سينما مصر 2019 .. الممثل رامي عبد المقصود يسترجع حق "القصري" (4)

كتبت - سوزى شكرى

تغيرت حياته بعد صفعه على وجهه وتوبيخه وطرده من مسرح رائد المسرح " جورج ابيض" بسبب أدائه الكوميدى حيث تسبب فى إضحاك الجمهور أثناء عرض مسرحى تراجيدى، تمنى الممثل الكوميدى عبد الفتاح القصرى أن يكون محاميا ويعرف القانون حتى يستعيد حقه، إلا أن" القصرى " قرر استعادة حقه بعيدا عن المحاكم باستمراره بالتمثيل ويجعل "جورج ابيض" يندم على هذة الصفعة وهذا ما حدث بالفعل ، لذا فى عالم التمثيل الممثل الذى يتعرض للإساءة عليه الاستمرارية وإثبات وجوده ويترك الحكم للجمهور .

رغم أن " القصرى " استعاد حقه بتألقه فى العديد من الأفلام السينمائية، إلا أنه منذ وفاته عام1964 ولم يحاول أحد أن يتذكره ففى الذكرى حقوق  ، وكأنها للمرة الثانية  التى يسلب منه حقه الأدبى، فبعد 55 عاما من رحيل " عبد الفتاح القصرى " يأتى عرض " سينما مصر" للمايسترو والمخرج الرائع " خالد جلال "  ذلك العرض الذى يستعيد التراث الغائب ، فقد خصص مشاهد من بين مشاهد العرض لتجسيد شخصية عبد الفتاح القصرى ودوره فى فيلم " ابن حميدو"  الريس حنفى شيخ الصيادين، والمعلم" شاهين" في فيلم "سكر هانم".

 والمفارقة أن يجد المايسترو "خالد جلال " من بين أولاده النجوم الممثل رامى عبد المقصود وهو خريج كلية الحقوق ومحام وعاشق لشخصية القصرى، ولذا قد نقول أن التاريخ أحيانا يعيد نفسه مع اختلاف متغيرات الأزمنة، فكانت أمنية القصرى بعد صفعه من الفنان جورج أبيض أن يكون محاميا، واليوم المحامى والممثل الشاب رامى عبد المقصود يسترجع حق " القصرى " وحاضراً عنه  تمثلياً على مسرح مركز الابداع الفنى .

ومن بين أحلام الممثل رامى عبد المقصود أن يلتحق بورشة مركز الإبداع الفنى، ففى أثناء عرض "السيرة الهلامية " شاهده المخرج خالد جلال بعينه الثاقبة التى ترى ما لايراه الممثل فى ذاته، وطلب منه كتابة الاستمارة ليلتحق بالورشة الدفعة الثانية، يقدم بالعرض أربعة مشاهد هما مشهد للفنان أحمد توفيق من فيلم "القاهره 30 " مشهد للفنان حسين رياض من فيلم رابعة العدوية، واختص عبد الفتاح القصرى من خلال شخصيتين، الأولى شخصية الريس حنفى شيخ الصيادين من فيلم "ابن حميدو " والثانية المعلم "شاهين" من فيلم "سكر هانم " .

اللون الكوميدى لنجوم الزمن الجميل ليس امراً سهلاً ومهما كان المؤدى للشخصية من عشاق " القصرى " بالتأكيد سوف يجتهد ويذاكر مفردات الشخصية، توصل الممثل رامى بادراكه وحسه الفنى ووعيه وتقمصه إلى أهم سمات وصفات وملامح "عبدالفتاح القصرى" وبدون محاكاة حيث هذا هو الهدف الرئيسى الذى أرثاه المايسترو "خالد جلال" فى عرص سينما مصر أن لا محاكاة ولا تقليد فقط التقاط سمات الشخصية .

ففى المشهد الأول من فيلم " ابن حميدو " ودور الريس حنفى شيخ الصيادين وبمجرد ظهور رامى على المسرح ابتسمت لتشوقى الشخصى لرؤية عبد الفتاح القصرى فى زمن لا يعرف قيمة الضحكة الصافية، وأحسست أنه فى حاله تقمص للشخصية فى طريقة نطقة للكلمات، وايقاعات الكلمات ، ونطقها بشكل ساخر مضحك مع ارتكازه على بعض الحركات الجسدية ، وتباعد العينين "حول " ، رغم التباعد الشكلى بينهما إلا ان رامى استطاع ان يوحى للجمهور ان عبد الفتاح القصرى عاد واستعاد حضوره .

يملك رامى جراءة وحرية فى التعامل مع اللون الكوميدي، فمن خبراته السابقة للمسرح أضفى على الشخصية بصمته الخاصة التى نسجها ضمن ملامح شخصية " القصرى " ، رامى بموهبته لم يغفل ولم يهمل الفرق الفارق بين الأدوات التعبيرية فى أداء وأسلوب شخصية القصرى فى دور الريس حنفى بارتدائه الجلباية ، وبين المعلم "شاهين " بارتدائه البدلة ففى فيلم " سكر هانم كان الاعتماد الاكبر والمباشر على النص الساخر الشهير من شخصية سكر هانم حيث لم  يكثر من الحركات المعتادة للقصرى فى فيلم ابن حميدو ، وهذا الادراك لفرق بين اداء الدورين للممثل رامى يعد مؤشرا هاما لابد من التركيز والثناء عليه ان رامى والقصرى كانوا بالفعل على موعد باللقاء والتحاور التمثيلى على مسرح مركز الابداع الفنى  .

وعن الممثل رامى عبد المقصود ليست هذه المرة الأولى للوقوف على خشبة المسرح فقد بدأ مسيرته الفنيه عام 2002 من خلال مسرح الجامعة كلية الحقوق ،و بعدها درس فى كلية الآداب قسم مسرح ،ومن مراحل الاحتراف قدم  عروضا مسرحياً كثيرة منها على مسرح الفن للمخرج جلال الشرقاوى ، وشارك فى مهرجان الشباب المبدع بالمركز الثفاقى الفرنسى الدورة التاسعة ، وحصد جائزة احسن ممثل فى عرض " حال الدنيا "، وتم استضافته فى مهرجان " افيينو" بفرنسا وتكريمه ، وشارك ايضا  فى اربعه اجزاء من حلقات " سيت كوم" راجل و ست ستات ، ومشاركة فى  مسلسل نيللى و شيريهان ومسلسل الواد سيد الشحات وغيرها .

 

أقرأ أيضا:

أحمد فوزي يعيد "شرفنطح" إلى سينما مصر (3)

"ريهام الشنوانى زلابية" سينما مصر.. (2)

الممثلة غادة طلعت "حفيدة فاطمة اليوسف" تتألق بسينما مصر(1)