللذين تم تسجيلهما على الإطلاق في الجزيرة، وتلاهما إطلاق الحمم البركانية من "جميع أفواه الحفرة النارية"،

 وأشار مسؤولون من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إلى تصاعد عمود من الدخان والرماد لأكثر من ميل في السماء.

 

 

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية ANSA. أن حوالي 30 سائحًا ألقوا بأنفسهم في البحر بحثًا عن الأمان في خضم رعب الانفجارات.

كانت منظمة رحلات تدعى ايلانا ايليت، 31 عامًا، من بيثنال جرين، شرق لندن، ترتاح على الشاطئ في جزيرة مجاورة عندما سمعت أصواتا مدوية ورأت "سحابة كبيرة تبدو وكأنها سلاح نووي" في السماء.

وقالت: "سمعنا بعد ذلك أصواتا رهيبة، كما لو أن الرعد والبرق قد ضربا بجوارنا، وشاهدنا الناس يركضون على طول الشاطئ". "يمكنك رؤية "سترومبولي" من الخليج وكان هناك سحابة بركانية كبيرة تتطاير شظاياها في السماء- وبدا الأمر وكأنه سلاح نووي.

وهرول رجل شرطة كان يتحدث الإيطالية إلينا. كنا نظن أنه كان يقول "كن هادئًا، كل شيء على ما يرام" لكنه في الواقع كان يقول "اخرج من هنا- لكن كن هادئًا". كان الموظفون يجمعون كراسي الشاطئ الخاصة بنا وبدلًا من وضعها في المكان المعتاد، كانوا يقبضون عليها ويرمونها قبل أن يهربوا، لقد أدركنا أنها كانت مشكلة كبيرة عندما بدأ السكان المحليون في الرعب وكانوا يهرولون من أجل حياتهم. كان هناك 20 شخصًا آخر على الشاطئ.

 

 

وهرولت شارلوت لويس، 28 عامًا، إلى الفندق، خوفًا من أن يؤدي مزيد من الهزات إلى سقوط صخور، وقالت: "كنا نظن أننا سنكون بخير عندما نعود إلى فندقنا، لكننا في منطقة جبلية، لذلك كنا نشعر بالقلق إزاء الهزات المحتملة التي قد تسبب سقوط الصخور، نحن قلقون من أن الناس قد يكونون قد لقوا حتفهم لأن هناك مجموعات تجوب "سترومبولي"، كنا نخطط لاستمرار برنامج رحلتنا اليوم لكننا قررنا القيام بها غدًا. وقيل لنا أيضا إن الناس كانوا يخرجون القوارب من الميناء لأنهم يخشون من أن تتشكل موجة المد التي من شأنها أن تدمرهم، وهناك اليخوت الفخمة باهظة الثمن في المنطقة".

وقال فيونا كارتر، وهو سائح بريطاني في جزيرة باناريا المجاورة: "كانت هناك أصوات عالية وارتفعت أعمدة الدخان الأبيض والرمادي الضخمة من سترومبولي. ورأينا تيارات من الحمم البركانية الحارة تتجه نحو قرية جينوسترا الصغيرة واستمرت السحابة في الانتشار عبر السماء واختفت سترومبولي عن الأنظار.

وقالت ميشيلا فافوريتو موظفة الفندق: سمعنا "هديرًا عاليًا" عندما وقعت الانفجارات، وبعد ذلك اجتاحتنا سحابة من الرماد وأصبحت السماء كلها مليئة بالرماد.

وصور الطالب لوكا مارياني البالغ من العمر 14 عامًا من روما لحظة سحابة الدخان فوق الجزيرة، وقال لوكا، الذي كان يبحر مع أسرته في البحر الأبيض المتوسط وقت اندلاع البركان: "لم أر شيئًا كهذا من قبل. لم أكن أعرف ما إذا كنت خائفًا أم متحمسًا.