عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة في علاج ارتفاع ضغط الدم

الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة في علاج ارتفاع ضغط الدم
الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة في علاج ارتفاع ضغط الدم

كتب - محمود جودة

أكدت الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، أن الخطوط الإرشادية العالمية الجديدة، أوصت باستخدام قرص دوائى واحد، يضم مجموعتين من العقاقير أو أكثر لعلاج ضغط الدم المرتفع،  منذ بداية تشخصيه فى مراحله الأولى، مشيرة إلى إعلان ذلك خلال مؤتمر الجمعية الأوربية لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والذى عقد بميونخ أغسطس الماضى.



جاء ذلك اليوم خلال المؤتمر الصيفى للجمعية المصرية لإرتفاع ضغط الدم، حيث يضم أكثر من ٢٠٠ طبيب متخصص، فيما طالبت الجمعية الأطباء الالتزام بتلك التوصيات لضمان تقديم رعاية صحية أفضل لمرضي ارتفاع ضغط الدم في مصر.

وأوضح الدكتور محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، أن دراسة حديثة شملت أكثر من ٤٤ ألف مريض بالضغط المرتفع في أوروبا عام ٢٠١٨، أثبتت ان استخدام أكثر من عقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم حتي من الدرجة الأولي كان أكثر فاعليه في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والشرايين من العام الأول، مقارنة باستخدام عقار واحد. 

وأشار إلى أن مصر ومعظم دول العالم مازالت تعانى من مستوى معدلات التحكم في مستوى ضغط الدم المرتفع، حيث تتراوح نسبة التحكم بين ٨ و٢٠٪ وهى أقل من المطلوب، لافتا إلى ضرورة ضبط مستوى ضغط الدم لدى جميع المرضى الذين تقل أعمارهم عن ٧٠ عاما إلى أقل من ١٤٠ على ٩٠ مم زئبق.

وأضاف بأن هناك حاليا أكثر من ٥ مجموعات دوائية تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ورغم عدم وجود فروق جوهرية بين تلك المجموعات، إلا أن استجابة المرضى لتلك المجموعات تختلف من مريض لآخر.  

وأكد محسن ابراهيم أهمية إجراء فحص طبى شامل لجميع مرضي الضغط المرتفع لاكتشاف وجود اضطرابات في الأعضاء الحيوية المحتملة نتيجة ارتفاعه، ومن بينها تضخم عضله القلب، واعتلال الشبكية، ووظائف الكلي، أو الإصابة بتصلب الشرايين، لافتا إلى أن تلك الإصابات، تستوجب سرعة العلاج لخفض ضغط الدم والوصل به إلى المعدلات الطبيعية.  

وأوضح أن أكبر مشكلة تواجه مرض ارتفاع ضغط الدم هو التشخيص الدقيق الذى يجب أن يعتمد على القياس بالجهاز المحمول لمدة ٢٤ ساعة حيث وجد أن ٢٥٪ من المرضى المشخصين في الحقيقة ليسوا بمرضى وتم تشخيصهم خطأ، وفى إحدى الدراسات بعد توقيف علاج الضغط لمدة عام، الضغط لم يتأثر، وهذا يعنى أن هؤلاء كانوا يتناولون العلاج بدون أى داع.

كما أن العلاج المستمر أمر هام وفى دراسة اجريت نهاية التسعينيات كشفت ان حوالى ٧٥٪ من مرضى الضغط المصريين يتوقفون عن علاجهم في أول عام، وفى أوروبا حوالى ٥٠٪ من المرضى يتوقفون عن علاج الضغط والأسباب تعود إلى المرضى لا يشعرون بما يدعو للعلاج فهو مرض صامت، كما أن تكلفة العلاج كبيرة رغم أن هناك بدائل بتكلفة تتيح للمريض الاستمرار دون عبء مادى. 

وقال الدكتور سليمان غريب أستاذ أمراض القلب كلية طب قصر العينى وسكرتير الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، إن التوصيات العالمية لعلاج ارتفاع ضغط الدم قد لا يناسب بعضها المرضى المصريين، ولأول مرة هذا العام يعرض المؤتمر لـ ١٦ حالة مرضية واجهت مشاكل في التشخيص والعلاج وكيف تم التعامل معها طبقا للإرشادات العلاجية المختلفة. 

وأوضح أن تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم يعتمد أساسا على دقة الأرقام التي تقوم أجهزة قياس الضغط بها، لافتا إلى أنه تم إجراء دراسة، ورسالة ماجستير في قصر العينى للأطباء النواب وهم أوائل الدفعة واكتشف أن ٩٠٪ منهم قاموا بقياس الضغط بشكل خاطئ، وفي عام ٢٠١١ قام مجموعة من الباحثين الذين تم اختيارهم بعناية بدراسة لكشف مدى دقة أجهزة الضغط في مصر، وتم الكشف على معايرة ٧٦٢ جهازا لقياس الضغط داخل ٦٠ مستشفى تعليمى تأمين صحى، باستخدام جهاز كمبيوتر تم احضاره من الخارج خصيصا لهذا الغرض، وقام احد الأساتذة المتخصصين في المعايرة بذلك، واكتشف ان ٩٣٪ من أجهزة الضغط لا تعمل بدقة في القياس، ورغم محاولة الجمعية انشاء مركز لمراجعة معايرة الأجهزة في مصر مجانا إلا أنه لم يحضر أحد. 

ولذلك فان الجمعية توصى بأن يكون ذلك من أصول العمل في وزارة الصحة، ويتم اجراء تدريب للأطباء المتواجدين بالمستشفيات على كيفية المعايرة وهو أمر بسيط لا يستغرق أكثر من ٥ دقائق.

وقال إن في الوقت الذى يؤدى ارتفاع بسيط في ضغط الدم ٣ ملى قد يسبب تلفا لعضلة القلب، او فشل كلوى، فيكون من الصعب أن تجد جهازا يوجد به اختلاف ٦٠ ملى عن المعايرة الصحيحة.

وأكد سليمان أن بحثا استراليا كشف أن ٥٠٪ من أجهزة قياس ضغط الدم لديهم غير معايرة، ولكنهم عمموا بعد ذلك المعايرة والإصلاح، وفى إنجلترا كذلك وبالتالي فهى مشكلة عالمية ولكن الفرق انهم يقوموا بحلها.

وأشار إلى أن نوعية طعام المريض المصرى هي المشكلة لأنها تعتمد على كميات ملح كبيرة، وبالتالي علاجه يعتمد أساسا على تقليل تلك النسب، ويمكن تحقيق ذلك بطريقة عملية باستخدام الملح الطبي، وممارسة رياضة المشى داخل المنزل لمدة نصف ساعة متقطعة وهى تفى بالغرض.

وعلى صعيد آخر أكد أن دراسة علمية أجريت عام ٢٠٠٧ كشفت أن الارتفاع البسيط في الضغط ١١٥ على ٧٠ ويمثل ١٣٪ من المصابين، يمكن أن يتسبب في فشل كلوى، وكان يعتقد من قبل أنه يحتاج إلى دواء واحد فقط، ولكن وجد أنه لابد من استخدام أكثر من دواء لحماية الكلى والمخ فورا، ومنذ بداية التشخيص، لافتا إلى ضرورة تبنى صغار الأطباء لتلك النتائج.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد عبد اللطيف أستاذ امراض القلب كلية طب جامعة الأزهر، إن ارتفاع ضغط الدم بأى درجة، أمر لا يستهان به ولابد من علاجه بشكل فورى، لافتا إلى ضرورة متابعة قياس الضغط بشكل منتظم بعد سن الأربعين ، كما أن تناول الدواء واستمراره مهم للغاية في العلاج وعدم تأثر أعضاء الجسم، وأن التشخيص السليم منذ البداية في غاية الأهمية، لأن قرار تناول العلاج سوف يكلف صاحبه الكثير من النفقات ولا يمكن التراجع فيه. 

وأوضح أنه في حالة تسبب الدواء لآثار جانبية للمريض، فعليه أن يذهب إلى الطبيب فورا وابلاغه بذلك لتغيير العلاج وهو أمر متاح، وفى حالة ارهاق المريض ماديا نتيجة ارتفاع تكلفة الدواء فيمكن مراجعة الطبيب لإعطائه بدائل في متناول اليد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز