"النطرون" بحيرة الدم المسحورة تحول من يلمسها إلى حجر" صور"

كتب - هدى زكي

 

تبهرنا الطبيعة دائما بكل ماهو غريب  وتدهشنا بالمفاجآت التي نقف أمامها عاجزين عن الوصف والتعبير وفي رحلتنا اليوم نصحبك عزيزي القارئ إلى أكثر الأماكن رعبا وغموضا حيث الموت ينبت على جانبي الطريق إلى بحيرة النطرون أو مستنقع الموت كما يطلق عليها .

 

تقع بحيرة النطرون في شمال تنزانيا وهي من البحيرات المالحة الضحلة التي تتغذى من نهر نغيرو الجنوبي، وكذلك الينابيع الساخنة الغنية بالمعادن، لايزيد عمقها عن 3 أمتار ويختلف عرضها بحسب مستوى الماء الذي يتغير بسبب مستويات التبخر العالية تاركاً وراءه خليطاً من الأملاح والمعادن .

 البحيرة المسحورة

تعد البحيرة من ضمن حوض النطرون ذي الأراضي الرطبة وتصل درجة الحرارة فيها 140 فهرنهايت ، و يتسم ماء البحيرة بالقلوية ولديه درجة حموضة عالية تصل إلى 10.5 وهو بذلك يمكنه حرق جلد وعيون أي كائن حي لا يتكيف مع هذه الطبيعة ، لذلك لقبت البحيرة بعد اسماء منها البحيرة المسحورة و بـ "مستنقع الموت" فهي تحتوي على عدد هائل من الكائنات الحية التي تكلست أجسادها بسبب المياه الكاوية باستثناء بعض الطحالب والبكتيريا و طائر الفلامينجو النادر والمهدد بالانقراض الذي تعد البحيرة بيئة مناسبة له فيتغذى على طحالبها الزرقاء والخضراء ويعيش على تربتها الخصبة .

 

يعود سبب تسمية البحيرة بهذا الاسم إلي المواد الكيمائية في مياه البحيرة ومنها بيكربونات الصوديوم و كربونات الصوديوم ، كما تعد البحيرة من الأماكن الخطرة لأنها تحتوي على بركان مهدد بالانفجار يطلق عليه بركان جيلاي ويقع في الجزء الجنوبي من شاطئ البحيرة .

 

وبرغم هذا المكان الذي يحمل الموت في طياته في كل ركن منه إلا أن البحيرة تحتوي على محطة للطاقة الكهرومائية ومصنع لمعالجة رماد الصودا الذي يتم الحصول عليه من البحيرة ذاتها.

 

مياه كاوية حمراء

تتميز البحيرة بلونها الأحمر الناتج عن وجود نوع من البكتيريا ذاتية التغذية التي تعيش في المياه المالحة و تصبغها باللون الأحمر وكذلك تصبغ ريش طائر الفلامينجو ، وهو ما أدي إلى إطلاق اسم "بحيرة الدم" عليها نظرا للونها الأحمر القاني الشبيه بالدماء .