عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

القبطان يحكي تفاصيل مهمة 200 يوم استطلاع خلف خطوط العدو الإسرائيلي

القبطان يحكي تفاصيل مهمة 200 يوم استطلاع خلف خطوط العدو الإسرائيلي
القبطان يحكي تفاصيل مهمة 200 يوم استطلاع خلف خطوط العدو الإسرائيلي

الاسماعليه - شهيرة ونيس

 بمناسبة حلول الذكرى 46 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، يستعيد القبطان بحري "سامي بركات"، ذكرياته عن مهمة استطلاع خلف خطوط العدو الإسرائيلي، استغرقت 6 أشهر "بجنوب سيناء.



"بوابة روزاليوسف"، استعادت ذكريات القبطان سامي بركات الذي قال: "كلفني القائد "علي حفظي" في يوم الرابع من أكتوبر 1973، بالتوجه إلى رأس غارب للاستطلاع خلف خطوط العدو برفقه الرقيب صلاح بيومي والجندي إبراهيم الخشاب في مدة لا تزيد عن 7 أيام فقط، وكانت اللانشات الإسرائيلية تجوب المياه بين أبو رديس وبلاعيم لرصد أي جندي مصري بالمنطقة، ورغم ذلك انطلقنا من رأس غارب يوم 5 أكتوبر واندلعت الحرب في اليوم التالي، مما زادنا حماسا على سرعة جمع أكبر قدر من المعلومات عن مواقع العدو وتحصيناته وأنواع أسلحته والذخيرة وكانت وسيلة الإرسال الأجهزة اللاسلكية وبعد 3 أيام وصلنا إلى منطقة أبو رديس بصحبة دليل بدوي يدعى "عتيق" وأثناء صعودنا على الجبل رصدتنا طائرات إسرائيلية ونصحنا البدوي الاختباء بالجبال حتى تهدأ الأوضاع وفي هذه الأثناء نفد الطعام والمياه، الأمر الذي ازداد الوضع صعوبة".

ويواصل القبطان استعادة ذكرياته قائلًا: "وصلنا إلى منطقة جبلية بعيدة يسكنها قبيلة أولاد سعيد، الذين قدموا لنا كل المساعدات لتسهيل مهمتنا كما خرجوا بأغنامهم على الطريق ليمحوا آثار أقدامنا حتى لا يصل لنا العدو، لكن القوات الإسرائيلية لاحقتنا بعد ذلك وهددت شيخ القبيلة بمعاقبته اذا تستر علينا وحلقت الطائرات الإسرائيلية في السماء لمطاردتنا واطلقت قنابل مضيئة وقذائف عشوائية مما اضطرنا للصعود على أحد الجبال وارتداء الزي البدوي للتخفي وسط سكان سيناء وانتقلنا إلى مكان آخر، وخلال هذه الفترة حرصنا على جمع العديد من المعلومات بمساعدة أهالي سيناء في شرم الشيخ والطور وكنا نتعاون وقتها مع 45 شخصًا حتى الأطفال كانوا ينقلون لنا أي معلومة أو مشهد يرونه خلال تنقلهم بين ضباط إسرائيل، حيث قام أحد الأطفال بسرقه كرتونه مواد غذائية من جنود الاحتلال لنتمكن من كتابة المعلومات عليها ووضعها داخل السروال الذي نرتديه وبعد أن علمت إسرائيل بتواجدنا رصدت 30 الف شيكل لتسليمي و10 آلاف شيكل لزملائي وتسليم الدليل "عتيق" حيا أو ميتا، الذي كان يرافقنا طوال هذه الفترة".

ويضيف "سامي بركات"، أنه تم الاتفاق مع الدليل "عتيق" على إرسال المعلومات إلى القيادة وبث رسالة لنا عبر الإذاعة في برنامج "سلام لأبنائنا في سيناء " تحمل هذه العبارة نصًا "سلام إلى صالح وسامي وإبراهيم وأم عبير"، حتى نتأكد من وصول المعلومات وبعد فترة الدليل "عتيق" في قبضة جيش الاحتلال، فقررنا الانتقال إلى منطقة أخرى خوفا من تعذيبه والضغط عليه للإفصاح عن مكاننا وتم التعاون مع دليل آخر وانتقلنا إلى مكان جديد، وهناك وجدنا طيارين مصريين مختبئين، فتحركنا سويا، واتخذنا طريق العودة إلى القاهرة.

وأوضح أن العودة استغرقت 12 يوما سيرا على الأقدام بين الجبال، وكانت نقاط العدو منتشرة كل 200 متر، وكنا نزحف خوفا من رصدنا حتى وصلنا إلى مقر قوات الطوارئ الدولية وبسبب فقدان أوراق إثبات الشخصية، تم التواصل مع القيادة للتأكد من صدق روايتنا، خاصة أننا عدنا بعد 200 يوم وبعد وصولنا إلى مكتب.

المخابرات الحربية في السويس يوم 24 إبريل 1974 التقينا مع المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، واللواء إبراهيم نصار مدير المخابرات الحربية لتكريمنا.

وعن أخطر المواقف التي واجهته خلف خطوط العدو يقول القبطان: إن أحد أفراد البدو دعاة لمشاركة القبيلة في افتتاح مسجد جديد وعقب نزول أفراد الاستطلاع من الجبل اتجهوا إلى المسجد الذي كان عبارة عن غرفة واسعة ويغطي الحصير نوافذها وما هي إلا لحظات وجاء طفل صغير يصرخ ويقول "إسرائيل جاية يا بوي"، وبالفعل كان هناك قوة إسرائيلية تقترب من موقعنا يقودها ضابط إسرائيلي من أصل يمني يجيد اللغة العربية واللهجة البدوية بالإضافة إلى ضابطه من الموساد يهودية مغربية الأصل، وتجيد اللهجة البدوية أيضا فجاءته فكرة الالتفاف بالحصيرة لخداع القوة الإسرائيلية، وبالفعل عندما دخلوا لتفتيش المسجد والبحث عنهم لم يجدوا سوى غرفة فارغة مغطاة بالرمال وعدد من الحصائر البالية، وبعد أن سمعوا محركات سيارة العدو الإسرائيلي، تبتعد عن المكان شعروا أنهم أصبحوا في أمان.

أما الموقف الثاني عندما توجه القبطان سامي لجمع الحطب فوجئ أمامه بسيارة جيب إسرائيلي، ونزل منها جنديان يحملان الأسلحة ومعهم دليل بدوي نادوا عليه وهنا قرر أن يدعي، أنه رجل أبكم لا يستطيع الرد عليهم وسألوه عن الشيخ عبد الرحمن، وأشار إليهم أنه يريد شرب المياه فتركوه ورحلوا

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز