عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"سرداب الأحلام".. رؤية في عشق "سينما مصر"

"سرداب الأحلام".. رؤية في عشق "سينما مصر"
"سرداب الأحلام".. رؤية في عشق "سينما مصر"

تكتبها- سوزى شكرى

وقعت تحت تأثير لم يتركني، وظل يطاردني ويدفعني يومًا بعد يوم لأكتب، ورغم أنى كتبت بعض المقالات إلا أنها لم تشبعني، ولم تكفيني، ولم تهدا من تأثري، بل زادت من لهفتي للكتابة، كان بإمكاني أن أسأل الأستاذ "كيف توصلت لفكرة العرض"؟، وكان سيجيب على سؤالي، إلا أنى أثناء حضوري عرض " سينما مصر"، توصلت بخيالي المتواضع الى رؤية خاصة، جعلتني أجيب عن سؤالي بنفسي، فسوف أسرد رؤيتي كما رأيتها واقعًا وخيالًا، وتنشر على حلقات متتابعة ..



الحلقة الأولى 

من منا لم يحلم يومًا ما أن يلتقي نجوم الزمن الجميل، إنه الحلم الذى لا يأتي في المنام، بل الحلم الذى لا يتركنا ننام، ولكن اللقاء بالماضي أمر مستحيل أن يتحقق في الواقع، لم نسمع من قبل أن للماضي رحلات ذهاب وعودة، إلا أن شخصًا واحدًا فقط هو الساحر "خالد جلال" يملك أدوات تحقيق حلم اللقاء والتلاقي، وأول هذه الادوات هي أن نستيقظ من حالة الغفلة وفقدان الذاكرة التي وقعنا فيها أو أوقعونا فيها اعداء مصر.

 وبعد الغفلة يأتي البحث عن الطريق للوصول إلى "سرداب الأحلام"، الذى يسكن فيه صندوق ذهبي اللون، مزين بزخارف من زهرة اللوتس المصرية، بداخله شريط سينمائي عمره 100 عام، وللعثور عليه يجب علينا تحطيم الأسوار والأبواب التي صنعوها للتشويش على مستقبل الفن المصري، ويبقى السؤال أين هو مكان "سرداب الأحلام"، هل هو مكان نذهب إليه ..أم هو مكان يسكن فينا.. 

المشهد الأول 

جلس الفنان والمخرج الساحر" خالد جلال" في مكتبة بمركز الإبداع الفني بالأوبرا، ويبدو على ملامحه الحيرة والتركيز، ولم يبوح لأحد حوله بما يفكر فيه، أوراق متناثرة على سطح المكتب مكتوب عليها كلمات وخطوط ورموز وعلامات وإشارات وأسماء متداخلة، وكان يشاهد فرقة رضا في رقصة "حلاوة شمسنا"، ومن شدة إرهاقه خلع نظارته الطبية، اغمض عينه لدقائق معدودة، وحين فتح عينه وجد أمامه ورقة قديمة عليها آثار تراكمات الزمن، وبها جملة واحدة هي "سرداب الاحلام"، سأل نفسه هل هو من كتب هذه الورقة ..! وأين كانت مختبئة كل هذه السنوات .. وشعر " جلال " أن ليست مجرد ورقة بل رسالة استدعاء من نجوم عشقناها وقدر لهم أن يرحلوا قبل أن نشبع منهم، فنظر إلى أولاده نجوم المستقبل وعددهم 67 نجمًا، وأبلغهم أننا من أجل المستقبل لابد أن نبدأ رحلة البحث والتنقيب عمن منحونا فنهم فمنحناهم قلوبنا.

المشهد الثاني

قبل ان ينتهى "جلال" من جملته تغيرت فجأة ملامح مكتبة تحولت الى مسرح كبير وغريب، له سلالم زجاجية شفافية لابد من الصعود عليها للوصول لخشبة المسرح، ووجد جلال نفسه واقف أمام عالم آخر، عالم ليس بخيالي وليس بواقعي، ويرافقه أولاده، يفوح من المكان عطر الياسمين، نصح جلال أولاده أن يسيروا بصدق على هذا السلم الزجاجي فهو المعبر الوحيد لأحلامنا جميعا، لو كسر هذا السلم سوف ينقطع اتصالنا بالماضي، وقد يستحيل علينا العودة أو الاستكمال، ولأن أولاده بالفعل قلوبهم صادقة تحققت الخطوة الأولى من الحلم، فكلما خطي خطوة على درجات السلم الزجاجي يصبح أكثر براحًا، إلى أن وصلوا جميعا إلى خشبة المسرح دون أن ينكسر أو يخدش أو يتألم من خطواتهم.

المشهد الثالث 

توقف الجميع على المسرح وحالة من الانبهار، بعد أن سمعوا صوت طيورًا تغرد ولا ترى بالعين، وهمسات لكلمات لا تفهم، موسيقى وإيقاعات حالمة، وإذا بنجمة كبيرة تهبط من سقف المسرح تجسدت في شكل امرأة، لم نر مثلها من قبل، ولن ترى مثلها بعد، على رأسها تاج مزخرف بأسماء نجوم الزمن الجميل، وتحمل بيدها الصندوق الذهبي الكنز الذي كان الجميع يبحث عنه، وأعطت النجمة الصندوق إلى "جلال"، من روعة العطية ومن لهفته للحصول عليه لم يشعر بثقل وزنه، فبدأ يزيل من عليه الاتربة العالقة ومسح كل آثار بصمات الخبثاء. 

وبعد أن انتهت مراسم واحتفالية تسليم الصندوق الذهبي إلى "جلال"، اختفت النجمة في لمح البصر، والتفت جلال إلى أولاده نجوم المستقبل، وجدهم صامتين وحائرين يتابعون المشهد، وقد اختلط عليهم الأمر ما بين الحلم والحقيقة، فتح جلال الصندوق فوجد الشريط وأخرج منه جزءًا ووضعه في الضوء، ليرى ما به من مشاهد ولقطات، فوجد نجوم الزمن الجميل جمعيهم أحياء بفنهم، خالدون بأرواحهم.

المشهد الرابع 

تزاحم وتكدس من أولاده ليروا ماذا بالشريط من لقطات، وبدأت التساؤلات تتوالى والافكار تتوالد ، إلا أن "جلال" قال لهم: " إن الامر ليس بهذه البساطة والسهولة، وقد تختار أنت النجم المناسب لك، أو قد يختارك النجم لأنك مناسب له، وقد تختار نجمًا لا تتوقع أنه ساكن فيك، فقد أخفيته دون قصد بسرادب أحلامك، نعم لكل منا سرداب، لنا في السرداب أحلام وأحباب وذكريات وحكايات تعيش عمرًا بعد أعمارنا ، أحلام لم تتحقق بعد، وانتبهوا المسرح يعشق الصادقين فقط، شرط آخر هو توافق وانسجام وتلاقى الأرواح بينكم وبينهما دون تقليد أو محاكاة"..

جلس أولاده على أرض خشبة المسرح، البعض منهم يتجول حول المسرح، ثم يعود ويجلس مرة أخرى على الأرض، ثم يقف وكأنه توصل الى أمر ما، ثم يعود ويصمت ، والآخرون في حالة سكون وتأمل، يبحثون عن ذاتهم وموهبتهم، همسات كلام، تدور بينهم غير واضحة، وفى ظل هذا السكون، خرجت من الشريط السينمائي أضواء لا حصر لها، ومن شدتها أغلق الجميع عينيه، وبدأت الأضواء تتجسد في شخصيات ممثلين وممثلات مطربين ومطربات راقصين وراقصات، ولقطات من أفلام وأفيشات وإفيهات علمتنا وأضحكتنا وأبكتنا، وهنا أدرك الجميع أنه حان موعد اللقاء والتلاقي، الذى سوف يحدد لهم طريقهم إلى المستقبل،  سأله أحد أولاده، من أين سوف نبدأ العرض؟.

في الحلقة الثانية سنرى مفاجآت واشتباكات وتلاقى أرواح بين نجوم الزمن الجميل وبين نجوم المستقبل..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز