أمين عام الدعوة السابق بالأزهر الشريف: إذا كانت المرأة في صحبة مأمونة وطيبة جاز لها أن تحج دون محرم

حوار- السيد علي

من مات غنيًا ولم يحج آثم وحرم الأجر والعطاء وأمره إلى الله

واجب على الحاج أن يسد ديونه قبل أن يحج

أكد الشيخ محمد زكي بدارى، أمين عام الدعوة السابق بالأزهر الشريف، أن لبس الحج المخيط ناسيًا أثناء الإحرام عليه هدي.

وقال زكي في حواره لــ"بوابة روزاليوسف"، إن من محظورات الحج إعمالا لقول الله تعالى "فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ "، متى صار المسلم محرما فلا يفعل بل ولا يقترب مما صار محرما عليه بهذا الإحرام.. وإلى نص الحوار.

في البداية ما كيفية أداء مناسك الحج؟

تبدأ مناسك الحج بإحرام الحاج من الميقات، وكل بلد لها ميقات معلوم، فهم يحرمون بالحج فقط أو بالحج والعمرة معًا، فإن أحرموا بالحج والعمرة يرتدى الحاج ملابس الإحرام حتى يتحلل بعد طوافه من البيت العتيق أو يتحلل التحلل الأصغر بعد الحلق وبعد الذبح، بمعنى يجمع مناسك الحج والعمرة في عمل واحد، ويستمر في لبس الإحرام، أما إن كان متمتعا ففور أن ينتهي من مناسك العمرة يتحلل ويلبس ملابسه العادية، ويباح له كل شيء، لذلك سمى حج المتمتع، لأنه يحظى بما لا يحظى به غيرة بمنى، أي أنه يحل له كل شيء.

يوم التروية

إلى أن يأتي يوم الثَّامن من شهر ذي الحجَّة، يجدّد من كان من الحجيج متمتِّعًا أو من كان منهم من أهل مكَّة إحرامه، ويخرجون جميعًا إلى مِنى، ويمكثون فيها ويؤدون صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويبيتون ليلتهم فيها، ويؤدّون صلاة فجر اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة فيها كذلك.

يوم عرفة

وفي اليوم التَّاسع من شهر ذي الحجة- في مِنى، يتَّجه الحجاج إلى عرفة، وعرفات أفضل الأيام وأعظمها خيرًا وبركة فيها يتجلى الله على عبادة بالرحمات والعطاءات والمنن والإحسان والرضى، فيُصلّي الحُجَّاج الظُّهر والعصر قصرًا وجمع تقديمٍ في وقت الظُّهر، ويذكرون الله طوال اليوم، فإذا ما أوشكت الشمس على الغروب أجتمع الحجاج متضرعين داعين ذاكرين مبتهلين مستغفرين ، يتوجهون بعدها إلى المشعر الحرام، إعمالا لقوله تعالى: " فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين".

النفرة إلى مزدلفة

 في المشعر الحرام يبيتون في المزدلفة إن أمكن لهم وإن لم يمكن من المبيت، نظرا للزحام يتوجه مباشرة إلى منى فلا حرج، إعمالا لقوله تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، يصلون في عرفات المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا جمع تأخير، ثم يجمعون الحصيات إذا كان الواحد منهم سيمكث في منى ثلاثة أيام يجمع حصيات الثلاثة أيام، فإذا كان في نيته أن يمكث في منى يومين يجمع حصيات اليومين.

يوم النحر

 ثم يتوجهون إلى منى، ملبين وضارعين وذاكرين ومستغفرين، فإذا وصلوا منى عند وقت الزوال يرمون جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات يكبرون في كل رمية، ويستحب لأصحاب الأعذار لو أنهم مروا على المشعر الحرام فصلوا المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا جمع تأخير إذا كانت ضرورات المرضى والعجائز الذين ينيبون من يرمى عنهم، كل ذلك ميسر ومباح، ويسرهم الرسول صلى الله عليه مسلم من باب يسروا ولا تعسروا، إذا كان الزحام شديدًا فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم إذنا لأصحاب الأعذار أن يرموا ليلًا، أي بعد منتصف ليلة العيد، أو في يوم العيد، وبعد الرمي يحلق القارن والمتمتع أو يقصر ثم يقومون بذبح الهدي، وذبحه واجب في حقِ الحاجِ المتمتِّع والقارن، أما المفرد فلا هدي عليه، وبعدها يتحلل الحجاج التَّحلل الأصغر، فيحل لهم بذلك كل ما كان محظورا عليهم باستثناء الجِماع لا يحل لهم إلا بعد الطواف بالبيت العتيق، يتوجه الحجَاج إلى مكَّة، فيطوفون طواف الإفاضة، بهذا يتحللون الحجاج التحلل الأكبر، والذي يبيح لهم كل ما كان محظورًا عليهم بلا استثناء، ويسعى بين الصفا والمروة من لم يسعَ منهم عند أول قدوم له لمكة.

أيام التشريق

ثم يتوجه الحجاج إلى منى ويقومون في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة -أول أيام التَّشريق- برمي ثلاث جمراتٍ، هي: الجمرة الصُّغرى، والجمرة الوسطى، والجمرة الكبرى أو جمرة العقبة، وفي كلِ واحدة من هذه الجمرات يرمي بسبع حصيات، ويرمى في يومين أو ثلاثة إعمالا لقولة تعالى "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أيام مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ"، وبهذا يكون قد أتم الحج والعمرة ولم يتبق عليه استحبابًا، واتباعا لسنة النبي صلى الله وعليه وسلم، إلا أن يودع الحرم الشريف والكعبة المباركة بطواف الوداع داعيا الله عز وجل أن يتقبل طوافة وسعيه وحجة وعمرته راجيا ربه أن يرزقه العود الأحمد وألا يكون هذا الحج آخر عهده بالبيت الحرام، ثم يتوجه بعد ذلك إن لم يكن تشرف بزيارة الروضة المباركة، عليه أن يتوجه وفاءً لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم بنية الزيارة ويسلم عليه ويعوا الله عند مقام رسول الله، ويسلم على رسول الله ويودعه سلام من أمنه سلامه، ثم يزور سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر، ثم يزور أهل البقيع.

ما حكم الشرع إذا شك الحاج في عدد أشواط الطواف؟

يبني على اليقين، فإن لم يكن له يقين بني على الأقل ينبغي عليه أن يأتي بدورة أخرى، يتم بها سبعًا قطعًا للشك.

إذا مرض الحاج مرضًا شديدًا جدًا ولم يستطع أن يطوف طواف الركن وطواف الإفاضة ما حكم الشرع في ذلك؟

جاز له إن لم يجئ موعد رحلته في الطيران أو في السفر أن ينيب غيره عنه أن يطوف طواف الركن، وهذا من باب التيسير، لأن الشارع الحكيم أباح لنا الحج عن الغير حجا كاملا، فإذا المشرع الكريم أجاز لنا الحج عن الغير تيسيرًا عن الناس جاز له والله أعلم وأعز وأكرم أن يطوف عنه في جزء من أجزاء الحج.

ما حكم لبس الحج المخيط ناسيًا أثناء الإحرام؟

لبس الحج المخيط ناسيًا أثناء الإحرام عليه هدي.

إذا فاجأت المرأة الدورة في الحج ما حكم الشرع في ذلك؟

 إذا فاجأت المرأة الدورة قبل طواف الإفاضة يباح لها أن تغتسل وتعتصب وتطوف، فإن لم يتيسر لها، فيجوز أن تنيب من يطوف عنها.

ما حكم حج المرأة دون محرم؟

إذا كانت المرأة في صحبة مأمونة، وصحبة طيبة، جاز لها أن تحج دون محرم.

ما حكم الحج لمن عليه ديون مؤجلة؟

الأولى وواجب عليه أن يسد ديونه قبل أن يحج، فإن حج ولم يسد الدين بقي الدين عليه في عنقه حتى يسدد لأصحابه، وحجه صحيح إن شاء الله، مادام في نيته السداد.

ما حكم من مات غنيًا ولم يحج؟

هو آثم وحرم الأجر والعطاء وأمره إلى الله.

ما محظورات الإحرام؟

إعمالا بقول الله تعالى "فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ "، متى صار المسلم محرمًا فلا يفعل بل ولا يقترب مما صار محرمًا عليه بهذا الإحرام؛ وهو: تغطية الرأس، وحلق الشعر أو شده من أي جزء من الجسد، ولا يقص الأظافر، ولا يستخدم الطيب والروائح العطرية، ولا يخالط زوجته أو يفعل معها دواعي المخالطة؛ كاللمس والتقبيل بشهوة، ولا يلبس المخيط وغيرها من المحظورات.