عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

‎ليلة بكي فيها "السوبر" على الملاك البريء

‎ليلة بكي فيها "السوبر" على الملاك البريء
‎ليلة بكي فيها "السوبر" على الملاك البريء

كتب - كريم الفولي

 بعيدًا عن مباراة السوبر المصري، بين الأهلي والزمالك، بكل أحداثها حلوها للفائز، ومرها لمن تجرع مرارة الهزيمة، وبعيدًا عن تفاصيل اللقاء والنواحي الخططية وغيرها، نترك كل هذا وذاك ونترك أيضًا تكملة قراءة الموضوع، ونقف دقيقة حدادًا ونلتزم الصمت حزنًا وقهرًا على الطفل البريء "أدهم"، الذي كانت دماؤه سبيلا ومجرى عذبا يروي "علم فريقه" نادي الزمالك.



 الطفل أدهم، ذو الـ8 سنوات، الذي تم "فطامه" على حب الزمالك، وكبر وترعرع على عشقه للفانلة البيضاء، أدهم، المحب المخلص الذي مازال حبه لفريقه نقي غير ملوث وعيون تلمع فرحًا بالفوز، وتدمع حزنًا للهزيمة، ومن الجائز أيضًا أن يمتنع عن الطعام بسبب خسارة الزمالك، طفل زملكاوي ابن للطبيعة، منزوع من كل الصفات البشرية الخبيثة، رحل أمس عن عالمنا إثر حادث أليم بعد تعرض حادث السيارة التي كان يقودها والده إلى برج العرب.. كم أنت قاسٍ أيها الموت حقًا.. الطفل أدهم، الذي لم يغمض له جفن في انتظار موعد لقاء حبيبه ومعشوقه الأول الزمالك، في لقاء السوبر مع الأهلي، في ليلة الجمعة الحزينة أمس، وظل يوقظ والده خوفًا من التأخر لحضور اللقاء، وجهز نفسه وعلمه وردد أغاني فريقه، الذي يحبه "يا تيشرت العمر يا أبيض"، والذي بالفعل راح عمره ودفع حياته حبًا لهذا التيشرت، خرج وهو يودع أهله وجبينه وخده "يحمل آخر قبلات من شفايف أمه"، ويد تلمس يدها للمرة الأخيرة وعيونها ترى طفلها البكر أول فرحتها لآخر مرة، وهنا سكت الكلام، وخرج أدهم، وخرجت روحه في سلام، على الأسفلت اللعين، وفي الطريق نحو استاد برج العرب، مات أدهم الملاك البريء، التي هبطت ملائكة السماء، كي تجفف دماءه وتحمله برفق، إلى من هو أحن وألطف به "رب الكون"، وعند هذه اللحظة انطلق سهم الزمالك الذي يسكن شعار النادي، ليخترق قلوب كل الجماهير، التي حزنت لفارق أدهم الملاك البريء. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز