عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جمال بلماضي.. وطني جزائري حوّل الحطام المتناثر للمحاربين لأقوى منتخب بقارة إفريقيا

جمال بلماضي.. وطني جزائري حوّل الحطام المتناثر للمحاربين لأقوى منتخب بقارة إفريقيا
جمال بلماضي.. وطني جزائري حوّل الحطام المتناثر للمحاربين لأقوى منتخب بقارة إفريقيا

تصوير- سماح زيدان
كتب- محمد يوسف

خطف اسم "جمال بلماضي" الأضواء في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر حتى 19 يوليو المقبل، وذلك بفضل قيادته لمنتخب الجزائر إلى الدور نصف النهائي، باحثًا عن التتويج باللقب الثاني لبلاده بعد ان حصدوا كأس البطولة مرة واحدة في تاريخهم بعام 1990.



تأهل المنتخب الجزائري للمربع الذهبي، بعد أن حقق العلامة الكاملة بـ5 انتصارات متتالية، وبدون أي أخطاء، تسبب بها "بلماضي" بخططه وتبديلاته ورهاناته الناجحة والتي أجمعت رأى النقاد الرياضيين والاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" واللجنة المنظمة للبطولة، بأنه أفضل مدرب خلال مرحلة المجموعات ويبدو أن لديه فرصة لحصد أفضل مدرب بالبطولة إذا ما حقق انتصارًا سادسًا أمام منتخب السنغال الملقب بـ"أسود التيرانجا".

بهذه الكلمات عقد العزم على حمل كأس البطولة، قائلاً: "لقد شرعنا في التحضير في هدوء لهذا الموعد وسنكون في قمة الجاهزية.. لدينا أسلحتنا وأهدافنا وطموحنا.. عندما تشارك في بطولة كبيرة يجب ألا تفكر إلا في الفوز .. لسنا وحدنا من يريد اللقب.. هناك منتخبات كبيرة تمتلك تاريخًا وتقاليد عريقة في هذا النوع من المنافسات تستهدف الحصول على اللقب.. الأكيد أن الأمور لن تكون سهلة، وستصعب أكثر في الأدوار المتقدمة، لكننا جاهزون وسنبذل أقصى جهودنا للمضي قدماً".

 

 

رجل وطني من الطراز الأول، كان يدرب منتخب قطر، رغم الوضع الذي لم يكن يسمح له في الرحيل عن الجزائر بسبب عائلته، حيث ان لديه نجلان يمارسان كرة القدم بمدارس كروية، وعلى الجانب المادي والاستقرار"، إلى أن تلقى إتصالاً هاتفيًا من الاتحاد الجزائري يفيد بترشيحه لمنصب المدرب المساعد بالجهاز الفني للمنتخب فوافق على الفور إلا انه بعد ان جهز أمتعته ولغى عقده مع قطر، وتوجه نحو بلاده، فوجئ بإنه سيكون المدرب المساعد لأحد المدربين الأجانب المغمورين وهو "الإسباني لوكاس ألكاراز" فرفض أن يحمل مسئولية مكانة بلاده في إفريقيا وهو بموقف ضعيف.

بلماضي كان يعتقد ان الجهاز الفني سيتغير بالكامل إلا انه وجد ألكاراز ما زال بمكانه، فقرر الاتحاد التخلي عن المدرب الأجنبي لأجل عيون ابن البلد.. ثقة غير محدودة وأنت تدخل بطولة إفريقية عريقة وتطيح بمدرب تعايش مع لاعبيه مقابل آخر محلي ولم يلتقي أو يتعامل مع محاربي الصحراء، ولكن حدث ما لم يكن متوقعًا.

لم يكتفِ بلماضي بلعب دور البطولة على الميادين مع المنتخب الجزائري الذي حوّله في ظرف وجيز من "حطام متناثر" إلى أقوى منتخب بلّ وتمكن من تكوين "فريقين" أبهرا كلّ المتابعين.

 

 

وبالرغم من دوره الكبير في ذلك إلا أن بلماضي خطف الأضواء بميزة أخرى وهي "تواضعه" الشديد، إذ كان له رأي آخر عندما سئل عن مدى اهتمامه بالحصول على لقب أفضل مدرب.

وقال في هذا الشأن في تصريحات للتلفزيون الحكومي الجزائري: "ماذا يعني هذا اللقب؟ في رأيي ليس الحصول على لقب أفضل مدرب هو الأهم، المدرب دون اللاعبين وأعضاء كل الأجهزة لا يساوي شيئاً، الأفضل في رأيي هم كل أعضاء الجهاز الفني، والطبي هم أيضاً دورهم مهم وعظيم جداً لأن لديهم مسؤولية ثقيلة في معالجة اللاعبين والعمل على أن يسترجعوا مستواهم جيداً، يجب أن نشكر هؤلاء جميعاً، رفقة الكثير ممن يشتغلون في الظل".

وأضاف بلماضي في حديثه: "أنا بدوري أشكرهم جزيل الشكر، وهناك من لا يمنح هذا الأمر أهمية، لكن كل الأجهزة تسهل علينا المهمة، هم يشعرونك بالراحة ويتركونك تحضر بهدوء وتركيز عالٍ في المباريات والتدريبات".

ووجه المدرب بلماضي في سياق آخر، رسالة تحدّ قوية للمنتخبات التي سيواجهها، قائلاً : "اجتهدت في البحث عن المعلومات الخاصة بكل منتخب، عندما أريد معرفة بعض المعلومات أبحث في وسائل إعلامهم، لقد وجدت ولاحظت الكثير من الأمور، لكنني لن أكشف لكم عن التفاصيل".

 

وأضاف خلال حديثه: "المهم أنني وجدت معلومات ستفيدنا في التحضير الجيد للمباريات الصعبة.

كل منتخب واجهناه وسنواجهه يمتلك نقاط قوة وضعف، يملك لاعبين ذوي خبرة ينشطون في أكبر وأقوى الأندية والدوريات الكبيرة، هم يعرفون كيف يتعاملون جيداً مع كافة أنواع الضغوط، هؤلاء الخصوم يجب أن نأخذ حذرنا منهم بجدية شديدة جداً".

 يحظى مدرب المنتخب الجزائري، باحترام وتقدير شديدين من الجماهير الجزائرية، ليس فقط بعد المشوار الرائع لـ"الخضر" في كأس أمم أفريقيا 2019، وإنما منذ تعيينه في منصبه العام الماضي.

وازداد احترام الجماهير لبلماضي خلال البطولة القارية، وعرفاناً بما يقدمه مع المنتخب الجزائري، قام بعض المشجعين بلقائه في محيط الفندق الذي يقيم به المنتخب الجزائري في القاهرة، حيث قاموا بتكريمه بهدايا رمزية، وبحسب الفيديو الذي انتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر مشجعون وهم يقدمون هدايا لمدرب الجزائر عبارة عن العلم الجزائري ونسخة من القرآن الكريم، وهو الأمر الذي سعد به المدرب كثيراً، إذ بدا متأثراً جداً من تلك اللفتة، خاصة بعد أن بادره مشجع بالقول: "نحن نستسمحك على أخذ بعض من وقتك كي نقوم بالواجب لتكريمك، حفظك الله ووفقك في مهمتك"، قبل أن يردد المشجعون وبلماضي معاً العبارة الحماسية الشهيرة وسط الجماهير الجزائرية: "1 2 3.. فيفا لالجيري"، وبدوره قام المدير الفني الأسبق لمنتخب قطر بتقديم الشكر للمشجعين على لفتتهم، وتوجه في فيديو متداول أيضاً على "فيسبوك" برسالة إلى الشعب الجزائري اجتهد فيها للحديث باللغة العربية وقال: "أطلب منكم أن تدعوا لنا بالخير، نحن نعمل كثيراً هنا ونبذل أقصى جهودنا، أنتم كذلك قوموا بمهمتكم وساعدونا".

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز