عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المؤلف سامي الجمعان: مشروع "ATPA" يهدف لتعاون عربي مثمر بمجال المسرح (حوار)

المؤلف سامي الجمعان: مشروع "ATPA" يهدف لتعاون عربي مثمر بمجال المسرح (حوار)
المؤلف سامي الجمعان: مشروع "ATPA" يهدف لتعاون عربي مثمر بمجال المسرح (حوار)

حوار - هند سلامة

"الجمعان": مزجت بين مأساة فرجينيا وولف ومي زيادة في "انتحار معلن"



 شارك على هامش فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي العرض المسرحي "انتحار معلن" للمخرج مازن الغرباوي عن قصة انتحار فرجينيا وولف والخطاب، الذي تركته لزوجها قبل شروعها في الانتحار، يعتبر العرض باكورة إنتاج المشروع العربي المشترك لإنتاج المسرح "ATPA" الذي أطلقه المؤلف السعودي سامي الجمعان، حيث اشترك في صناعة هذا العرض من تونس الممثلة منى التملودي، ومن مصر المخرج مازن الغرباوي ومن السعودية المؤلف سامي الجمعان، وعن المشروع وتفاصيله والعرض قال في هذا الحوار:

 

ـ أرجو معرفة المزيد عن الدكتور سامي الجمعان ككاتب ومؤلف مسرحي؟

أنا سامي الجمعان مسرحي عربي أحمل الجنسية السعودية، بدأت المسرح وعمري 12 سنة، وأخرجت وكتبت ومثلت في سن مبكرة جدًا، وحققت لوطني السعودية أول جائزة مسرحية خارجية على مستوى الخليج العربي في مجال التمثيل وهي جائزة أفضل ممثل في مهرجان مسرح الشباب الخليجي الثاني بالشارقة، ستة 87م، وبعد بضع سنوات حصلت على جائزة أفضل مؤلف على مستوى الشباب الخليجي، لدي أكثر من 45 نصًا مسرحيًا، وأخرجت ما يقارب 30 عملًا مسرحيًا، مثلت في المسرح والتليفزيون، وتخصصت في المسرح والسرديات في دراستي العليا حتى حصلت على درجة الدكتوراه نتيجة اهتمامي بالنقد المسرحي، كما مثلت بلدي في العديد من المحافل المسرحية والثقافية.

 

 

ـ لماذا قررت إقامة مشروع ATPA ؟

مشروع رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك ATPA مشروع مسرحي عربي الهوية، له هدف رئيسي وأساسي، هو مشاركة المسرحيين العرب في إنتاج العروض المسرحية، وغير ذلك لا علاقة للمشروع بأي مجالات أخرى، فهو يستهدف تقريب المسافات بين المسرحيين العرب، تحقيقًا للوحدة المنشودة بينهم وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني للتفكير في مثل هذا المشروع، وقد وضعت نصب عيني بوصفي صاحب الفكرة ومؤسس المشروع أن يكون تركيزي على تحقيق هذا الهدف، كوننا كمسرحيين عرب لا نجد الفرصة المناسبة لمشاركة بعضنا البعض في تحقيق التواصل في العروض المسرحية إلا ما ندر، كما دفعني حبي لأن نتبادل الخبرات المسرحية فيما بيننا كعرب وأن نحقق ما تناشد به جامعة الدول العربية بتفعيل التواصل العربي عبر مجالات الثقافة المتنوعة.

_ ما تفاصيل البنود الأساسية لمشروع رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك ATPA ؟

    أثناء عملي على إعداد اللائحة المنظمة لعمل المشروع وآلياته وضعت تفاصيل دقيقة لبنود اللائحة سواء ما يتعلق بآلية إنتاج العمل المسرحي العربي المشترك، أو آلية الالتحاق بعضوية الرابطة، أو اللوائح المالية، وقد حرصت على طباعتها ونشرها وتوزيعها على المسرحيين كي يتفهموا طبيعة المشروع وأهم بنوده، صحيح أن البعض بكل أسف لم يستوعب الفكرة حتى الآن، فبعضهم ظن أن فريق مسرحية "انتحار معلن" هو الرابطة كلها، وبعضهم ظن أن العروض المسرحية التي تنتجها الرابطة لابد أن تحمل القضايا العربية فقط، وبعضهم اعتبر المشروع مشروعًا خاصًا أو شخصيًا وهذا كله عائد إلى تسرعنا دائما في الحكم على المسائل دون أن نتريث ونستوعب ونتفهم، بالمقابل هناك كم هائل من المسرحيين العرب الذين تفهموا الفكرة واستوعبوا تفاصيلها ودعموا وساندوا.

ـ ماذا عن شروط الالتحاق بالرابطة؟

بسيطة جدا أهمها أن تكون حاملا لإحدى الجنسيات العربية، أن يكون لك نشاط مسرحي، ألا تقل عن عشرين سنة، وهناك رسم اشتراك بسيط سيقرر قريبا.

ـ من الممول والمنتج الأساسي للمشروع؟

علينا أن ندرك بداية أن فكرة المشروع فكرة رائدة ومثالية في أهدافها، وبالتالي لن يقف التمويل عائقًا في طريق تحقيق هذه الاهداف، صحيح أنني تكفلت بإنتاج العمل الأول أو العمل النموذج المصغر للمشروع وهو مسرحية "انتحار معلن" والتي اشتملت على مشاركة ثلاث دول عربية، هي السعودية ومصر وتونس، لكن هناك وسائل ووسائط تمويل عملنا فعليا عليها ونحن جادون في مواصلة السعي لتحقيق الغاية منها بدعم تلك المشاريع المسرحية العربية، أيضا هناك إيرادات العروض التي تقدمها الرابطة، وكذلك دعم الجهات المعنية، والمساهمات المسرحية.

ـ في رأيك ما تقييمك لمدى فاعلية التعاون العربي المشترك في مجال المسرح؟

من خلال التجارب القائمة كالذي تقوم به الهيئة العربية للمسرح، وبعض الجهات أجد نجاحًا كبيرًا في تحقيق تواصل عربي مثمر، ومشروع رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك ATPA ما هو إلا جزء من تحقيق هذا التواصل وهو مكمل لكل الجهود الكبيرة التي تبذلها الكيانات المسرحية، على سبيل المثال المكاسب التي حققها النموذج الأول للرابطة ممثلًا في انتحار معلن لا يمكن تجاهلها مطلقًا تخيلي حتى الآن عمل في إنتاج العرض أكثر من خمسة وعشرين شابًا وشابة في تونس ومصر واكتسبوا خبرات وتواصلوا مع بعضهم البعض وأصبح هناك أسرة مسرحية عربية مصغرة.

 

 

 

ـ ما مدى صعوبة تطرق رجل مسرحي لقضايا نسوية؟

هذه مسألة متعلقة بالمبدأ والوعي ومدى اعتناق الإنسان قناعات إنسانية، وبالتالي ليست القضية في كونك رجلًا أو كونك امرأة بل في مدى إيمانك بالدفاع عن الحقوق، ومسرحية انتحار معلن التي تتطرق بشكل مباشر لقضايا المرأة وسحق حقوقها من قبل الذكورة أو السلطة الذكورية، هي نموذج حي لأن يتناول الرجل عبر كتاباته مثل هذه القضايا الحساسة، وأنا لي صولات وجولات في هذا، فنصي الجديد "أسطورة الدم" يتناول بشكل فاضح ومباشر وقوي أيضا ما عانته المرأة عبر القرون من هذه الدونية المجتمعية، وأعتقد أنني عبر نص أسطورة الدم سأفاجئ الجميع بقوة الطرح وصعوبة تقبله منا كرجال لكنني لم أكن أسرد سوى حقائق وثقها التاريخ في كل سجلاته.

ـ كيف ترى وضع المرأة في المملكة العربية السعودية؟

المرأة السعودية تحظى برعاية كبيرة من قبل المجتمع والسلطة وبرامج تمكين المرأة السعودية، نقلتها نقلة نوعية على جميع المستويات ولله الحمد، أما إذا ما تحدثنا عن علاقتي ككاتب بطرح قضية فرجينيا وولف في انتحار معلن، فذلك أمر لا علاقة له مطلقا بالانتماء العربي، كون ما حدث لفرجينيا في حياتها أدى إلى تمكين المرأة حتى في انجلترا من حقوقها وأصبحت فرجينيا التي اتناول قصتها في انتحار معلن نموذجًا أنثويًا يصرخ بقوة في وجه التنمر الذكوري والاستلاب.

ـ لماذا قررت أن يصبح النص مونودراما وليس مسرحية متكاملة؟

الحقيقة أن فرجينيا وولف وما حدث لها، لم تكن بحاجة إلى شخوص آخرين، وكان من الأجدى أن تكون مونودراما كي يتم التركيز على الشخصية المحور وهي فرجينيا ولكي لا يتم تشتيت الحدث الأساسي وهو القضية الأنثوية.

ـ هل ترى في فرجينيا نموذجًا لوضع المرأة في الوطن العربي؟

بالتأكيد هي نموذج لكل نساء العالم عربيًا وغربيًا وعالميًا وعلى جميع المستويات، وما حدث لفرجينيا يحدث لكل النساء، وهنا سأكشف عن سر لم يستطع أحد الوصول إليه في النص، لو لاحظتي أنني اطلقت على الشخصية اسم مي وليس فرجينيا وهنا أقول سرًا بأنني مزجت في النص بين شخصيتين شخصية فرجينيا الانجليزية ومرضها الجنوني الأشبه بالحقيقي، وبين الكاتبة العربية الشهيرة مي زيادة التي ألصق الرجل بها سمة الجنون عنوة وعن قصد من أجل الحصول على ثروتها، وهنا مزج عميق بين أنثى غربية وعربية تعيشان نفس الحالة من الألم والقهر والعذاب الذكوري.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز