عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وكيل الأزهر: نعتز بثقة الدول الإفريقية في قدرتنا على قيادة العمل الإفريقي المشترك

وكيل الأزهر: نعتز بثقة الدول الإفريقية في قدرتنا على قيادة العمل الإفريقي المشترك
وكيل الأزهر: نعتز بثقة الدول الإفريقية في قدرتنا على قيادة العمل الإفريقي المشترك

كتب - السيد علي
تصوير - كيرلس روماني

دعوة الرئيس السيسي للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية تعكس رؤية حكيمة



الإمام الأكبر يدعو إلى وضع رؤية مستقبلية تسهم في نهضة مؤسسات التعليم في قارتنا الإفريقية

أدعو اتحاد الجامعات الإفريقية إلى إطلاق بنك للمعرفة على الإنترنت

قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، في كمته خلال مؤتمر «دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز استراتيجية التعليم العالي بالقارة الإفريقية»، نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر يعتز بثقة الدول الإفريقية في قدرة مصر على قيادة دفة العمل الإفريقي المشترك، كما يقدر الأزهر جهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الإفريقية، التي تتجلى في أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي.

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته أنَّه تلقى بمزيد من الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق، دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، ورؤيته الحكيمة التي طرحها خلال رئاسته القمة الإفريقية الاستثنائية بالنيجر؛ ليتحقق هذا الحلم الذي يُمَّثل علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي، بما يُرسخ دعائم الوحدة القارية، ويُحقق التنمية الشاملة.

وأعرب عباس عن شكره لرئيس الجمهورية؛ على رعايته الكريمة للمؤتمر الدولي لقادة التعليم العالي بالقارة الإفريقية، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الإفريقية، ونتطلع أن يُؤسس بأطروحات المسؤولين والخبراء لمرحلة جديدة تشهد انطلاقة قوية للتعاون البنَّاء بين مؤسسات التعليم العالي بالقارة الحبيبة، مشيرًا إلى أن فضيلة الإمام الأكبر يرعى ويدعم هذا المؤتمر ويتمنى له التوفيق في وضع رؤية مستقبلية تسهم في نهضة مؤسسات التعليم في قارتنا الإفريقية.

وأكّد وكيل الأزهر أن القارة الإفريقية، تمتلك كنوزًا طبيعية وثروات بشرية تؤهلها لصدارة العالم، وأنَّه لا مناص أولًا من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الإفريقية، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، وركائز الوحدة القارية بين الأشقاء الأفارقة، وإقرار التسوية السياسية لأي نزاعات أو أزمات، وإحلال الحوار بديلًا عن أي صراعات، وتنسيق الجهود المشتركة للمواجهة الشاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه وداعميه.

وشدد وكيل الأزهر على ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين الدول الإفريقية بشتى مداراتها، وفي أسمى صورها، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تؤسس لشراكات استراتيجية، تُسهم في تحقيق التكامل الإفريقي، الذي هو السبيل الأوحد لتجاوز التحديات الجسيمة، والانطلاق نحو «إفريقيا ٢٠٦٣»، وقد تجَّسدت هذه المنطلقات السامية، وتلك الرؤية الواضحة فيما طرحته مصر، وشرعت في تنفيذه منذ توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي من استراتيجية قارية للتنمية المستدامة؛ انطلاقا من الوعي الكامل بأن الأمن والاستقرار هما الركيزة الأساسية لأي جهود تنموية.

وقال الشيخ عباس: إن الأزهر جامعًا وجامعة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر، يؤدى دورًا متعاظمًا في إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابي، والتصدي لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير.. ليس بإفريقيا فحسب بل في العالم أجمع.

وصَّرح بأنه مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي قرر فضيلة الإمام الأكبر تشكيل لجنة للشؤون الإفريقية، لا سيما أن هناك طلابًا من ٤٦ دولة إفريقية يتوافدون للدراسة بالمعاهد والكليات الأزهرية؛ وذلك لوضع البرامج الداعمة لأشقائنا، وقد وافق على مضاعفة المنح الدراسية المقررة لأبناء إفريقيا، لتصبح ١٦٠٠ منحة، إضافة إلى التوسع في قوافل السلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا من الكراهية والعنف، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية.

وأضاف أن جهود الأزهر التعليمية في إفريقيا لا تقتصر على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب إفريقيا، وذلك من خلال 16 معهدًا أزهريًا في عدة دول إفريقية، ويعمل الأزهر من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية في هذه الدول الشقيقة، ونشر المنهج الأزهري الوسطي، وكذلك انتشار 537 مبعوثًا أزهريا في مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلامية الصحيحة.

وعبر عن أهمية البحث الواقعي لأزماتنا، والسعي الجاد نحو حلها، بمراعاة فقه الأولويات؛ إعلاءً لمبدأ: «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»؛ فنحن أدرى بما يُواجهنا من تحديات، والأقدر على تجاوزها، ولا أرى طوقًا للنجاة بمنأى عن البحث العلمي؛ فما أحوجنا الآن إلى بناء شراكة حقيقية بين مؤسسات التعليم العالي في إفريقيا تنطلق من تيسير تبادل الخبرات الأكاديمية والرسائل العلمية والدراسات والأبحاث التخصصية والمجتمعية عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة.

ودعا وكيل الأزهر اتحاد الجامعات الإفريقية إلى المبادرة بإطلاق بنك للمعرفة على شبكة الإنترنت، يُتيح للباحثين الاستفادة من هذا الإنتاج الفكري الثري، ويُوفر للحكومات ولصنَّاع القرار، فرصة تبني سياسات عملية، تُلبى طموحات الشعوب الإفريقية، وتضمن لهم العيش الكريم، والسعي الجاد نحو التوسع في إتاحة فرص ميسرة للتعليم العالي المتطور بمختلف البلدان الشقيقة بمراعاة شواغل الشعوب واحتياجاتها.

وأكّد الشيخ عباس أهمية مواكبة أحدث المعايير الدولية، من خلال الارتباط العلمي الوثيق مع كبرى الجامعات العالمية عبر اتفاقيات الشراكة العلمية التي تضمن الجودة الشاملة، إضافة إلى تشجيع ثقافة البحث العلمي والإبداع والابتكار خاصة في المجالات التنموية؛ لمواجهة التحديات القارية، وتعزيز التنافسية العالمية، وزيادة فرص التدريب التقني والمهني بما يُلبي احتياجات سوق العمل.

وفي ختام كلمة وجه وكيل الأزهر رسالة لشباب الجامعات الإفريقية، قائلًا: «إفريقيا تُناديكم، وتتطلع إلى سواعدكم الفتية في البناء والتعمير، فلَّبوا النداء، واقهروا الصعاب بالعلم النافع والعمل الجاد.. وطِّنوا أنفسكم على الأخوة الإنسانية والوحدة القارية.. كونوا دعاة خير وسلام، وبُناة حضارة»، داعيًا إلى ترسيخ المنظومة القيمية والأخلاقية في المناهج الدراسية بالجامعات؛ بما يُسهم في بناء الإنسان على النحو الذي يؤهل الخريجين لإثراء الحضارة الإنسانية.

 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز