عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سري القدوة يكتب: أهمية الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني

سري القدوة يكتب: أهمية الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني
سري القدوة يكتب: أهمية الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني

لا يمكن لأي فلسطيني أن يتصور الموقف أو يحاول فهم مجريات تلك الأشياء المعقدة التي تحدث في قطاع غزة، فالأفضل ألا تحاول أن تفهم أو تفسر ما يجرى، كونك تعيش في غزة أو من غزة وتعرف حقيقة الأوضاع هناك وما يجرى بين المتناقضات المختلفة والشخوص الغريبة العجيبة.



أصبحنا نعيش في مرحلة الوهم المتبدد، عندما تدافع حركة حماس عن التهدئة بينها وبين (إسرائيل)، وعندما تعتذر (إسرائيل) عن قتل أحد أفراد الضبط الميداني على حدود قطاع غزة وتقول إنه تم ذلك في الخطأ، وأن التمسك من قبل حماس بالتهدئة الهشة يدل على أنها باتت لا تمتلك أي رؤية للمستقبل ولا يوجد لديها أي خيارات أخرى سوى التمسك بالتهدئة، ونعتقد جازمين هنا أنها لا يمكن أن تدوم طويلا، لأنها بالأساس ولدت ميتة، وبات واضحا أن الهدف الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني، بما ينسجم مع أهدافها بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

إن الكل الوطني والإجماع الشعبي والرأي العام الفلسطيني، يتابعون وينظرون لما يجرى بخطورة بالغة وتخوف من مستقبل مجهول بات يعصف في القضية والوطن، وهنا لا بد من التدخل الفوري والعاجل لوضع حد وحسم الأمر لصالح الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية، وأن حماس بشكل أو بآخر غير مخولة ولا تمتلك الحق بالتحدث أو التفاوض باسم الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن نتائج مفاوضاتها مع دولة الاحتلال لن تلزم أحدا، خصوصا أنها تضرب بعرض الحائط بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليا غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

إن (الهدنة الحمساوية) مع الاحتلال بهذه الطريقة تعني شيء واحد وهو الخروج عن الإجماع الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن حماس باتت تطرح نفسها بديلا عن المنظمة التي هي بالأساس مسؤولة عن المفاوضات مع الاحتلال، وتمثل الشعب الفلسطيني، وأنه من الواضح أن اختيار التوقيت من قبل قادة حماس وإصرارهم على الإعلان عن تهدئة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعيدة وبمعزل عن المصالحة الفلسطينية بات بحد ذاته يتجاوز القضايا الإنسانية، خاصة دون التوصل إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويأتي في ظل (هروب نتنياهو إلى الإمام) وإعلانه استمرار فرض الحصار المالي ومصادرة عائدات الضرائب ووقف قنوات التفاوض مع السلطة الفلسطينية، وهنا يكون البديل جاهز على حسب ما يبدو وهو (حركة حماس وهدنتها) التي تأتي على حساب برامج منظمة التحرير الفلسطينية والتوافق الوطني الفلسطيني ومشروع إقامة الدولة الفلسطينية.

إن هدنة حماس في ظل هذا (التقاطع السياسي) تعني شق الموقف الفلسطيني، والخروج عن الإجماع الوطني وتقديم هدنة مجانية للاحتلال على حساب مواقف منظمة التحرير الفلسطينية، والتي هي (الدولة) وليست حزبا في الدولة، وبذلك يكون المستقبل الوطني للشعب الفلسطيني معرض للخطر في ظل دعوات قيادات من حماس للهدنة المجانية والخاصة بهم مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس.

إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي باتت تعمل وبوضوح على إضعاف السلطة الوطنية وخاصة بعد فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية والذهاب إلى انتخابات جديدة، حيث يعمل نتنياهو وفريقه على سحب البساط السياسي من تحت أقدام القيادة الفلسطينية ودعم الانقسام الفلسطيني، وتعزيز سيطرة حماس على قطاع غزة، وما مسلسل الفشل السياسي ورفض إسرائيل تطبيق التفاهمات السياسية وعدم نجاح عملية السلام واستمرار عمليات القتل والاعتقالات والحصار على المحافظات الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلا دليلا واضحا على أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تحقيق أهدافها العدوانية وتحاول بث الفتنة وإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية تزامنا مع ما حققه النظام السياسي الفلسطيني من نجاحات دولية وفي مقدمتها الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية والالتحاق بكافة المؤسسات الدولية والسعي إلى محاكمة إسرائيل عبر محكمة الجنايات الدولية.

وما من شك أن الجهود التي تقوم بها مصر وتبذلها هي في محل تقدير الشعب الفلسطيني من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني واستمرار الحفريات في القدس المحتلة، وهدم ومصادرة منازل المواطنين، واستمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة، وان هذه التحركات والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع في المنطقة العربية عمومًا وتجنيب العديد من الأقطار العربية أي توتر ينعكس سلبًا على أمنها الوطني والقومي، وأننا نؤكد أهمية وضرورة استمرار جهود مصر على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية من أجل استئناف جهود عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية وفق حل الدولتين والقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة.

إن الجهود المصرية الكبيرة هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني، وأننا نعرب عن تقديرنا الكبير لدور الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقيادة المصرية والشعب المصري الشقيق، على الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني، واستمرار الجهود المصرية أيضا من اجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حيث لا معني لجهود التهدئة في ظل استمرار العدوان على الأراضي الفلسطينية واستمرار الانقسام الفلسطيني والسيطرة من قبل حركة حماس على قطاع غزة.

إننا نؤكد أهمية وضرورة استمرار الجهود المصرية من أجل إنهاء الانقسام والتحرك المصري على الصعد كافة من أجل التمسك بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والعمل على التنسيق العربي المشترك من أجل حماية الموقف العربي الموحد والذي عبرت عنه قرارات القمم العربية المتتابعة بالتمسك بمبادرة السلام العربية وحماية القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها.

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

 

 

 

 

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز