عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بـنـرقص مـن 57 ونـشـمـس مـن 86..مـاذا عــن 2019

كيف هزمت الإعلانات مصر وفازت بها الجزائر؟!

لقطة بعد المباراة
لقطة بعد المباراة

بساط من العشب يحمل فوقه 22 لاعبًا تفوق قيمتهم التسويقية اقتصاد دول، وكرة للقدم تطورت صناعتها من جلد الحيوانات إلى طبقات مزودة بشريحة ذكية تنقل إحصاءاتها، ملايين الدولارات "لڨار" يرجى منه العدل ب33 كاميرا، قمصان وأحذية بمواصفات عالمية أكثر خفة ووقاية من الإصابات، إعلانات ورعاية وبث تلفزيوني باتوا متحكمين ومؤثرين في كرة القدم بكل عناصرها، نتائجها وأهدافها التي تلعب من أجلها. 



نعم العرق والجهد والنجوم، وخطط المباريات وتكتيكاتها أسباب رئيسية للفوز بالبطولات، لكنها لم تعد الوحيدة بعد أن طغى المال على كل شيء، وتحول الاحتراف في عالمنا العربي إلى اغتراف بأيدي اللاعبين.    “الإعلان شر حين يعلن عن أشياء شريرة” كما يقول ديفيد أوجيلفي الأب الروحي للإعلانات في العالم الإعلانات باتت في التجربة المصرية حجر عثرة للمنتخب المصري. ظهر هذا بوضوح في بطولة كأس إفريقيا والخروج المهين للمنظم وسيد القارة –حتى الآن- من دور ال16، ومن قبلها الظهور الغير مشرف في كأس العالم 2018 بروسيا.

بث مباشر للّاعبان تريزيجيه وكهربا، "لايف" من قلب معسكر منتخب مصر في كأس العالم يتحدثان فيه مع جمهور"سوشيال ميديا" -بدعوى الملل من المعسكر- ممسكان بكوبان من الشاي لعلامة تجارية شهيرة. ثبت فيما بعد أن هذا الفيديو كان أحد الإعلانات التي صورها اللاعبون من غرفهم.

مثال صارخ يثبت أن كرة القدم لا تدار من الملعب ولكن من غرف الملابس.. وربما غرف النوم! خاصة مع جيل من اللاعبين انفرد المال بولائهم.

إعلان لشركة المشروبات الغازية الشهيرة سجل قبل بطولة إفريقيا، قدم فيه اللاعبون اعتذارًا للجماهير بطريقة مستفزة عن الهزيمة –مسبقًا-، ما يشي بأن المنتخب المصري بدأ البطولة مهزومًا !  

“كرة القدم قد تناسب النساء الخشنات، لكنها ليست للرجال الناعمين ”   -ميسي-   انطلقت كأس الأمم الإفريقية في 21 يونيو الماضي، وقبل انطلاقها انطلق موسم الإعلانات بشكل جنوني، بدأ مبكرًا في شهر رمضان الماضي الذي سبق البطولة مباشرة.

هرع اللاعبون وراء الإعلانات وأموالها حتى فقدوا تركيزهم وروحهم القتالية أيضًا.

23 لاعبًا، شارك منهم 11 لاعبًا في الإعلانات، من بينهم 8 من التشكيل الأساسي للمنتخب المصري!

اللاعبون هم المحمدي، والنني، وصلاح، ومروان محسن، وطارق حامد، و كوكا، وتريزيجيه، ووردة، والشناوي، ودونجا، ومحمود علاء.

4 لاعبون ظهروا في أكثر من إعلان. محمد صلاح شارك في أربعة إعلانات قبل البطولة، وتريزيجيه وطارق حامد شاركا في 3 إعلانات، وعمرو وردة شارك في إعلانين.

في المقابل سجل نجوم منتخب الجزائر الذين تفوق قيمتهم التسويقية قيمة نجوم منتخب مصر بأكثر من 3 ملايين يورو –وفقًا لموقع Transfer Market- إعلانين فقط، أحدهما لشركة الإلكترونيات الراعية للمنتخب، والآخر لإحدى شركات الاتصالات الكبرى في الجزائر. ظهر فيهما 6 من لاعبي التشكيلة الأساسية للمنتخب.

اللاعبون هم رياض محرز الذي انفرد وحده بالظهور في الإعلانين، و رايس مبولحي" أفضل حارس مرمى في البطولة"، والهداف بغداد بو نجاح، ورامي بن سبعيني، وعيسى ماندي، وإسماعيل بن ناصر "أفضل لاعب ناشئ في البطولة".

اللافت للنظر أن الإعلانات التي شارك فيها  لاعبوا منتخب مصر تحدثوا فيها عن البطولة وليس عن المنتج المعلن عنه، بينما اكتفى لاعبوا الجزائر داخل إعلانيهم بالحديث عن المنتج.

بتحليل بسيط لمحتوى إعلانات اللاعبين المصريين والرسائل التي أطلقوها صوب  الجمهور  يمكنك أن تشتم رائحة الهزيمة من بعيد قادمة لامحالة مع جيل فقد اتزانه النفسي، وراقب "سوشيال ميديا" أكثر ما راقب الفرق المنافسة.

هجوم هجوم العب وان تو             بص على الجون قبل ما تشوط

بلاش الترقيص ده اعمل معروف     اعمل دريبل اخلص منها ادي ثرو

اديهاله بالعرض يغمزها جون         - المعلم  حسن شحاتة-

خط الوسط مسطرة مسطرة          يرمي لقدام مش ورا

ياعم اطلع قدام اكسب ارض         اعمل عليهم كماشة

-العراف رضا عبدالعال-

طير ونجات ادي ثروهات           ضغط ضغط ضغط ضغط

اضرب مرتدات زود هجمات       ضغط ضغط ضغط ضغط

قلب الدفاع خط أحمر               اللي هيعدي منه هيتدحور

العب مان تو مان ماترحموش      الإعلامية شيما صابر

الزق فيه ماتعديهوش               حطه في ظهرك ماتسيبوش

  طموحات جمهور الكرة وخبرائها وإعلامها التي لخصتها شركة البطاطس الشهيرة في إعلانها، ووجهتها نحو نجوم المنتخب المصري.

الرد جاء سريعًا من لاعبي المنتخب عبر إعلان شركة المشروبات الغازية الشهيرة، والذي سجله اللاعبون بنفس الطريقة "الراب"، لكنه كان مخيبًا للأمال وكاشفًا عن حالة من عدم الاتزان النفسي للاعبين!

تريزيجيه أطلق شرارة البداية

هدوء هدوء اللي تقولوه             هبص على الجون قبل ماشوط

- لم ينفذ وعده وأضاع انفرادين في مباراة الخروج مصر المهين أمام جنوب إفريقيا-

تبعه مهاجم المنتخب كوكا

بس لو قلشت مني في العارضة    بلاش تحفيل أنا في عرضك

خليك في ظهري مش قدامي       ماتسيبنيش وتنساني

 

عاوزين ناخدها من تاني

- لاعب محترف منذ سنوات فاقد لثقته بنفسه، يخشى الانتقادات ويرفضها، هل يمكن أن يكون لاعبا دوليا؟!

أما نبيل دونجا الذي لا يمتلك تاريخا دوليًا فكان رده

وصلت مش طالبة "أفورة"!

يسانده طارق حامد

عرفنا و هنبقى مسطرة

ليكمل دونجا معلمًا الجماهير

بلاش الجيفات وكفاية بوستات    ضغط ضغط ضغط ضغط

ويضع يده على أذنه في حركة مشابهة لإشارة المحمدي القميئة للجماهير أفضل مدافع في مصرالموسم الماضي  محمود علاء شارك في الإعلان قائلا:

فعلا الدفاع خط أحمر           عايزين اللي يقرب يتوتر

لو عدى بالبركة زعق هاتووه

-لم ينتظر علاء "البركة" وأهداها بنفسه لجنوب إفريقيا بعد أن تقدم لمنتصف الملعب وجاء الهدف-  ختامها مسك  جاء من المحمدي كابتن المنتخب

لو علينا مرتدة صفر وزووم        لو قدامه سهلة خبط وقوووم

  “ستكون كرة القدم أجمل لو اخترعنا كرة تركل اللاعبين الذين لا حاجة لهم في الملعب” -الممثل الكوميدي البريطاني ايريك موريكامبل-   الإعلانات المصرية لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي لم تشهد مشاركة اللاعبين لم تكن أخف وطأة، فقد عكست في معظمها حالة من فقدان الثقة في المنتخب، ورغبة في الفوز ولو على حساب الأخلاق والروح الرياضية والمنافسة الشريفة.

نلعب خطة سلة أو نلعب خطة جُلة

شوح كلح شمع طوح

هات ببطنك جول أو هات بايدك جول

أي خطة بس نكسب أي شكل بس نكسب

لو في التسعين كاسبين اعملوا متصابين

المهم مايخشش فينا جول

لو جابوا جول نتلكك  بالفار نقعد نتحجج

المهم نطلع كسبانين

هكذا جاءت الرسالة السلبية لإعلان أحد البنوك المصرية العربية الخاصة الذي حمل شعار" مش مهم نلعب ازاي المهم نكسب"   خريطة جوجل في هاتف محمول معلق داخل إحدى سيارات "تطبيق" السيارات الشهير المتخصص في التوصيل -في إشارة إلى معرفة الطريق الصحيح- ليبدأ الإعلان :

الكاس ده أنا هارشو وهاريو    ومالوش عندي إلا سيناريو

و علشان نكسب المرة دي    اسمعوا مني اللي أنا قاريوا

أوغندا هتغلب نيجيريا            مدغشقر تكسب زيمبابوي

والمغرب ماتجيش من أصلوا     والكاميرون تخرج من بدري

السنغال يجيلهم إسهال          يلعبوا بالأشبال

 اوتوبيس مالي يتكلبش          يوصلوا والماتش شغال

مالي تتلغي ماتشاتها             يتحط لتنزانيا نقاطها

تنزانيا هتلاعب غانا                 تتأهل ما الكورة خدمانا

 كوت ديفوار ينسوا تشيرتاتهم    وجزاير غينيا تقطعهم

أنجولا هتطلع تونس                واحنا هنصعد ونطلعهم

بالبلنات نكسب تنزانيا             في الفاينال هنلاقي موريتانيا

هنقفل ونضيع وقت                جونا هيجي في آخر ثانية

وهنكسب ونشيل الكاس          مش مفهوم على أي أساس

رسم  صانعوا الإعلان طريق فوز منتخبنا الوطني بكأس إفريقيا معتمدًا على الحظ، وربما مؤامرتنا كبلد منظم على بعض الفرق مثل مالي -وفقًا لتصور صانعو الإعلان- "أوتوبيس مالي يتكلبش يوصلوا والماتش شغال"، دون أن يجدوا غضاضة في ذلك إلى الحد الذي أنهوا به إعلانهم السلبي بجملة " وهنكسب ونشيل الكاس مش مفهوم على أي أساس" الكارثة الأكبر جاءت من شركة الاتصالات الوطنية "WE" –الراعي الرسمي للمنتخب المصري- في إعلانها الذي تضمن رسائل خطيرة كان من الممكن استغلالها ضد البطولة وتنظيمها !

 

تقول كلمات الإعلان

احنا كشعب أكيد معروف   بنوجب لو جالنا ضيوف

وادي افريقيا جايه بلدنا     والكرم المصري هتشوف

هنظبطكوا أجمد تظبيط     ده احنا اللي بدعنا التخييط

والصح هنعملوا معاكوا      ع الهادي ومن غير تنطيط

هنشمسكوا صبح وليل    من ع الأرض هنشيلكم شيل

هنشيلكم ونشقيكم       مشاوير من اللي تهد الحيل

لينتهي الاعلان بسلوجان ضيوفنا ولازم نكرمهم

وهو يقصد المعنى العكسي للضيافة، والذي حرص على إبرازه من خلال إشارات وتعبيرات وجه من قاموا بالإعلان.   “تستطيع أن تتعرف على مبادئ وقيم أي أمة بمشاهدة إعلاناتها” -الكاتب البريطاني نورمان دوجلاس-   إحدى مشروبات الطاقة النمساوية قدمت إعلانا للمستهلك تخبره فيه أن من يتناول مشروبها سيبرز له أجنحة –بقصد التعبير عن قوة الكافيين والطاقة – لكن عدد من الأمريكيين مستهلكي هذا المشروب قاموا في عام 2014 برفع دعوى قضائية ضد الشركة قالوا فيها أنهم تناولوا هذا المشروب لأكثر من عشر سنوات دون أن تبرز لهم أي " أجنحة" وهو ما دفع المحكمة إلى إلزام الشركة بدفع تعويضات ما يقارب 13 مليون دولار للمستهلكين.   في مصر وبطولة كأس الأمم الإفريقية الماضية كان هناك فريقان فريق اجتهد بشكل علمي وقام بواجبه على أكمل وجه، نجح في تحقيق الهدف بتنظيم أكثر من رائع كان حديث العالم.

وفريق تمنى الفوز بالبطولة دون أن يستعد لها، اعتمد على الحظ والكعب العالي والجمهور،  انتهج العشوائية على حساب التخطيط العلمي، وضرب بالمبادئ عرض الحائط ! 

وما بين الفريقين لم يعد أمام الجماهير المصرية إلا أن يتصدوا "قضائيًا" و"رياضيًا" لهذا الانفلات الإعلاني، عاشوا كمدًا وهم يرون النهائي  على أرض مصر في غياب مصر، لم يجدوا أجنحة ولم يعد لديهم طاقة تذكر! 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز