عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"سرداب الأحلام 2".. رؤية في عشق "سينما مصر"

"سرداب الأحلام 2".. رؤية في عشق "سينما مصر"
"سرداب الأحلام 2".. رؤية في عشق "سينما مصر"

رؤية تكتبها- سوزى شكرى

سينما في مسرح، هل تصدق انهما تقابلا ولم يتفقا يوما ما على اللقاء، أنها فكرة مميزة وغير مسبوقة في تاريخ المسرح المصري، التمرد على الثوابت والمسلمات والمعالجات النمطية المعتادة في المسرح، هل فكر احدكم في كم طول المسافة والتباعد والاختلاف بين أدوات الفيلم وأدوات المسرح، هل تصور أحدكم أن تاريخ السينما المصرية سوف يدعم العروض المسرحية، وكم من مؤلف كتب سيناريوهات ونصوص 100 سنة سينما ما بين نصوص كوميديا وتراجيديا ودرامية، ولولا أن الفنان والمخرج الساحر "جلال" يملك الجراءة والمغامرة فقد جعلهما قماشة واحدة ستر بها على ما أصابنا من حالات فقدان الذاكرة، خشبة المسرح قامت بدور تعويضي عن شاشات التليفزيون التي تابعنا منها أفلام السينما المصرية، بالإضافة إلى أننا لسنا جمهور يجلس في المسرح ينتظر بداية العرض ونهايته، بل جعلنا شركاء في العرض، نعرف كل نصوص العرض، ونحفظها وبيننا وبينها رحلة حياة، وذكريات لنا كلما تجاهلها الزمن تعود وتداعبنا مرة أخرى.



 الحلقة الثانية

ولنتذكر ما وقفنا عنده في الحلقة الأولى عندما سأل أولاد "جلال" من أين نبدأ العرض؟ أجابهم: "أنتم العرض، وحتى يحدث لقاء لا بد أن يسبقه اختيار، وهنا نتساءل من يختار من؟"

ما زالت الأضواء التي خرجت من شريط السينما تملأ المسرح، يمينا ويسارا، وتتجسد في هيئة شخصيات حقيقية لنجوم الزمن الجميل الكوميديا والدراما، والجميع في حالة ترقب كيف يكون الاختيار، هل نجوم الماضي تختار من نجوم المستقبل من يحيا أرواحهم، هل نجوم المستقبل هم أصحاب الاختيار، هل الاختيار جاء من المخزون السيكولوجي والنفسي الذى اختبأ في سرداب أحلام كل منهما، هل التشابه في الشكل والملامح يدعم الاختيار، التوافق في طبقة الصوت والايقاعات الحركية لكل شخصية، الأداء التمثيلي الذي يقترب من روح الشخصية، هل يحتاج الاختيار إلى محاولات من نجوم المستقبل لإقناع نجوم الماضي بأنهم سوف يعيدون أدوارهم مع الحفاظ على سماتهم وملامحهم.. أسئلة كثيرة إجابتها الحاسمة بالعرض.

المشهد الخامس

عام ونصف العام قضاها نجوم المستقبل مع اختياراتهم ودراسة الشخصية ولزماتها وسماتها، وبقدر ما اقتربوا من الشخصيات كانت محاولتهم  واجتهادهم في التباعد عن التقليد والمحاكاة، أما الساحر "خالد جلال" فقد قضى هذه الفترة يبحث عن إمكانية تنفيذ فكرته على خشبة المسرح وتفرده بفيلم "الليلة الأخيرة"،  على أن يكون الرابط الأساسي بين المشاهد وبالأخص شخصية "نادية" التي ترفض كل "شاكر" يحاول أن يسحب منها شخصياتها وهويتها وستظل نادية الحب والخير والجمال، وهذا يؤكد تفردا آخر أن الساحر "خالد جلال" أدرك كفنان ومخرج أننا فى أزمة كبيرة وأن السينما انحرفت عن مسارها الطبيعي،  فاستضافها على خشبة المسرح ليضرب عصافير كثيرة وليس عصفورين فقط.

شاركته الاجتهاد والتعب وسهر الليالي المخرجة "علا فهمي"، وهى احدى أعمدة رسوخ العرض بكل ما فيه من تقنيات، ودعونا نسألها كيف قامت بالتعامل مع 67 نجما؟ ومن جانب آخر الجمهور بسبب وجود تراكم معرفي عن كل شخصية وعقد مقارنة نابعة من عشقه لنجوم الزمن الجميل، وليست مقارنة للتقييم فلسنا بصدد مطابقة بينهما.

المشهد السادس 

من الرائع أن تظهر مصر الجميلة بوجهها المشرق في مشهد "حلاوة شمسنا" يقدمها الجميلات وهن (آلاء علي– مريم محمود الجندي- بسنت احمد صيام) وأجمل رقصات فرقة رضا، كما أقنع النجم "خليفة سمير" "يحيى شاهين" أن يترك قصر الشوق ويكتفي برؤية "نادية لطفي" وتواءم روحها  على المسرح وهي النجمة الشابة "آلاء علي" . ، وحتى  "محمد عربي" أو عتريس جاء إلى المسرح من أجل "فؤادة" التي زرعت قوة شخصيتها في نجمة شابة قوية في أدائها ومبهرة وهي "هالة مرزوق" .

واقنع "زياد زعتر" استيفان روستي أن يعود إلى المسرح فكان "زكي بشتك" قد أعلن أنه رفض التمثيل على المسرح بسبب ضحكات الجمهور على كلماته وفضل أن يمثل من وراء الشاشة، ولم يكتف "زعتر" بذلك بل أمتعنا بدور في شخصية أحمد مظهر في "شفيقة ومتولي"،  وأحمد مظهر في "أضواء المدنية"، لذا احترسوا من "زعتر" الذي يملك الكثير فى سردابه، ولكن في حضور "عمر الشريف" الجميل كان ينتظره حسن عبد الله بأداء عميق وتمثيل هادئ متزن لم يخرج عن الشخصية إلا أنه قدمها بخصوصية ووضع فيه جزءا من أدواته كنجم.

المشهد السابع

"زينات صدقي" حضرت بنفسها وبصوتها الرنان وعباراتها الارتجالية والعفوية السريعة احتضنت "رنا خطاب" وتحدثت معها بهمس على ما يبدو أنها منحتها سر أدائها، وبضحكتها المشهورة أمسكت بقوة بيد ريهام الشنواني خوفا أن تتركها ريهام وتذهب إلى رحلة طيران.

وماري منيب التي لم يعجبها أبدا المرأة الرشيقة إلا أن "غادة طلعت" حصلت على روحها الجميلة، بينما سناء جميل كانت على ثقة من أن "غادة طلعت" متعاطفة معها منذ تزوج عليها عتمان، أما "تحية كاريوكا" فسألت غادة طلعت هل تتركيني "انا" من أجل ضريبة هانم وحفيظة؟

ورغم أن أحمد فوزى تقابل مع عبد الحليم حافظ فى شارع الحب، وأيضا سبق له أن التقى أحمد فوزى مع أحمد مظهر في الليلة الأخيرة ، إلا أن النحيف الظريف اللطيف محمد كمال المصري "شرفنطح" أمسك بجاكيت بدلة أحمد فوزى معترضا على أنه ازال من عليها  "البياضات " وحذره ألا يفعل هذا الفعل مرة أخرى.

المشهد الثامن

نجم عاد لينتصر للكوميديا هو عبد المنعم مدبولي منح روحه وقلبه إلى الحفيد أحمد يحيى، وضحك معه وطلب منه تغيير نظارته الطبية بمقاس أصغر، إلا أن أحمد يحيى جاءته مكالمة تليفونية من سمير غانم يبلغه بموعدهم في ماسبيرو لاكتشاف نجوم. ما زالت سندريلا السينما المصرية حتى بعد رحيلها سعاد حسني الصغيرة على الحب، خلعت قبعتها وأعطتها إلى الحالمة الجميلة فرح حاتم، ونصحتها ألا تفعل مثلما فعلت سميحة صفعت رشدي اباظة.

بينما رأفت زين كان تنتظره فتافيت السكر هانم عبد المنعم ابراهيم، اعادنا "رأفت زين" بارتدائه شخصية "فتافيت السكر" الى مسرح الاغريق الذى كان يرفض تمثيل المرأة على المسرح ويستبدل بها رجلا، كما ذكرنا بنجوم لم يخجلوا من تمثيل دور امرأة مثل جورج سيدهم، اسماعيل يس، سمير غانم، محمد هنيدي، عبد المنعم ابراهيم، واما صلاح قابيل فوقف يتحدث مع شادية او "شيماء عباس" خاطفة العيون بطبقات صوتها، واشار "قابيل" بيده الى رأفت ليحلق بهما على قهوة زقاق المدق، وبذلك اعاد "رأفت زين " صلاح قابيل  الى الوقوف على المسرح.

في الحلقة الثالثة مع سرداب الأحلام ورؤية خاصة فى عشق "سينما مصر"، ونكمل مع نجوم العرض
 
أقرأ الحلقه الأولي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز