عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"محمية الزرانيق بسيناء".. المحطة الأولى للطيور المهاجرة من أوروبا الى إفريقيا

"محمية الزرانيق بسيناء".. المحطة الأولى للطيور المهاجرة من أوروبا الى إفريقيا
"محمية الزرانيق بسيناء".. المحطة الأولى للطيور المهاجرة من أوروبا الى إفريقيا

كتب - ا.ش.ا

تعتبر محمية الزرانيق بشمال سيناء من أهم وأول محطة لهجرة الطيور فى رحلتها من أوروبا عبر البحر المتوسط، لمواصلة طريق هجرتها إلى أفريقيا، وحينئذ تكون الطيور قد بسطت أجنحتها في السماء لتقوم برحلة الشتاء إلى وسط وجنوب أفريقيا حتى تستطيع استكمال الحياة، وبعد رحلة طويلة من الطيران تصل لآلاف الأميال فوق البحار والصحاري.



 وتكون محمية الزرانيق الواقعة فى شمال مصر هى المحطة الأولى لدخول هذه الطيور إلى مصر بموقعها في شمال شبه جزيرة سيناء التي تتوسط قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وأفريقيا، ولهذا أعلنت الزرانيق كمحمية طبيعية ضمن اتفاقية رامسار الدولية لحماية الأراضي الرطبة المهمة للطيور المائية.

 كما أدرجتها منظمة "حياة الطيور العالمية" كأحد المناطق الهامة للطيور فى العالم.. حيث يتم حماية أنواع عديدة من الطيور المهددة بخطر الانقراض، وأيضاً كمنطقة من المناطق ذات الحماية الخاصة تحت طائلة اتفاقية برشلونه لحماية البحر المتوسط والمناطق ذات الحماية الخاصة.

 

 

ويؤكد المهندس جمال حلمي مدير عام حماية البيئة في محافظة شمال سيناء أن الزرانيق محطة مهمة لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وآسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا، حيث يكون ذلك على مرحلتين: الأولي بداية من أواخر شهر أغسطس وتستمر حتى نهاية شهر نوفمبر من كل عام (أي في فصل الخريف) وتكون قادمة من أوروبا فى طريقها إلى أفريقيا.. أما المرحلة الثانية فتكون فى أواخر فبراير وحتى أوائل مارس (رحلة العودة).

وأعلن أنه يمر بالزرانيق نحو 300 نوع من الطيور المهاجرة، منها البجع ، البشاروش، البلشون ، أبو قردان ، اللقلق ، الصقر ، السمان ، القنبرة المتوجة ، المكاء ، النكات ، أبو الرؤوس السكندرى ، الحجوالة ، النوارس ، الكروان ، البط ، الطيطوي الخواض ، وطيور أبو مغيزل  كما تم رصد العديد من الطيور المهددة دولياً بالانقراض  مثل : مرعة الغلة وأبو اليسر أسود الجناح والشرشير المخطط والزرقاوي الأحمر والمرزة البغثاء وصقر الجراد والعقاب الملكى وغيرها ضمن أسراب الطيور المهاجرة ، مشيرا الى أن بعض الطيور تقيم فى المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها .

وترجع أهمية الزرانيق كأرض رطبة تستقبل الطيور المهاجرة والتى تحافظ بدورها على التنوع البيولوجي، حيث تقع على أحد الطرق الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم ، وبالتالي فهي محطة رئيسية لراحة الطيور المهاجرة التي بدورها تعد جزءا أساسيا من دورة الحياة في كل الأماكن التى تمر عليها في هجرتها ، حيث تتغذى على الحشرات أو القوارض وتحافظ على التوازن البيئي بها ، وتعتمد هذه الطيور على الأراضى الرطبة فى الحصول على الغذاء ، وتعتبر الزرانيق محطة للراحة بالنسبة لها وللتزود بالغذاء اللازم لتكملة رحلتها إلى جنوب ووسط أفريقيا .. كما تعد الزرانيق أهم محطات استقبال الطيور التي تصل إلى مصر .

وأضاف أنه من نعمة الخالق على محافظة شمال سيناء أن حباها من قديم الأزل بالطيور المهاجرة التي تزور المحافظة في خريف كل عام أثناء رحلتها من الشمال إلى الجنوب هربا من الصقيع والبرد القارص في مناطق تواجدها وخاصة فى وسط وغرب آسيا وشرق أوروبا، حيث تقع شمال سيناء على أهم ممرات هجرة هذه الطيور  مما أعطاها أهمية محلية وعالمية بالنسبة للطيور المهاجرة ، وأنه بناء على ذلك قامت مصر بإعلان منطقة الزرانيق وسبخة البردويل محمية طبيعية لحماية هذه الطيور المهاجرة ، والتى تجد فى المحمية المأوى والملاذ والراحة والغذاء لحين مواصلة رحلة هجرتها إلى مناطق مشتاها فى شرق ووسط أفريقيا ، واعتبرت بذلك محمية الزرانيق من المناطق الهامة للطيور المهاجرة التى تخضع لاتفاقية رامسار لحماية الأراضي الرطبة التي تعتبر مسارا مهما لهذه الطيور .

 

 

 

 

وأعلن أن السمان يعتبر من أهم الطيور المهاجرة فى هذا الموسم والذي يعتبر فاكهة الخريف فى شواطئ شمال سيناء ، وينتظره أهالي المحافظة بفارغ الصبر .. حيث يعتبرونه موسما هاما لممارسة هواية صيد السمان لما له من أهمية اجتماعية فى تواصل الأسر والعائلات في مخيماتهم على الشواطئ انتظارا لوصول هذا الزائر العزيز ، فيمضون لياليهم في السهر والسمر والتواصل فيما بينهم ويتعلم النشء والشباب من الأهالى فنون هذه الهواية المتوارثة عبر الأجيال بما يشغل أوقات فراغهم فى عمل ممتع ومفيد .

 كما يعتبر صيد السمان من الأنشطة الاقتصادية الهامة لهذا الموسم للعديد من السكان حيث يتم بيعه والاستفادة من العائد المادى .. كما يعتبر موسما للتصييف لأهالى المحافظة حيث يقيمون شبكة دائمة على الشاطئ خلال هذه الفترة .

ومن جانبه  صرح المهندس عبد الله الحجاوى رئيس الجمعية الأهلية لحماية البيئة بشمال سيناء أنه قد شوهدت عدة أسراب من بعض الطيور المهاجرة مما يعنى أن الطيور التى بدأت الهجرة مبكرا غير قادرة على تحمل درجات الحرارة العالية في أوروبا .

وأشار الى أن الهجرة المبكرة تؤكد حدوث تغيرات مناخية، وهي أحد العلامات التى تتأثر بها الأحياء  مؤكدا أن الهجرة المبكرة للطيور، والتى تتأثر بها منظومة الغذاء  ولها أيضا تأثير على تكاثر الطيور وتأمين هجرتها  علاوة على علاقتها بالأنواع الأخرى ومزاحمتها على الغذاء .

كما أن الطيور الجارحة تؤثر على الزواحف وصغارها عند بحثها عن الغذاء ، وبالتالى تتأثر عملية تكاثر هذه الزواحف  كما تقوم اللقالق بنقل بذور النباتات الطبية الى مناطق أخرى  مما يؤثر كذلك على عملية التكاثر لهذه النباتات حيث يتم نقل بذورها الى تربة غير مناسبة لانباتها .

ويطالب المهندس عبد الله الحجاوى بضرورة إجراء دراسة عاجلة لأثر هجرة الطيور المبكرة ، والعناصر والكائنات التى تتغذى عليها  كما أنه غير معلوم تسجيل موعد عودة الطيور المهاجرة أثناء فصل الربيع مع التغيرات المناخية التى طرأت على العالم فى السنوات الأخيرة .

 

 

 

ومن المعروف أن موسم هجرة الطيور يبدأ فى أوائل شهر سبتمبر ويستمر حتى نهاية شهر نوفمبر من كل عام  قادمة من أوربا  فى طريقها الى افريقيا  مرورا بمحمية الزرانيق باعتبارها أحد المسارات العالمية للطيور المهاجرة .

ويرى أن محمية الزرانيق هى كنز فى سيناء ، وقد سميت المحمية بالزرانيق نسبة إلى المسطحات المائية المتداخلة والمتعرجة التى تتخلل السبخات فى المنطقة .. لذلك تعتبر أهم محطة ترانزيت للطيور المهاجرة من البرد السائد فى أوروبا ، وهذه الطيور كنز دولى إن لم يحسن استغلاله فسوف يندثر ويكون له تأثير ضار على توازن البيئة ، وأن هجرة الطيور هذه إحدى عجائب الخالق.

فقد توصل العلماء إلى أن الطيور تستخدم المجال المغناطيسي للأرض أثناء طيرانها حتى تجد طريقها خاصة أن رحلات الهجرة والعودة تضم ما لا يقل عن نصف مليون طائر فى الرحلة الواحدة‏ لبعض أنواع الطيور الا أن أخطر المشاكل التى تواجه الطيور المهاجرة تتمثل فى المبيدات التى تستخدم فى الزراعة إلى جانب الصيد الجائر لهذه الطيور من قبل الهواة والراغبين فى الثراء‏ ، حيث إن بعضها يتم صيدها وبيعها لبعض الأشخاص من هواة الصيد بآلاف الدولارات ،‏ وهنا تتجلى أهمية محمية الزرانيق كمكان يعيش فيه الطيور فى أمان ، ولهذا يقصده هواة مراقبة الطيور المهاجرة.. حيث توجد "أكشاك قرب البحر" تستخدم لمشاهدة الطيور وفندق سعته 50 غرفة ومركز للوعى البيئي، وأنه يجب الحفاظ على محمية الزرانيق كأحد أهم محطات الطيور المهاجرة في العالم.

ويضيف عبد العزيز الغالى عضو اتحاد الكتاب أن هناك اهتماما كبيرا بموسم صيد السمان فى محافظة شمال سيناء باعتباره يمثل نشاطا اقتصاديا يدر دخلا كبيرا لعدد كبير من أبناء المحافظة العاملين فى صيده، مشيرا إلى أنه منذ سنوات كان يقام سنويا مهرجان للسمان والنخيل والخوخ واختيار ملكات جمال السمان والبلح والخوخ الى جانب عدة مسابقات فنية وثقافية على شاطىء البحر.

ويشير الى أنه برغم ما تعانيه سيناء وأهلها وبرغم الضغوط والصعاب التي تواجههم، الا أن ارادة الحياة هى الأقوى والأمل فى غد أجمل ومشرق ، ويطالب بعودة مثل هذه المهرجانات كما كانت من قبل .

ومن جهتها ، تقوم محافظة شمال سيناء بدورها فى الحفاظ على المحمية والطيور المهاجرة ، ويتم السماح بصيد السمان والشرشير الصيفى طبقا للضوابط المعمول بها ، وبناء على الضوابط المقررة من وزارة البيئة .

ومؤخرا ،أعلن محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء عن السماح بصيد طائري السمان والشرشير الصيفى فى مختلف مناطق المحافظة ، وذلك وفقا لقرار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة رقم ٢٠٩ لسنة ٢٠١٩، مؤكدا على توحيد مواقع تجميع السمان فى مراكز ومدن وقرى المحافظة تحت إشراف مديرية الطب البيطري وإدارة شئون البيئة فى ديوان عام المحافظة ، وأن يتولى كل مجلس مدينة تحديد أعداد وأماكن التجميع فى المدن والقرى التابعة لها واعلانها للمواطنين .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز