
وصية عبدالناصر ليلة الثورة.. وحكاية الـ200 جنيه

كتب - عادل عبدالمحسن
"أنا ذاهب إلى مهمة خطيرة جدًا ولا أعرف إن كنت سأعود منها أم لا، ولكن كل ما أقدر أقوله إذا رأيتم في الصباح قوات تتحرك في العباسية وقصر القبة أعرفوا أنني بخير، وإذا لم تروا شيئًا، فكل شيء نصيب، وخلوا بالكم من أولادي".. هكذا كانت وصية جمال عبدالناصر لإخوته ليلة 22 يوليو 1952 واندلاع الثورة.
هذه الوصية كشفها عمه حسين، في حوار أجرته معه مجلة "الأهرام العربي"، عام 1997 في عدد تاريخي، كان مخصصًا للرد على هجوم الأديب الراحل نجيب محفوظ ضد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وكانت صحيفة "أخبار اليوم"، قد نشرت يوم 9 نوفمبر عام 1968 حوارًا مع السيدة تحية كاظم زوجة جمال عبد الناصر، التي كشفت خلاله، أن الرئيس الراحل أبلغها بألا تنتظره يعود في تلك الليلة، لأنه قد كلف بعمل خاص.
وأكد "عبد الناصر"، لأخي الليثي وشوقي أن معه 200 جنيه، سيحتفظ هو بجنيه واحد فقط، وسيمنحهما الباقي، فإذا حدث له أي شيء في هذه الليلة عليهما أن يقوما بإرسال المبلغ لزوجته تحية.
وواصل حديثه بأن هذا المبلغ، بالإضافة إلى دخلها من ميراثها ستجعلها تعيش بشكل جيد بعده، وطالب شقيقيه بأن يعداه برعايتها ورعاية أطفاله من بعده، وعندما سمعت تحية صوت إطلاق نار، استيقظت وفكرت على الفور في زوجها جمال، ذهبت لشقيقيه وسألتهما إذا كانا يعرفان مكانه، فكشفا لها عن وصية عبد الناصر.
وركضت تحية نحو الراديو في محاولة لمعرفة أي شيء يحدث، وجاءت نشرة الأخبار لتؤكد نجاح الضباط الأحرار في السيطرة على الأوضاع ونجاح ثورتهم.
ليقوم عبد الناصر بإرسال ثروت عكاشة برسالة إلى زوجته تحية يخبرها بأنه بصحة جيدة، ولكنه لن يعود حتى يخرج الملك فاروق من مصر، وهو الأمر الذي لا يعرف موعده، لتنتظر تحية 3 أيام قبل أن ترى زوجها، بعد خروج فاروق من مصر في 26 يوليو.