نيفين جمال: الكرة النسائية تحتاج إلى "كابيتانو" وأنتظر فرصة القيادة

كتبت: ندى شعبان

 

دومًا ما يضيف العنصر النسائي الجانب المختلف في كل مكان يتواجدون به، فهم لديهم القدرة على الاستمرارية في العطاء لذا إذا أردت تجربة شيء مختلف عن المعتاد عليك أن تترك كل الأمور المُسلية وتجلس مستريحًا كي تشاهد مباراة كرة قدم نسائية.

وهنا داخل الساحرة المستديرة اجتمعت الموهبة والمتعة معًا لدى بعض الفتيات لكتابة تاريخ جديد لهم في لُعبة سيطر عليها الرجال منذ قديم الزمن، وسنة تلو الأخرى أصبحت "الفكرة" تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية، وأصبح لدينا أسماء بارزة ومميزة في عالم الكرة النسائية.

"لقد أنهيت مسيرتي في الملاعب بعدما حققت ما أتمناه وشعرت أن وجودي لن يضيف شيء جديد" بتلك الكلمات تحدثت نيفين جمال أو الملقبة بـ"الصخرة" عن اعتزالها لكرة القدم داخل أروقة نادي وادي دجلة منذ سنتين

وتذكرت الصخرة بدايتها داخل الساحرة المستديرة عندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات ولخصت مشوارها بأن الأمر جاء عن طريق الصدفة، "كان أخي يتمرن في النادي وكنت أذهب معه برفقة والدتنا وذات مرة وجدت أمي فتيات يلعبن بالكرة وحينها كان "المعادن" هو أول فريق كرة قدم نسائي تحت تأسيس دكتورة سحر الهواري وتمكنت من انضمامي لهم".

وفيما يخص الانتقادات التي كانت توجه لها أعربت بأنها لم تدوم لفترة طويلة "لم تكن الانتقادات لاذعة فكان يدور في عقلية المشاهد بأن لعب البنات للكرة حرام وغيرها ولكن لم تستمر طويلًا وسرعان ما تحول النقد إلى تشجيع بعدما بدأت الفكرة في الانتشار".

واستكملت لاعبة وادي دجلة الحديث عن مشوارها الكروي والأندية التي لعبت لها "بعد وجودي في نادي المعادن أصبح الفريق بأكمله يتنقل من نادي لآخر وبدأ يتكون فرق للكرة النسائية في أكثر من نادي حتى أصبح هناك "دوري"ومن ثم انتهى بنا المطاف في نادي وادي دجلة".

وتتذكر عندما تطرقنا للحديث عن المنتخب الوطني تذكرت أولى مشاركاتها "تم انضمامي للمنتخب عندما كنت أبلغ من العمر 14 عام وكنت حينها أصغر لاعبة داخل صفوفه".

وتذكرت نيفين أهم حدث مر عليها داخل الساحرة المستديرة "أتذكر جيدًا مباراة كوت ديفوار في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا، تمكنا من الفوز عليهم في مباراة الذهاب بهدف دون رد ولقاء العودة كان على أرضهم وتلقينا هزيمة  خلال أحداث المباراة بهدفين دون رد وقبل انتهاء الشوط الثاني بأربع دقائق تمكن من تسجيل هدف التأهل إلى أمم أفريقيا بعد غياب دام لمدة 18 عاما".

وفي السياق ذاته تحدثت عن تجربتها مع التدريب بعد اعتزال الكرة " كان لدي تجربة في مجال التدريب ولكن لم أجد نفسي في هذا المجال وكنت أتمنى أن تسنح لي الفرصة أن أكون متواجدة في الجانب الإداري ولكن وضع الكرة النسائية حاليًا سيء للغاية".

وتابعت: "منذ غياب دكتورة سحر الهواري عن منظومة الكرة النسائية ولم يصبح هناك أحد يهتم لأمرها ولا أحد يحاول تطويرها".

وبعدما تطرقنا للحديث عن المشاكل التى تواجههم بعثت جمال برسالة للمسؤولين والإعلام " قبل الحديث عن ما هي المشكلات التي تواجهنا يجب أولًا أن يكن هناك مسؤول على دراية كاملة ومعرفة بهذا الملف لتكون الخطوة الأولى لبداية الإصلاح".

وتابعت أنه يجب على وسائل الإعلام اختيار النماذج التي لديها خبرة للظهور معهم "في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة على السوشيال ميديا وفي الإعلام مجموعة من الأشخاص يتبنون قضية الكرة النسائية ويتحدثون عنها وهم لا يعرفون عنها شيء في الأساس".

"يجب أن يكون هناك نماذج مختارة على أساس الخبرة والثقافة في المجال حتى يتمكنوا من تأديه رسالتهم ومطالبهم على وجه صحيح".

وفي النهاية تمنت نيفين جمال أن يحصل النساء على فرصة أيضًا في الجانب الإداري "يجب علينا أن نهتم بوجود منتخب قوي نظرًا لأن تصنيفنا لا يذكر بجانب المنتخبات الأخرى، وأن يتم التدعيم بالعناصر النسائية التي تملك الخبرة في الإدارة وهناك نماذج كثيرة مثل سارة حسانين، وسام عثمان، نجلاء شبل وغيرهم ممن يملكون الخبرة".