عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سرداب الاحلام (3) رؤية في عشق" سينما مصر "

سرداب الاحلام (3) رؤية في عشق" سينما مصر "
سرداب الاحلام (3) رؤية في عشق" سينما مصر "

تكتبها - سوزى شكرى

في لقاء بالصدفة مع أحد النقاد التقليديين، أبلغني أنه شاهد عرض "سينما مصر" وأعجبه جدًا، إلا أنه بحث في مصادره عن تصنيف نقدى مباشر فلم يجد، قبل أن أجيب عليه، شعرت بيني وبين نفسى أن شخصية " شاكر" و لم تكن مجرد شخصية عابرة في فيلم، بل هي شخصية وواقعية موجودة في أيامنا، عدوانية وعدائية تخشى من أحلامنا أن تتحقق، شخصية تريد لنا الجمود فكلما حاولنا الإمساك بطرف خيط الحلم يبحثون لنا عن عقد وهمية، لكنهم لا يعرفون أن أحلامنا منسوجة من خيوط الشمس.



فطرحت عليه سؤالًا: هل تعرف قصة مصباح "ديوجين"؟

وبنفس عصيبة شاكر قال لي: رغم أنى لا أعرف "ديوجين"، ولكن هل لقصته علاقة بالعرض؟.

أجبته: نعم القصة لها علاقة إن أردت أن تفهم، "ديوجين" هو فليسوف يوناني خرج ذات يوم ممسكًا بمصباحه المضيء في عز النهار والشمس ساطعة، ليبحث عن الحقيقة التي يراها البشر واضحة، ومع ذلك يتجنبوها عمدًا، تمامًا مثلما فعل الساحر "خالد جلال"، لدينا 100 سنة سينما نعرفها وواضحة وضوح الشمس، ولكننا غفلنا عنها، واليوم حان وقت عودة رونقها وبهجتها، ولن يتم ذلك إلا بتسليط الضوء عليها.

اجتمعوا البشر حول "ديوجين" ليعرفوا سر هذا التناقض الواضح مصباحه المضيء نهارًا فقال لهم: إن النفوس الظلامية التي أصابتها العتمة يزعجها الحقيقة لأنها عكس مصالحهم". 

ولم يهملني الناقد التقليدي استكمال حواري معه، وانسحب بحجة وهمية أن أحدًا ما ينتظره بالخارج، مع العلم أن حواري معه كان في وسط الشارع، فذكرته أننا أساسًا في الشارع، فماذا تقصد بالخارج؟ ولكن لأن لكل شاكر سقطة تكشفه، وهي "هانم الخياطة" كما في فيلم الليلة الاخيرة.

المشهد التاسع

نستكمل رحلة نجوم المستقبل ولقاءاتهم بنجوم الزمن الجميل، وكل منهم يكشف عن حلمه الساكن في سردابه الخاص، و"جلال" يجلس وحده في ركن من أركان المسرح يشاهد لقطة تذكر" نادية " ملهمته ورمزًا لاستعادة الذكراة.

 وأثناء مشاهدته دخل من الباب الجانبي للمسرح طفلة جميلة هي "بيروز أرتين كالفايان" الأرمينية الأصل، وهى أخت الممثلة "نيللي" وابنة عمه الممثلة "لبلبة" إنها الطفلة فيروز، التي لقبت بأنها" شيرلي تمبل المصرية " أشهر طفلة في تاريخ السينما المصرية، ذهبت إليها "مايا ماهر"، وكأنها وجدت قرينة لها، وفى أقل من دقائق توافقت أرواحهم، "مايا " شبية فيروز في جمالها وخفتها ورقتها، واتفقت "فيروز" على أن "مايا" سوف تكون " ياسمين" ولبلبة "، على ما يبدو أن "مايا " يسكنها أرواح استعراضية، فعلًا عظيمة هي الأرواح حين تتلاقى، ورفضت فيروز أن تنصرف من المسرح، وأبلغت "مايا " أنها في انتظار أنور وجدى وأنها لا تتحرك من غيره، تركتها "مايا " وارتدت فستان عروسة، أنها عروس "الليلة الاخيرة" والتي كانت السبب الرئيسي في أن فوزية تذكرت انها نادية.

المشهد العاشر

وإذا بشخصين يتشاجران على غرار خناقات الافلام القديمة، وكلاهما يريد دخول المسرح لمقابلة "خالد جلال "، إلا أن "عمرو كمال" أسرع إليهما لفض الاشتباك بينهما، وهما (رشدي أباظة ، وأنور وجدى)، وكلاهما حصل على لقب "الدونجوان" في زمنه، نسى الاثنان خلافاتهما ونظرا إلى "عمرو كمال" باستغراب، وشك "عمرو كمال" من نظراتهم ان في الامر شيئًا، إلا أن "رشدي أباظة" ضحك ضحكته الشهيرة وطلب من "عمرو" الذهاب معه الى رؤية السندريللا الجميلة "فرح حاتم"، وحين علم" أحمد يحيي"  أو سمير غائم، ابلغهم أنهم لن يذهبوا الى ماسيبرو بدونه فهو من اكتشف السندريللا .

 أما "أنور وجدى" أعطى "عمرو كمال" آلته الموسيقى ليعزف وحين سمعت ياسمين أو "مايا ماهر" الطفلة المعجزة صوت الموسيقى انضمت إليهم، لم يتوقف الامر عند كل هذه المفارقات بل وصلتهم رسالة أن "لبنى عبد العزيز" مريضة، وترفض أن يعالجها "دكتور الحمير"،  فاستبدلت مكانها بالفاتنة الجميلة "رباب نصر" نجمة متمكنة، إلا أنها تألمت حين أعطاها الدكتور "عمرو كمال" بمعاونة " زنفل " التمرجي نفس حقنه الحمار، معذرة يا "رباب" يا فاتنه  استحملي هذا هو حال الفن .

المشهد الحادي عشر

اهتز المسرح معلنًا عن استيقاظ النجم " أحمد ماهر تيخا"، من نومه العميق بعد أن قضى سهرة طويلة في مطاردة غرامية، ليجد أمامه على المسرح "محمود الفرماوي"، ظن "تيخا" أن محمود هو أخوه الذى هاجر من سنوات وعاد الى القاهرة، وأثناء تبادل الحديث عن مشاعر الغربة، انصهر الاثنان في كيان واحد، الغربة هنا ليس إلا رمز عن فقدان السينما المصرية لكاريزما ونموذج كوميدي مثل تيخا، والنجم علاء ولى الدين  وحسن أتلة الشهير بجملة (ساعة تروح بساعة تيجي)، وانضم إلى هؤلاء نجم قادم هو "محمود الفرماوي، ولأن الفرماوي ممثل مختلف ومميز اتفق كل من"زنفل " التمرجى المريب في "آه من حواء" والمعلم محمد رضا على خطة للاستحواذ والسيطرة على وجدان وكيان الفرماوي، ونجحوا في ذلك، وتألق الفرماوي معهم جميعا.

المشهد الثاني عشر

وما زالنا في مشهد المطاردة الغرامية، والذى لم يتركه "عمر بهى" أن يتم بدونه فهو "فؤاد المهندس"، الذى لقبه جمهوره بالأستاذ، لمح الأستاذ شابًا وسيمًا مبتهجًا على ملامحه ابتسامه تفاؤل، يقف أمامه على المسرح، فظن "الاستاذ" انه لا يعرفه، فأبلغه "بهى" أنه نجمه المفضل ومن أجله عشق التمثيل، فبكى الاستاذ وتأثر من عمق وصدق مشاعره، فاستطاع "بهى" تغيير الأجواء الدرامية وضحك مع الاستاذ الذى عرف عنه أنه يصعب اضحاكه، فقد لمس "بهى" روحه وقلبه، وتبادلا الحوار بينهما حول المسرح وأهميته وقيمته، لان كليهما لديه خبرة الوقوف على خشبة المسرح ، جسد "بهى" شخصية الاستاذ فؤاد المهندس في أدوار أخري منها في صاحب الجلالة وفى معبودة الجماهير.

الحلقة الرابعة من "سرداب الأحلام" نستكمل مع نجوم العرض العمالقة فريد شوقي، نجيب الريحاني، نجمة إبراهيم، إسماعيل يس، الشاويش عطية، أحمد رمزى، شادية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز