عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أم عبدالله "بائعة الأنابيب" فقدت 4 أبناء وتصارع لتأمين حياة أطفالها بمطوبس.. (صور)

أم عبدالله "بائعة الأنابيب" فقدت 4 أبناء وتصارع لتأمين حياة أطفالها بمطوبس.. (صور)
أم عبدالله "بائعة الأنابيب" فقدت 4 أبناء وتصارع لتأمين حياة أطفالها بمطوبس.. (صور)

تقرير- إسراء سعد

- أتمنى من المسؤولين النظر لموقف ابني الوحيد المطلوب للتجنيد



 "أم عبدالله"، ذات الـ52 عامًا.. واحدة ممن أكل عليهم الدهر وشرب، زوجها صاحب "مرض عضال"، فأصبحت هي المنوط بها العمل والإنفاق على الأسرة، فلم تجد إلا العمل في أسطوانات الغاز "الأنابيب"، ولكن القدر لم يمهلها لتعمل، حيث فاجأها القدر باحتراق منزلها الصغير، شديد التواضع، لتنتقل إلى "عشة"، ثم تفقد 4 من أبنائها، وفي النهاية لم يتبق لها إلا ولد واحد، ولكنه حاليًا مطلوب للتجنيد، رغم أنه "وحيد"!

كريمة الشلقاني، أو "أم عبد الله".. امرأة مصرية كافحت كي تحافظ على ما تبقى من أبنائها، وهم بالتحديد ولد وبنت هما محور حياتها.

تمشي ببطء شديد، تحمل على كتفيها الضعيفتين من ثقل حزن زمن قاسٍ، كافحت فيه كي تتمكن من العيش بحياة أقل بكثير من حياة كريمة، "أم عبد الله"، قصة كفاح لأم مكافحة عظيمة، تجلدت بالصبر وتصارع مع ظروف الحياة.

 تقول "أم عبد الله": منذ 30 عامًا انتقلت للعيش هنا بمدينة مطوبس، ولكي أعين زوجي المريض على المعيشة، عملت في بيع أنابيب الغاز، فاحترق منزلي بالكامل ولكنني اتخذت من جانبي إحدي الطرق، "عشة" لكي أعيش بها أنا وأطفالي، لا يوجد بها سوى غرفة "مخزن" و"نوم" لي أنا وهم، وغرفة أخرى أبيع بها "المسليات"، وقليل من البقالة.

 وأضافت كريمة، لم تتركني الحياة دون أخذ فلذات كبدي مني غرقا في أحد المصارف المائية المطل عليها بيتي، "راح مني 3 بنات في هذه الترعة"، مشيرة إليها، وحتى الآن لم تقم الوحدة المحلية بتغطية هذا المصرف، الذي لا يمر عام إلا ويغرق طفل فيه.

واستكملت كريمة، بعد موت أطفالي الثلاثة، لم أستطع أن أترك ابني وابنتي للعيش معي في هذا المكان، ونظرًا للظروف الصعبة، أرسلتهم للعيش مع أختي في المنصورة، وأعمل كل يوم على الرغم من مرضي وتقدم السن لإرسال الأموال لهم لكي يعيشوا حياة كريمة.

وأشارت كريمة، لم تأخذ الحياة مني 3 بنات فقط، بل في بداية زواجي فقدت طفلًا في عمر 6 أشهر، ولجهلي الشديد بالأحكام والقوانين، دفن بدون أن استخرج له شهادة وفاة، مضيفة، ببكاء شديد، لم يتبق لي سوى عبد الله وابنتي الصغرى، فصار مطالب بأداء الخدمة العسكرية.

وطالبت "أم عبد الله"، الجهات المعنية النظر لحالها بأعين رحيمة، خاصة لتقدم السن بها هي ووالده، ولا يوجد أوراق رسمية تثبت موت طفلها الأول، لكي يأخذ ابنها الوحيد إعفاء من أداء الخدمة العسكرية.

واختتمت "أم عبد الله"، حديثها عن قصة كفاحها، أنها لن تندم على بذل قلبها وروحها لأجل أبنائها، وعلى الرغم من الظروف المرضية، لم تتوان عن العمل لكي تؤمن لهم بعضا من الأموال، حتى وإن كانت أقل من القليل بكثير، ورغم عدم حصولها على أي تعليم، فقد قامت بطباعة بطاقة عمل، لكي يتصل بها من يحتاج لأنبوبة الغاز.

 وقالت مبتسمة، الحمد لله على نعمة الصبر، ولا أنتظر سوى الجزاء العادل، لصبري، وبقاء ابني الوحيد بجانبي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز