عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد دويدار‎ يكتب: التنمر

محمد دويدار‎ يكتب: التنمر
محمد دويدار‎ يكتب: التنمر

وأنا صغير كان عندي صاحب اسمه نادر، كان طيب وغلبان جدا بس للأسف كان ملطشة الشلة، بمعنى أن الكل كان بيتريق عليه ويضربه على قفاه ويهزأه، وهوه يا عيني إكمنه بيحبنا وبيحب يلعب معانا ومعندوش بديل غيرنا كان بيستحمل وبيبين إنه بيضحك رغم أنه بيتعصر ألمًا من جواه، وأحيانا كان وهوه بيبتسم دموعه بتنزل.



لحد ما فى يوم جه نادر قال لنا بابا هيعمل عملية الأسبوع الجاي، فكلنا قولنا له: الف سلامة.. عملية إيه اللي هيعملها باباك؟ قام نادر قال هيعمل اللوز.. بس يا عم وعنها أسبوع كامل واحنا بنبهدل فيه وفي أبوه وتريقة ما بعدها تريقة، وكلام جارح وشتايم في ابوه واللي يقول ابوك لسه ما بلغش، لدرجة انه اتخانق مع أبوه انه هيعمل اللوز، وكان زعلان اوي وما بقاش بيخرج من بيتهم من الإحراج.

بعد أسبوع عرفنا إن ابو نادر مات في العملية نتيجة لخطأ في التخدير!

الخبر نزل علينا كلنا كالصاعقة، وبرغم محاولاتنا للاعتذار وللتقرب من نادر إلا أنه اعتزلنا وقرر البعد، وبعد فترة عزل هوه وأهله وانقطعت أي أخبار عنه.. جايز كتير من أصدقائي نسيوا أو تناسوا الموضوع ده بعد فترة، لكن للأسف أنا لحد اللحظة دي حاسس بتأنيب ضمير، بس جايز عزائي الوحيد اني اتعلمت درس عمري ما هنساه لاني قبل موضة التنمر اللي صحيت اليومين دول فهمت وادركت وعلمت ولادي إنك أبدا ما تقبلش اي إهانة من أي حد سواء كان صاحب او مدرس او مدير او ظابط او اي انسان ايا ما كان، حتى لو كانت الإهانة دي على سبيل الهزار ومن يومها وانا بحاول اكفر عن ذنبي بفضيلة منسية ألا وهي جبر الخواطر.

وبرغم كل المقالات والقنوات والبهوات اللي اتكلموا عن التنمر إلا أن ربنا لخص كل ده وجاب الحل في آية قرآنية واحدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز