عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رضا عبدالرحمن يتحدث من أمريكا: فخور جدًا بعودة بينالي القاهرة".. ومشاركتي كفنان مصري

رضا عبدالرحمن يتحدث من أمريكا: فخور جدًا بعودة بينالي القاهرة".. ومشاركتي كفنان مصري
رضا عبدالرحمن يتحدث من أمريكا: فخور جدًا بعودة بينالي القاهرة".. ومشاركتي كفنان مصري

حوار- سوزى شكرى

منذ خمس سنوات اتخذ "عبد الرحمن "، قرارًا بأن يغادر "مصر" واتجه إلى "نيويورك" ومعه أسرته وأولاده، ليس ترفهيًا، إنها رحلة حياة جديدة لها أوجاع لا يعلم بها إلا من عاشها، نعم قد غادر مصر وسافر إلى مجتمع آخر وثقافات مغايرة تماماً، إلا أن مصر لم تغادره، لأنها ساكنة بوجدانه ويطارده الحنين بين الحين والحين، إنها ليست مغادرة الوطن فقط، بل مغادرة أوطان صغيرة، تمثل قلوبًا أحبها، هم الاهل والأقارب والأصدقاء والأصحاب، ولأن مصر يصعب على عشاقها أن يهجروها فإنها بالنسبة له العشق الأول الخالد، الذى عبر عنها في لوحاته التصويرية التي تؤكد عمق بحثة الدائم عن صياغة فنية وتشكيلية ومفردات ثرية، يجسد بها الحضارة المصرية القديمة، ومنها يستقى أفكاره ومحاوره الفكرية والفلسفية ، مصر ذكريات تحيا ولا تموت، وأماكن ترك بصماتها على جدران قلبه، فيقاوم إحساس الغربة والبعد بأرقى سلاح هو سلاح الفن .



 إنه الفنان التشكيلي دكتور "رضا عبدالرحمن"، المقيم حاليا بأمريكا، قد تم ترشيحه ودعوته من وزارة الثقافة، ليشارك ضمن الفنانين المصرين الممثلين لمصر في بينالي القاهرة الدولي للفنون الدورة  13 والمقامة حاليًا بالأوبرا، حيث شارك بعمل فنى تصويري، يعرض حاليًا بمتحف الفن الحديث بالأوبرا، وهو عبارة عن عمل ضخم مقسم الى خمس لوحات، اختار لها عنوان " القاهرة – نيويورك "، قامت فكرته على التعبير بشكل فنى تصويري وتشكيلي عن الكابلات والأسلاك  كوسائل للاتصال والتواصل والتخاطب بين البشر رغم بعد المسافات، وبنفس مضمون عمله الفني كان لـ"بوابة روز اليوسف" معه هذا الحوار الذى تم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي:

وهذا نص الحوار :-

أنت من الفنانين الذين طالبوا بعودة الفعاليات الدولية، وبالفعل عاد بينالى القاهرة بعد توقف 8 سنوات، فماذا تمثل لك هذه العودة؟

- تمثل عودة البينالى عودة الروح للحركة التشكيلية المصرية، فهو محرك ومؤشر كنا ننتظره منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى أنه علامة مهمة جدًا على الاستقرار الذي تشهده البلاد الآن بعد سنوات من القلاقل والتوترات.

 ولا يسعنا سوى أن نشكر القيادة السياسية المؤمنة بدور الفنون في بناء الأمم، وأيضا كل التقدير للدكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور خالد سرور رئيس القطاع، والأستاذة داليا مصطفى والفنان الصديق إيهاب اللبان والفنان أحمد عبدالفتاح، والفنانين طارق مأمون والفنان محمد إبراهيم وكل العاملين بقطاع الفنون الذين استطاعوا أن ينجزوا هذا الحدث الهام بعد سنوات من الانقطاع، وصعوبة عودة فاعلية غابت لسنوات مثل ماكينة، تعطلت واستطاعوا أن يعيدوها للعمل والإنتاج، فوجود البينالي في عاصمة الثقافة في الشرق الأوسط يعيد الحياة إليها ويعيد الأنشطة الموازية للبينالي، وتتوهج القاعات الخاصة والجمعيات الأهلية في القاهرة، وتواكب عروض البينالي بأفكار ومعطيات جديدة تناسب العصر، وتكون على قدم وساق مع ما يحدث من حولنا في العالم .

فليس من المعقول أن تستمر عروض القاعات الخاصة، تحت رغبة الزبائن والمشترين وهذا ما يجعل الفن التشكيلي متأخر كثيرًا في مصر عن العالم ولا يشهد جديدًا، وتظل اللوحة والتمثال أسيرة أذواق المشترى، فهذا البينالي وأيضا بينالي الإسكندرية، يمثلان طاقة النور التي تضئ للناس مناطق مغايرة لما هو سائد وأتمنى أيضا عودة ترينالى الجرافيك والخزف، ويكون هناك حراك فني يستقطب فنانين من مختلف دول العالم، لتعود الريادة لمصر التي تمتلك طاقات بشرية جبارة وفنانين عظماء من مختلف الأجيال والمجالات والاتجاهات الفنية.

بحكم إقامتك بأمريكا وعدم استطاعتك الحضور بالقاهرة، هل تود تقديم رسالة إلى القائمين على الحدث؟

بالفعل، كنت قد حددت يوم لحضوري إلى مصر، ولكن عندما تم تأجيل موعد افتتاح البينالي لم أستطع الحضور بسبب ظروف عملي، وأشكر اللجنة المنظمة ولجنة الاختيار وعلى رأسها استأدى الفنان الكبير جمال لمعي، وعضوية زملاء وأصدقاء مهمين جدًا جدًا، وهم الفنان خالد حافظ والفنان ناجى فريد والفنان الناقد ياسر منجى، وقد استطاعوا مع قوميسير البينالي الفنان والقيم المهم جدًا إيهاب اللبان أن يشكلوا عرضًا رائعًا، يصعب تحقيقه بهذه الكيفية من التنوع والاختيارات التي مثلت مختلف الاتجاهات، ووضعت بينالي القاهرة على خريطة البيناليات الدولية الهامة، بأسماء لها وزنها على الساحة الدولية، وكنت أتمنى أن يكون هناك نشاط نقدى موازٍ، وأعتقد أن د. ياسر منجى قادر على ذلك، ولدينا من النقاد عدد لا بأس به كان من الممكن الاستفادة من الحدث لتفجير أسئلة وأجوبة لبعض الهزل الذى شاهدناه من انتقادات للجوائز والعروض، ومحاولة تنوير عقول الناس بما يحدث من حراك مهم في حدث هو الأهم في مصر منذ عشر سنوات تقريبًا، ولكن أرى من الميزات وجود عروض موازية في القاعات الخاصة وقاعات الدولة مثل معرض خالد حافظ بأفق ومعرض معتز نصر بجاليري مصر وغيرها من العروض.

أنت شاركت سابقا في لجان تحكيم لمسابقات، ما رأيك في لجنة التحكيم أن ليس بينهما عضو فنان مصري؟

لا ضرر من أن تكون كلها من الخارج، حتى لا تتهم الإدارة كالعادة إنها انحازت لطرف، والاعتراضات طبيعة شعب، ولو كانت اللجنة من مصر، كان البعض سوف يعترض، ولو كانت من مصر والخارج كانوا أيضا سوف يتشككون، وأنا فخور جدًا بأن يكون بين الفائزين فنان مصري شاب عمله الفني عظيم جدا، ويواكب لما يحدث في العالم، وأعتقد مشاركة الفنان في البينالى بقيمة بينالي القاهرة هو الجائزة في حد ذاته.

من خلال بعض اللقطات التي رأيتها على صفحات التواصل الاجتماعي، كيف ترى الأعمال الفنية المشاركة؟

أنا مبهور بمستوى البينالى، وأعتقد ان كل الفنانين كانوا على مستوى المسؤولية ولكن أميل لعمل الفنان عصام درويش، وطبعا أحمد بدرى ويوسف نبيل، وأرى أن الجناح المصري من أقوى الأجنحة بما تضمنه من تنوع في الاتجاهات والمجالات والاعمار فقد نجح القوميسير الفنان، والصديق ايهاب اللبان بشكل عام، كما نجح في التنوع الحادث في الجناح المصري.

بصفتك فنانًا مشاركًا في البينالى ومرشح من اللجنة رغم إقامتك بأمريكا، صف لنا شعورك تجاه هذا الاختيار؟

بالتأكيد أنا فخور جدا، بأنني أحد الفنانين المصريين المشاركين لسببين، الأول أن مشاركتي بهذا الحدث جعلتني اشعر أنني ما زلت موجودًا في مصر، وأن مصر لم تنساني بعد، والسبب الثاني أنني أول فنان من خريجي كلية الفنون الجميلة بالمنيا تعرض أعماله ببينالي القاهرة، وهذا شرف عظيم لي وكم أنا فخور هنا في نيويورك أمام الناس أن ببلدي اختارني لأكون ضمن العارضين بالبينالي.

حدثناه على تجربتك الفنية التي شاركت بها في بينالى القاهرة والتي اختارت لها عنواناً "القاهرة- نيويورك"؟

قدمت تجربة جديدة قد تصدم البعض، لأنني تخليت عن الكثير مما كنت أقدمه في السابق وبدأت أنظر للفن بشكل مفاهيمي أكثر من ذي قبل، ولم تعد تهمني التقنيات قدر ما يهمني أن يصل مفهوم العمل للمتلقي، وقد اخترت موضوع الكابلات كوسائل اتصال بين البشر.

 أما عن مضمون عملي فهو "تمثل الكابلات والأسلاك وسائل للاتصال والتواصل والتخاطب، والشكل المشترك والموحد بين المدن و الساحات المختلفة، فأي كانت المسافات والازمنة والفوارق بين هذه المدن والساحات، تظل تلك الأسلاك هي الثابت الوحيد في كل هذه المتغيرات الاجتماعية والنفسية واللغوية، مشروعي هو قصة تجربتي الشخصية في الانتقال والانفصال والتواصل في آن واحد بين مدينتين وبين عالمين بكل اختلافاتهما، وكيف أصبحت أنا نفسى جزء من هذه الشبكة المعقدة للتواصل بين هذين العالمين بعد انتقالي بأسرتي الي نيويورك، حيث وجدت نفسى بين شقي الحنين من جهة والتغيير من جهة أخري، بكل تعقيدات وممارسات الفنان الفكرية والنفسية، وبالأخص حين أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة الكابلات والشبكات المحيطة بي فوق منزلي بمنطقة "ستاتن أيلاند" -نيويورك ، أو حين تم توصيل جسدي بأسلاك تسجل ضربات القلب، وكذلك مفردات الحياة والترتيبات المختلفة لي ولأسرتي، وارتباط كل ذلك بمنظومة معقدة من الشبكات والكابلات تتخذ أشكالًا عدة، ولغات مختلفة ومهامًا عديدة، لكنها تضع الإنسان المعاصر دائما في حالة تواصل دائم دون توقف ما بين ماضيه وحاضرة".

تستعد وزارة الثقافة لإعادة للبينالى الاسكندرية القادم هل لك مقترحات يمكننا أن تطرحها؟

كل ما اتمناه لبينالى الإسكندرية العريق، هو العودة وأعتقد أنه بحاجة الى قوميسير ثابت يعمل عليه، ومن أجله لفترة أطول حتى يستطيع أن يعيده للحياة بنفس القوة كثالث أقدم بيناليات العالم، وأعتقد أن هناك فنانين مهمين جدًا في الإسكندرية يمكنهم القيام بهذا الحدث على أكمل وجه، وأن يظل الحفاظ على التوجه المعاصر للبينالى، وأراه سوف يكون بنفس النجاح، مع الوضع في الاعتبار للإعلام والأنشطة الموازية وأن يتم الإعلان عنه مبكرًا حتى يوضع على خريطة الأحداث الدولية

هل تود تقديم رسالة الى أصدقائك في القاهرة؟

أنا سعيد جدًا جدًا بفوز د.أحمد نوار أستاذي العزيز بجائزة النيل، وكذلك صديقي العزيز إبراهيم الدسوقي، والزملاء نجيب معين وأسماء النواوي، وأراها جوائز مستحقة وكنت أتمنى بدلا من أن تحجب العديد من الحواجز التشجيعية، أن يتم منحها للمجالات التي تمتلئ بالمبدعين، مثل الفن التشكيلي، حيث نمتلك عشرات الفنانين يستحقون هذه الجوائز، ولن أستطيع تحديد أسماء لأنهم كثر جدًا، وكل عام يضاف المزيد من الفنانين، فمصر عامرة بفنانيها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز