عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

زوجان فى المنزل زميلان فى العمل!

زوجان فى المنزل زميلان فى العمل!
زوجان فى المنزل زميلان فى العمل!

كتبت: سامية صادق



تربطهما علاقة زمالة فى عمل واحد.. وربما كان العمل هو سبب زواجهما، حيث الالتقاء والتعارف والحب.. وأحيانًا يكون وجودهما فى نفس العمل وراء التقارب والألفة والصداقة وقتل الملل الزوجى.. فتصير حياتهما الزوجية أكثر متانة سعادة وترابطًا فى مواجهة العواصف والأعاصير الزوجية.. وأحيانًا  أيضًا يكون  تزاملهما فى نفس مكان العمل وراء الاختلاف والمشاكل والغيرة والفرقة وتوتر العلاقة بينهما وتهديد استقرارهما  وحياتهما الزوجية فتنتهى بالفشل والتعاسة والطلاق فى بعض الأحيان.


 قرار نقل


كانت موظفة مستجدة فى إحدى المصالح الحكومية.. وكان يسبقها بعدة أعوام.. يلفت انتباهه ارتباكها، وعدم إلمامها بتفاصيل وظيفتها الجديدة.. فيشفق عليها من حيرتها وقلقها.. ويقرر مساعدتها ونقل شىء من خبرته إليها حتى تتجاوز مرحلة ارتباك الموظف حديث العهد بوظيفته.. وبعد شهر واحد فقط يتقدم لخطبتها.. وتوافق على الفور لقد أحبته ووجدت فيه القلب الطيب العطوف والإنسان الرقيق الذى يشعر بالآخرين.
تمر سنواتهما الأولى فى الزواج سعيدة فهما لا يفارقان بعضهما طوال الوقت منذ أن يستيقظا فى الصباح ويذهبان للعمل معًا ويحضران معا ويعودان للبيت معًا.. ورغم اختلافهما فى بعض الطباع فإن تواجدهما المستمر معا خلق بينهما ارتباطًا وثيقًا.. فهما ليسا زوجين فقط، بل صديقان أيضًا.. حديثهما لا ينقطع وحوارهما مستمر.


اشتراكهما فى عمل واحد جعل بينهما موضوعات مشتركة وهمومًا واحدة ومشاكل متشابهة وأصدقاء مشتركين فصارا لا يعانيان من الملل الزوجى أو الصمت المنزلى.. كما أنهما يتحدثان معًا فى أى مشكلة تخص أحدهما.. وحين وصلها خبر ترقيتها دون أن يتم ترقيته هو غضبت كثيرًا وتمنت لو جاءت الترقية له هو.. ودخلت لمديرها ترجوه أن يرقيه بدلاً منها.. ولكن زوجها المحب كان سعيدًا بالدرجة الوظيفية الجديدة التى حصلت عليها.. حتى إنه يقيم لها حفلا يدعو فيه جميع زملائهما بمناسبة ترقيتها.


ومرت حياتهما سعيدة هادئة إلى أن أنجبت ولديهما التوأم وانشغلت بهما عن زوجها.. فبدأت علاقتها به يسودها بعض التوتر خاصة أنها كثيرًا ما تستأذن قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية.. وتحصل على إجازات، ولم يعد لديها وقت للاهتمام بزوجها كما كانت.. لكنها عرفت بعد ذلك أن زوجها صار مشغولاً بموظفة مستجدة يجلس معها بالساعات لتعليمها أصول العمل الجديد يتحدثان ويضحكان وأحيانا يحضران الطعام ويأكلان معًا.. وكما شهدها بعض الزملاء فى سيارته عدة مرات.. وتلاحظ الزوجة تأخر زوجها عن البيت وعودته بعد انتهاء مواعيد عمله بساعات طويلة.. وتفكر أن تواجهه بما عرفته من علاقته بزميلتهما الجديدة.. لكنها تتراجع.. إنها تدرك جيدًا أنه لن يستطيع أن يتزوجها خاصة أنه لا يملك شيئًا ويكفى مصاريف بيته بصعوبة.. والفتاة لم يسبق لها الزواج، كما أن مستواها المادى متواضع وليس لديها شىء تساعده به كى يتزوجها.. وربما لو ابتعدت عن مكان عمله ولم يرها باستمرار لاستطاع نسيان الأمر.. فتذهب الزوجة الجريحة إلى رئيس المصلحة الذى يكن لها تقديرًا واحترامًا وتخبره أن بيتها بات مهددًا بالخراب وفى خطر بسبب علاقة الموظفة الجديدة بزوجها وتطلب منه أن ينقلها هى وزوجها لفرع للمصلحة بأى محافظة بعيدة.. وأن هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ زواجها.. فلو ظل بالقاهرة أمام الفتاة لتوطدت علاقتهما أكثر وأصبحت حياتها الزوجية فى خطر أكبر!


وأمام دموع الزوجة وحرصها على بيتها والحفاظ عليه.. يوافق رئيس المصلحة.. ويصدر قرارًا بنقل الزوج لإحدى محافظات الوجه القبلى تحت مسمى ترقية جديدة.. وتدعى زوجته الدهشة حين يخبرها بأمر نقله، لكنها تشجعه على التنفيذ .. وتخبره أنها تقدمت بطلب نقل هى الأخرى لتكون بجواره فى نفس المكان.. وتستطيع الزوجة المحبة إنقاذ حياتها الزوجية واستعادة زوجها.

 

 


غيرة زوج


حين تقدم للزواج منها كانت تعتلى منصبًا كبيرًا فى الشركة التى تعمل بها بينما هو كان موظفًا عاديًا غير متميز يصغرها بخمس سنوات.. لم يكن قد سبق لها الزواج.. وكان الكثير من زملائها يتوددون لها ويتقربون منها حيث ترأسهم فى العمل.. وهى تحرص دائمًا على إبعادهم عنها وعدم الاستجابة لهم .. فهى تعرفهم جيدًا وتعرف كم هم وصوليون ومتسلقون.. أما هو فقد تقدم للزواج منها دون مقدمات.. فلم يحاول مثل غيره التودد لها أو التأثير عليها.. فى البداية ترفضه لأنها تكبره بعدة سنوات ولكنه يعاود طلبه وإلحاحه من جديد.. إلى أن توافق.


وتتزوجه.. وتنتقل لشقته الصغيرة.. وكانت الشركة تخصص لها سيارة بسائق بينما لا تخصص له.. وحين تطلب منه أن يركب معها نفس السيارة يرفض بإصرار ويفضل أن يركب المواصلات.. ومع الوقت تلاحظ أنه بدأ يغار منها ومن نجاحها وبدأت نفسيته تسوء كلما حصلت على ترقية أو سفرية حتى إنه كان يرفض أن تسافر فى مهام عمل بحجة أنه لا يقبل أن تسافر زوجته لبلد آخر بمفردها!


كما أنه كان يتعمد أن يرهقها طوال الوقت بطلباته فى البيت وبعمل العزائم من دون مناسبات لعائلته وأصدقائه حتى يستحوذ على وقتها وجهدها ويطلب منها فى كثير من الأوقات أن تتغيب عن العمل لتتفرغ لاستقبال ضيوفه وإكرامهم.. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل بدأ يقلل من شأنها أمام زملاء العمل ويستهين بجهدها وكفاءتها حتى إنه فى أحد الأيام وقع مع زملائه على مذكرة ضدها تتهمها بالتقصير فى عملها.. كانت صدمتها كبيرة حين وجدت توقيعه ضدها.. لكنه يبرر بأنه لا بد من الفصل بين كونها زوجته وكونها أحد رؤسائه فى العمل!


إن نجاحها المستمر وتميزها وتفوقها عليه يجعل علاقتهما تزداد توترًا.. حتى انعكست على حياتهما الزوجية.. فبات يغالى فى أوامره ونواهيه وإحراجها أمام عائلته وعائلتها، وكأنه يريد أن يثبت لهم أنه الأقوى والأفضل منه.. وهى تدرك جيدًا الأبعاد النفسية وراء تصرفاته المسيئة لها ولا تعرف كيف تتعامل مع هذه المشكلة، إنها لا تريد أن تخرب بيتها خاصة بعدما علمت بخبر حملها.. كما لا يمكنها أن تحصل على إجازة بدون راتب من عملها فهى بحاجة لراتبها.. ولا تجد أمامها سوى حل واحد ربما يرضيه ويخفف من غيرته منها وتحامله عليها وهو أن تتنحى عن عملها كمديرة وتعود لصفوف الموظفين العاديين مثله.


فتتقدم بطلب رسمى لنقلها من منصبها كإحدى المديرات لموظفة بلا مناصب بحجة أنها حامل وليس لديها الوقت أو الجهد الذى يفرضه عملها كمديرة وتحت إلحاحها يوافق.. لتترك غرفة مكتبها كمديرة لها غرفة منفصلة وتنتقل لمكاتب الموظفين، حيث يجلس عشرة موظفين فى غرفة واحدة.


ورغم تضحياتها الكبيرة لم يهدأ الزوج ويظل كما هو يغار منها ويقلل من شأنها ومن كفاءتها أمام زملائهما إلى أن قررت الانفصال عنه وتم طلاقهما.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز