سفير بريطانيا يستقيل من منصبه على خلفية وصفه "ترامب" بـ"الأحمق"

كتب - عادل عبدالمحسن

استقال السير كيم داروش، سفير المملكة المتحدة في واشنطن إثر نشوب خلاف دبلوماسي بين البلدين بشأن البرقيات المسربة التي تنتقد دونالد ترامب.

وفي رسالة إلى سايمون مكدونالد، أكبر مسؤول في وزارة الخارجية، قال داروش إن الخلاف، الذي وصف فيه ترامب السفير بأنه "أحمق هائل" و"غبي للغاية"، يعني أنه لا يستطيع الاستمرار منذ تسرب الوثائق الرسمية من السفارة وكان هناك الكثير من التكهنات حول موقفي ومدة ولايتي المتبقية كسفير، لذلك أريد أن أضع حدًا لهذا الأمر والوضع الحالي يجعل من المستحيل بالنسبة لي أداء دوري كما أرغب.

 وتحدثت تيريزا ماي مع داروش لمدة خمس دقائق في حوالي الساعة 11.30 صباحًا.

وأبلغت ماي مجلس العموم بأنها أخبرت داروش أن الأمر "يدعو إلى الأسف الشديد لأنه شعر أنه من الضروري ترك منصبه.

 وأضافت: "لقد منح "كيم" خدمة مدى الحياة للمملكة المتحدة ونحن مدينون له بامتنان كبير.

ووصف جيريمي كوربين معاملة داروش "بما يتجاوز الظلم والخطأ" وقال: إنه قدم "خدمة كريمة وجيدة". ويجب على بريطانيا كلها أن تشعر بالأسف العميق للشعور الذي يشعر به بأنه يجب أن يستقيل في هذه اللحظة."

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن قرار داروش سيؤدى إلى الضغط على بوريس جونسون المرشح الأقوى لرئاسة الوزراء حيث انتقده بعض المحافظين بعد نقاش القيادة لرفضه إعطاء دعمه لداروش حتى مع أن منافسه، جيريمي هنت.

وقال إنه يتوقع أن يبقى السفير في منصبه حتى تقاعده المقرر. عند الضغط على هذه النقطة، أعطى جونسون انتقادات خفيفة فقط لترامب وقال إن وجود علاقة جيدة مع الولايات المتحدة "ذو أهمية رائعة".

قال السير آلان دنكان، وزير الخارجية، إن جونسون ألقى داروش "تحت الحافلة لخدمة مصالحه الشخصية" واتهمه "بالإهمال المهين".

وأخبر دنكان هيئة الإذاعة البريطانية: "أنا غاضب وغاضب. وهناك الكثير من الأشخاص هنا في مجلس العموم الذين يشعرون بالغضب الشديد ويشعرون أنه فقد الكثير من الاحترام لفعله ما فعله. كان تجاهله للسير كيم داروش ورفضه دعمه في رأيي ازدراءً كبيرًا، ولكن ليس أيضا لمصالح البلد الذي يحاول قيادته. "

وقال هانت، وزير الخارجية، في بيان اليوم الأربعاء إنه "يشعر بحزن عميق" للنتيجة، مضيفًا: "عندما زرت واشنطن كوزير للخارجية، أدهشني احتراف السير كيم وفكره. إنني غاضب لأن مجموعة مختارة من تقاريره كان ينبغي تسريبها. "

وفي المذكرات السرية التي تسربت إلى إحدى الصحف في نهاية الأسبوع، قال داروش إن إدارة ترامب تعتبر "غير كفء" و"غير آمن".

مثل هذه التقييمات القوية روتينية في الاتصالات الدبلوماسية الآمنة، لكن ترامب استجاب بغضب في سلسلة من التغريدات. بعد يوم من تصريح ترامب بأنه لم يعد يتعامل مع داروش، استخدم تغريدته على تويتر لمهاجمة الدبلوماسي، قائلًا: "إن السفير الغريب الذي فرضته المملكة المتحدة على الولايات المتحدة ليس شخصًا نشعر بسعادة غامرة. " وتصاعد الجدل بشكل أكبر مع استجابة هانت من خلال وصف لغة الرئيس "بعدم الاحترام والخطأ".

وفي رسالته إلى ماكدونالد، كتب داروش "على الرغم من أن فترة باقية في منصبي ليس من المقرر أن تنتهي حتى نهاية هذا العام، لكن في الظروف الحالية  تقتضى المسؤولية تعيين سفير جديد. "أنا ممتن لجميع الذين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الذين قدموا دعمهم خلال هذه الأيام القليلة الصعبة. لقد أوصلني هذا عمق الصداقة والعلاقات الوثيقة بين بلدينا. لقد تأثرت بعمق.

"أنا ممتن أيضا لجميع أولئك الذين عملت معهم على مدار العقود الأربعة الماضية، خاصةً فريقي هنا في الولايات المتحدة. الاحتراف والنزاهة في الخدمة المدنية البريطانية هو موضع حسد العالم. سأتركها كاملة من الثقة في أن قيمها تبقى في أيد أمينة

بينما كتب ماكدونالد إلى السفير قائلًا: قبل الاستقالة "ومع الأسف الشخصي العميق". وخلال الأيام القليلة الماضية الصعبة، تصرفت كما كنت تتصرف دائمًا على مدار حياة مهنية طويلة ومتميزة - بكرامة واحتراف ورفاهية. لقد وقف معكم رئيس الوزراء ووزير الخارجية وكل الخدمة العامة: لقد كنت هدفا لتسريب خبيث. كنت ببساطة تقوم بعملك. "أنا أفهم رغبتك في تخفيف الضغط على عائلتك وزملائك في السفارة؛ أنا معجب بحقيقة أنك تفكر في الآخرين أكثر من نفسك. أنت تثبت جوهر قيم الخدمة العامة البريطانية".