عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد عمر بالحمر يكتب: صورة دوريان جري

أحمد عمر بالحمر يكتب: صورة دوريان جري
أحمد عمر بالحمر يكتب: صورة دوريان جري

قرأت رائعة الكاتب أوسكار وايلد كتاب صورة دوريان جري، الذي أستطيع تلخيصه في أمنية دوريان أن تشيخ صورته وتتغير ويبقى هو الفتى الوسيم الجذاب، محتفظا بشبابه الأبدي مهما طال الوقت والزمان.



لكن الأمنية تحققت بحذافيرها، لأن الصورة كبرت وانعكست عليها أعماله وذنوبه جميعها، ما اضطره إلى إخفائها بعيدا عن الجميع وقفل عليها الأبواب والنوافذ وكفنها بغطاء يقتل فيها هذا العمل والأمنية التي أعمته عن ذنوبه وجعلته يغرق في ظلماتها.
جعلني أوسكار أتساءل: ماذا لو توافرت هذه الميزة أو الخاصية لدينا؟ تخيل أنك وجدت الرسام السحري "بازل"- كما كان اسمه في الرواية- هل سيكون هناك إقبال عليه؟ أم يخاف الناس خوض هذه التجربة التي تجمد كل شيء في مكانه وتوقف عبث الزمن به!

أسئلة عديده أخرى تأتي تباعًا، لكن ماذا يحصل بعد رسم لوحتك لو افترضنا أنك خضت التجربة بكل سلبياتها وإيجابياتها، بكل ما تحمله من مميزات ومخاطر؟

الكتابة في هذا الموضوع مليئة بالتساؤلات، تأتي عليك الأسئلة منهمرة، لا أستطيع كتابة السؤال حتى تهجم على مجموعة أخرى، لكن السؤال الأكثر أهمية هو: ماذا تتوقعون أن يكون؟ كنت سأتركه لكم لاحقا، لكنني لا أستطيع ذلك بل سأطرحه الآن: أين سوف تضعون اللوحة الفنية؟ هل ستعلق في منتصف حائط الصالة! أم تلف بغطاء يغطيها ويخفيها من فضول الآخرين؟

تسترق بنظرك عليها من وقت لآخر، لتعلم ماذا أبليت وكيف انعكست أعمالك على صورتك، بما أننا نعيش في صراع الخير والشر، هذا الصراع الأبدي السرمدي، فستجد الصورة يوما معلقة في صدر البيت مفاخرًا فرحا بها، وأحيانا ستجدها قد دفنت تحت التراب لتخفي وتستر ما فعلت بنفسك وبغيرك، هذا جوابي أنا فما جوابكم؟

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز