عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"كفر الحمادية" في بلد "أحمد رشدي" تعاني من تدهور الخدمات (صور)‎

"كفر الحمادية" في بلد "أحمد رشدي" تعاني من تدهور الخدمات (صور)‎
"كفر الحمادية" في بلد "أحمد رشدي" تعاني من تدهور الخدمات (صور)‎

كتب – مسعد بدوي



 

 

هل يجوز أن تعاني قرية بأكملها من عدم وجود الخدمات الضرورية، وتردى ما بها من خدمات قليلة بسبب الشكوى؟

هذا هو ما حدث بالفعل أهالي قرية كفر الحمادية مركز بركة السبع محافظة المنوفية بسبب المطالبة بأبسط حقوقهم في الحياة، وإرسال شكوى يطالبون فيها بإقامة الخدمات الضرورية للقرية وإصلاح أحوال القليل منها والذى تلف بفعل الزمن .. فما كان من المسؤولين بمركز بركة السبع التابعة له القرية، والمنوط به توفير الخدمات اللازمة لهم .. إلا أن المسؤولين عاقبوهم وتمادوا في اذلالهم بعدم الاستجابة لأي مطلب لهم، ورفض إرسال المختصين لإصلاح مرافقهم المتهالكة، وتركهم في معاناتهم مع الظلام وتراكم القمامة وانفجارات المياه وغير ذلك من المعاناة اليومية لهم ولأطفالهم من مشقة السير في طرق وعرة وقطع عدو كيلو مترات ذهابًا وإيابًا من أجل الرعاية الصحية وتعليم أطفالهم.

ولم يقتنع السيد المسؤول بأهمية مطالب أهالي القرية في نيل أبسط الحقوق المكفولة لهم باعتبارهم من رعاياه، وذلك بسبب تجرؤهم بالشكوى من سوء الخدمات المقدمة لهم والمطالبة بحقوقهم أسوة بباقي البشر من المحيطين بالقرية من قرى وعزب تنعم بالخدمات لرضا المسئول عنهم.

ولعلم السيد المسئول أن هذه القرية محرومة من الخدمات والمرافق الضرورية منذ بدء الخليقة بها.. فلم ينل أهلها أدنى رعاية على مر الزمن الا بطلوع الروح والجهود الذاتية التي أمكنها توفير بعض الخدمات الضرورية، وبقى البعض الآخر الذى لا يقدرون عليه .. فالقرية حرمت كثيرًا من الخدمات والمرافق، وكانت أولى مرافق الخدمات بها صهاريج المياه في ستينيات القرن الماضي، ضمن المشروع القومي على مستوى الجمهورية .. إلا أنها لم تحظ بتوصيل المياه إلى المنازل إلا منذ سنوات فقط .. كما كانت تضم مدرسة وحيدة أهلية تم تطويرها لتصبح مدرسة ابتدائية مضافا اليها مدرسة أخرى اعدادية بالجهود الذاتية للأهالي، ولم تر القرية النور وادخال الكهرباء إلا في منتصف سبعينيات القرن الماضي والتي أصبحت متهالكة حاليًا وتنقطع بالأسابيع دون مجيب أو صيانة .

ومع ذلك .. وبفعل الزمن .. تتعرض مواسير المياه والصرف الصحي، الذى أدخل قريبًا إلى القرية للانفجار وتعرض شوارع القرية للانهيارات من وقت لآخر، وكذلك الكهرباء التي يتم قطعها بالأيام والأسابيع دون أي اهتمام من المسؤولين.. علاوة على عدم الاهتمام بأعمدة الانارة في شوارع القرية وتركها للظلام التام بما فيه من مخاطر عديدة .

وكذلك الوضع بالنسبة لمركز الشباب الذى تم انشاؤه بالجهود الذاتية للأهالي، والطريق الذى يربط القرية بالمركز وباقي القرى والمراكز والمحافظات الأخرى، فقد ظلت القرية في عزلة حتى ثمانينيات القرن الماضي، حينما قام أحد مرشحي الحكومة حينئذ بإدراج الطريق الواصل من القرية الى بركة السبع بطول حوالى 4 كيلو مترات ضمن خطة الرصف بعد أن تورمت أقدامهم من السير، إلا أن الطريق تهالك حاليا وفى حاجة لإعادة الرصف والصيانة لتيسير المرور عليه .

ونظرًا لوقوع القرية على الطريق الرئيسي الذى يربط بين محافظتي المنوفية والغربية .. فقد أحجمت كل محافظة عن رصف الطريق بدعوى عدم تبعيته لها، وكان الأهالي هم الخاسرون من التفرقة والصراع بين المحافظتين، حيث تم رصف الطريق في نطاق محافظة المنوفية من بركة السبع الى القرية، بينما تركت المسافة من القرية الى الجعفرية بدون رصف، نظرًا لتبعيتها لمحافظة الغربية، وتم إهمال الطريق لوقوعه بين محافظتين، كما سبق تسيير خط أتوبيس شركة وسط الدلتا عليه ليربط بين بركة السبع وطنطا مرورا بالقرية والجعفرية والسنطة غربية، إلا أن ذلك لم يدم أيضا وتم وقف الخط وتحويله الى مسار آخر بعيد عن القرية، وأصبح تنقل أهالي القرية الى المركز أو أي مدينة أو قرية أخرى مأساة تضاف الى مآسي أهالي القرية .

ولم تتوقف معاناة أهالي القرية عند هذا الحد، بل يعانون أشد المعاناة في الوصول الى المستشفيات أو الوحدات الصحية لعلاج مرضاهم، فضلًا عن صعوبة الانتقال عبر الطرق الوعرة، بالرغم من سعى الأهالي وتوفير مكان مناسب لإقامة وحدة صحية داخل مقر احدى جمعيات تنمية المجتمع بالقرية، ولكن دون استجابة من أحد.

وحتى الأطفال الصغار لم يسلموا من سوء العاقبة من المسؤولين، فهناك عشرات الأطفال الذين يلتحقون بفصول رياض الأطفال بمدينة بركة السبع على بعد أكثر من 4 كيلو مترات لعدم وجود هذه النوعية من الفصول في مدارس القرية، وأصبح على أولياء أمورهم توصيلهم يوميًا ذهابًا وإيابًا.

وهناك الكثير من المشاكل والمآسي والمعاناة لأهالي القرية، مما لا يتسع المجال لذكرها حاليًا، وذلك بسبب تعسف أحد المسؤولين لمعاقبتهم لأنهم تجرأوا على الشكوى منه.

وليس أمام أهالي القرية المهضوم حقها والمغبون أهلها سوى الشكوى وإرسال استغاثتهم إلى اللواء أركان حرب /سعيد عباس محافظ المنوفية، طالبين سرعة التحقيق مع المتسببين في زيادة معاناة أهالي قرية كفر الحمادية مركز بركة السبع أو التفضل بتشكيل لجنة لزيارة القرية والوقوف على الطبيعة على معاناة ومشاكل الأهالي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز