عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سري القدوة يكتب :جرائم الحرب الإسرائيلية لن تسقط بالتقادم

سري القدوة يكتب :جرائم الحرب الإسرائيلية لن تسقط بالتقادم
سري القدوة يكتب :جرائم الحرب الإسرائيلية لن تسقط بالتقادم

نفذت العصابات المحتلة المجازر الإرهابية بحق الإنسان والأرض الفلسطينية والتي تعتبر حكاية جرح وطن، امتدت عبر الأجيال لتشكل هذا التاريخ الفلسطيني والمأساة التي كبرت معنا.



جرح عميق لا يعرف المحن، تسبب في مأساة شعب سرقت أراضيه ودمرت حقوقه وشرد عبر بقاع الأرض، لتعترف اليوم وتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تلك المجازر البشعة التي ارتكبتها العصابات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

لقد ارتكبت قوات الاحتلال العسكري والمجموعات المسلحة التابعة لها الجرائم البشعة واستخدمت الأساليب المحرمة دوليا لبث الخوف والرعب في قلوب السكان الآمنين ودفعهم للهروب من الموت وترك المكان وتهجيرهم بقوة البطش وإعمال القمع والتنكيل المستخدمة، حيث اعترفت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي عن بعض ممارسات هذه الجرائم ونشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تقريرا مطول كشفت خلاله عن تفاصيل احدى المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية قبل 71 عاما في قرية الصفصاف الفلسطينية في الجليل الأعلى خلال عملية أطلق عليها «حيرام»، وراح ضحيتها 52 رجلا.

جاء ذلك ضمن تحقيق نشرته «هآرتس» في ملحقها الأسبوعي، ويتضمن وثائق مرعبة عن مجازر وجرائم ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين عام 1948 وبعده، وتحجبها سلطات الاحتلال في قسم معلومات سرية للغاية، وفي تفاصيل المجزرة بحسب الوثائق، فإن العصابات الصهيونية قيدت 52 رجلا مع بعضهم البعض، ووضعتهم في حفرة وأطلقت النار عليهم، وكان 10 منهم لا يزالون ينازعون الموت، فيما توسلت النساء وطلبن الرحمة، ووجدت حينها 6 جثث، ثم 61 جثة، كما كان هناك ثلاث حالات اغتصاب، إحداهن لفتاة عمرها 14 عاما، أطلقوا النار عليها وقتلوها، وقطعوا أصابع أحد الضحايا بسكين ليسرقوا الخواتم.

وأوضح تحقيق «هاآرتس» أن عشرات المجازر ارتكبت، كما جرى اغتصاب الفتيات الصغار، إلى جانب عمليات السلب والنهب، وتفجير وتدمير قرى بأكملها، نفذتها العصابات الصهيونية بأوامر من ديفيد بن غوريون.

إن ارتكاب هذه الجرائم واعتراف حكومة الاحتلال وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذه الممارسات المنافية للقوانين والأعراف الدولية، تدفعنا إلى ضرورة المطالبة بتحقيق دولي للكشف عن الأرشيف الإسرائيلي وطبيعة المعلومات التي تحتويه ومدي الأعمال البشعة والإرهابية التي ارتكبتها هذه الفرق والعصابات بحق السكان أصحاب الأرض، حيث إن هذا الأرشيف الإسرائيلي لم يكن متاحا لأحد الاطلاع على محتوياته وليس متاحا تماما للجمهور، وأيضا يوجد الأرشيف العسكري الذي لم يخرج عنه إلا ما ندر من الوثائق، أما تلك التي تتصل بمسألة الاغتيالات أو مخططات ارتكاب مجازر على غرار ما حدث عام 1948 فإنها تخفى وتدفن، فبات اليوم ومن المهم جدا وفي ضوء ما نشر من معلومات العمل على تشكيل فريق تحقيق دولي، والسعي لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الجرائم وفضح الاحتلال ونشرها على المستوى الدولي.

إن استمرار محاولات إسرائيل طمس جميع دلائل النكبة عبر سرقة وإخفاء الوثائق المتعلقة بالتاريخ الفلسطيني، واستمرار حجب الوثائق التاريخية وإخفاء الحقائق والتكتم عن أسرار النكبة، لا يمكن أن يستمر طويلا، فتلك الجرائم المروعة هي شاهدة حية على الواقع الذي عايشه الشعب الفلسطيني، حيث سجل التاريخ انهم قاموا بتهجير شعب بالكامل وسرقة أراضيه وإقامة المستوطنات غير الشرعية على الأرض الفلسطينية في معركة مفتوحة منذ عام 1948 وممتدة حتى اليوم.

إن الشعب الفلسطيني يمتلك الحق في الدفاع عن نفسه، والمضي قدما بإحالة ملفات جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية والعمل على فضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الدولي، وفضح السياسة الأمريكية التي باتت منحازة للاحتلال الإسرائيلي وعنجهية، وأنه حان الوقت لإنهاء أطول احتلال بالتاريخ المعاصر.

إننا نشهد صورة استيطانية وجرائم متواصلة استمرت عبر التاريخ، ومع تصاعد المواقف الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني، حيث يتم فتح الباب على مصراعيه لتصعيد سياسة الاستيطان، والاستمرار في اعتقال المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني، ومصادرة الأراضي، والاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني الواقعة في الضفة وغزة، وممارسة التنكيل بالشعب الفلسطيني بكل صورة وفرض الاحتلال بالقوة.

إن الصراع لا يمكن أن ينتهي، بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال واغتصاب ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وأنه لن يتم إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني، مهما تكالبت كل قوى البطش والعدوان وتفرعت وتشابكت المؤامرات، فلا يمكن أن ينتصر الباطل على الحق، ودائما كان الحق هو المنتصر، والشعب الفلسطيني يملك الحقوق، التي لا تسقط بالتقادم، فهذا الحق هو حق قانوني وشرعي وتاريخي، ولا يمكن أن يسقط مهما استمر الزمن.

إننا ندعو ونطالب بضرورة تشكيل أوسع هيئة إعلامية وقضائية ودبلوماسية وإعلامية فلسطينية وعربية ودولية، لمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ومواجهة جرائم الاحتلال، ولقد حان الوقت لملاحقة حكومة الاحتلال قضائيا، وكشف القناع عن وجه الاحتلال الغاصب لأرضنا، انه الوقت المناسب للدق على جدران المحاكم الدولية، لمحاكمة المجرمين وقتلة الأطفال ومغتصبي النساء، وكل من ارتكب المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

 

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

 

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز