عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سري القدوة يكتب: القدس تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها

سري القدوة يكتب: القدس تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها
سري القدوة يكتب: القدس تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها

مدينة القدس شكلت على مر التاريخ ولا تزال أهمية سياسية واجتماعية ودينية، وهي كانت على طول سنوات الصراع العربي الاسرائيلي اللغمَ الذي يُنذر بتفجير أي اتفاق، إذ لم يتم التعاملُ مع واقعها بأعلى درجات الحرص لا سيما في الحفاظ على تنوعها، والأمرُ الواقع الذي فرضته حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي منذ احتلال المدينة المقدسة من خلال التوسع الاستيطان الذي ينهش المدينة ويبتلعها، فإن القدس تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والهجمة على رجال القدس إلى جانب ما تتعرض له باقي محافظات الوطن من حملات اعتقالات ومداهمات وقتل بالرصاص الحي وهدم بيوت ومصادرة أراضٍ في ظل حصار لقطاع غزة وقتل أبناء شعبنا..



إن الغطرسة والهيمنة الإسرائيلية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتدخله المباشر والسافر في شؤون حياة شعبنا اليومية في القدس يعكس مدى الهيمنة الإسرائيلية التي يجب على الجميع رفضها ورفض المشاريع التصفوية للقدس، والعمل بشكل جماعي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لرفع القيود عن القدس وإزالة العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال في وجه الموطن الفلسطيني المقدسي والتصدي لها بكل قوة من اجل تعزيز الصمود ودعم مشروعنا الوطني الذي سوف يستمر ويتواصل بالتضحيات التي ستقود إلى تحقيق الحلم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس..

إن معركة القدس تتطلب وحدة نضال شعبنا ومصيره وإن معركة الشعب الفلسطيني هي معركة واحدة وإن شعبنا سيواصل نضاله حتى استعادة استقلاله الوطني وأن تعزيز صمود أهلنا في القدس لا يمكن أن يتحقق في ظل هذا الانقسام الفلسطيني وبات الآن من الضروري ولا بد من دعم كل الجهود العربية والدولية التي تبذل من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني بما يسهم في المحافظة على مكتسبات شعبنا النضالية وتمكينه من المضي قدمًا في سبيل استعادة كامل حقوقه المشروعة..

أن شعبنا والقيادة الفلسطينية ومعنا كل الدول العربية الشقيقة ودول وشعوب العالم الحر ينادون بالسلام على أرض السلام، ويؤكدون أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في المنطقة بل والعالم، إلا أن هذا الاحتلال المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية يأبى إلا أن تعم المنطقة الآلام والخراب والتشريد ما يجعلنا نتساءل عن جدوى قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي يتشدقون بها ليل نهار والتي تعريهم وتعري زيفهم وكيلهم بمكيالين..

إن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعمل على تغيير الطابع الديموغرافي في القدس المحتلة والتضييق على السكان لترحيلهم، وأن إجراءات الاحتلال جزء من صفقة القرن المشبوهة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وأن سياسة هدم المنازل ومصادرة الاراضي وسرقتها يعد من جرائم الاحتلال الاسرائيلي القائمة حيث يتعرض له الوجود الفلسطيني في القدس، وأن سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومنذ احتلال القدس، تمارس أخطر السياسات والإجراءات التهويدية من تطهير عرقي وهدم للمنازل والأحياء بهدف التضييق على السكان ودفعهم للهجرة خارج القدس وحرمانهم من أبسط حقوقهم.

لقد عملت حكومة الاحتلال الاسرائيلي على تطوير وتوسيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة وذكرت تقارير اعلامية اسرائيلية إنه منذ العام 2017 أقيم على أراضي الضفة الغربية المحتلة 16 بؤرة استيطانية جديدة، وأضافت التقارير أن هذه البؤر الاستيطانية منتشرة في كل أنحاء الضفة الغربية، من جنوبي جبال الخليل وحتى الأغوار الشمالية، وفي الكتل الاستيطانية «غوش عتصيون» بين بيت لحم والخليل، و«ماطي بنيامين» من القدس حتى مستوطنة «أرئيل».

إن البؤر الاستيطانية الجديدة متنوعة في طبيعتها، بين الزراعي والسكني، وتمت إقامتها على أراضٍ يزعم الاحتلال أنها «أراضي دولة» بشكل «غير قانوني»، بموجب قوانين الاحتلال، وأنه يجري تثبيت هذه البؤر الاستيطانية التي تحظى بحماية سلطات الاحتلال، والتي تنشط فيها بشكل مكشوف، بينما تتجاهلها ما تسمى «الإدارة المدنية»، ونادرًا ما يجري تطبيق القانون الإسرائيلي بشأنها، إلا بشكل محدود جدًا.

إن البناء على الأراضي التي يعتبرها الاحتلال «أراضي دولة» يتم بدون «تخطيط بناء مدينة»، ورغم أنه صدر قرار بهدم بعضها، إلا أنه لم ينفذ، وذلك لأن البناء غير القانوني على «أراضي دولة» يمكن ترخيصه بأثر تراجعي، وإنه منذ العام 2012 أقيم 31 بؤرة استيطانية جديدة «غير قانونية»، وإن غالبية هذه البؤر الاستيطانية هي مزارع من أنواع مختلفة، بضمنها تربية الأغنام، مثل البؤرة الاستيطانية «مزرعة شبتاي» جنوب جبال الخليل، أما المزرعة الاستيطانية التي يطلق عليها «مشعول همعيان» قرب مستوطنة «عيلي» في وسط الضفة الغربية، فإن اثنين من المستوطنين فيها قالا للصحيفة إنهما يعملان بالزراعة، ويتنقلان بين تلال الضفة.

إن سلطات الاحتلال في المستوطنات تتدخل بشكل مباشر في تطوير جزء من هذه البؤر الاستيطانية الجديدة، وعلى سبيل المثال البؤرة الاستيطانية التي أقيمت مكان القاعدة العسكرية المهجورة «محانيه جدي» في الأغوار.

إن سلطات الاحتلال تعمل بشكل أساسي على استمرار سياسة التوسع الاستيطاني وسرقة واغتصاب الاراضي الفلسطينية وفي ظل استمرار سياسة هدم المنازل الفلسطينية، تواصل حكومة الاحتلال سعيها الدائم واتباع سياسة بناء الوحدات السكنية في المستوطنات غير الشرعية، ويأتي ذلك بالرغم من الدعوات الدولية لحكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها الصارخة، إلا أنها صعّدت من سياساتها المتمثلة في الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية ومصادرة الأراضي، وهي أفعال ممنهجة وانتهاكات واضحة لقرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334 واتفاقية جنيف الرابعة، كما أنها ممارسات بلا شك ترقى لجرائم الحرب.

إن المباني والشقق السكنية التي قامت سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي باستهدافها وهدمها والشقق الاخرى والمزمع هدمها بُنيت بتراخيص منحتها إيّاها وزارة التخطيط الفلسطينية والجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية قبل أكثر من 10 سنوات، كما أنه ليس لحكومة الاحتلال أي سيادة على منطقة وادي الحمص وصور باهر ولا أي منطقة فلسطينية محتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، فإسرائيل هي السلطة القائمة بالقوة والبطش وممارسة التنكيل والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني، ولا تتمتع بأي حقوق لاتخاذ إجراءات من هذا القبيل والاضطلاع بأفعال الهدف منها هو ترسيخ الاحتلال الاستعماري وسرقة الاراضي الفلسطينية تمهيدا لبناء وربط المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية واعتبارها امرا واقعا وقائما.

في ظل ما يشهده الواقع من سرقة للأراضي الفلسطينية ومصادرتها يجب على المجتمع الدولي أن لا يصمت أمام هذه الاعتداءات على أبناء شعبنا، كما أن مستقبل الشعب الفلسطيني وآفاق عملية السلام تعتمد على التحرك الدولي السريع والعاجل لوقف الانتهاكات، وأن استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال يشجعها على المزيد من الإجراءات الإجرامية وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية، وأن القدس هي مفتاح السلام في المنطقة ويجب الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وأن من شان غياب المحاسبة وعدم تطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وتشجيع الادارة الامريكية، يساهم بشكل مباشر في تمادي حكومة الاحتلال الاسرائيلي وتشجيعها على الاستمرار بهذه الممارسات وسرقة الاراضي الفلسطينية ومصادرتها، في ظل عدم تحريك هذا الملف من قبل المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن، بالتحرّك العاجل واستنكار السياسات غير القانونية التي تقوم بها حكومة الاحتلال وتحميلها المسؤولية على جرائمها التي ترتكبها في الأرض الفلسطينية المحتلة وإجبارها على وقف جميع أفعالها التحريضية والعودة عن ممارساتها غير القانونية، وأن هذه الجريمة تستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عمليات الهدم وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

إن شعبنا الفلسطيني يواجه اليوم سياسات الاحتلال الاسرائيلي الظالمة ويقف في مواجهة أطول احتلال في التاريخ ويواجه هذه السياسة العنصرية الإسرائيلية، متصديًا للاستيطان الاستعماري وسياسة الأبارتايد والتهويد والتهجير القسري، وان مسؤولية مواجهة هذا الاحتلال هي مسؤولية كل فلسطيني بالدرجة الأولى ومسؤولية عربية ودولية، حيث بات اليوم على الكل الوطني أن يدرك حجم ومخاطر هذا الاحتلال وأن يتحمل الجميع المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية من اجل إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز