عاجل
السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

اللواء كحيلة: شعبان صعد الساتر الترابي بمدفع وزنه 305 كجم.. حكايات من دفتر الانتصار (2_6)

اللواء كحيلة: شعبان صعد الساتر الترابي بمدفع وزنه 305 كجم.. حكايات من دفتر الانتصار (2_6)
اللواء كحيلة: شعبان صعد الساتر الترابي بمدفع وزنه 305 كجم.. حكايات من دفتر الانتصار (2_6)

كتب - عمر علم الدين

 قائد الكتيبة وضع سلاحه على المصحف وأقسمنا على الموت فداءً للوطن



لم يكن عبور أكتوبر عبورا لخط أو ساتر ترابي، وإنما كان عبورا من الهزيمة إلى النصر، ومن اليأس إلى الرجاء، هكذا يقول اللواء جمال الدين محمد كحيلة قائدا سرية المدافع المضادة للدبابات بإحدى الوحدات بالجيش الثاني الميداني خلال حرب أكتوبر.

ويستكمل البطل عن بدايات النصر فيقول يوم 5 أكتوبر كان الوضع على الجبهة هادئًا وفي حالة سكون، وكانت الإمدادات مازالت تتدفق على الجبهة دون أن نعرف ميعاد العبور «ساعة الصفر» لتحرير سيناء وصباح يوم 6 أكتوبر في تمام الساعة 12 ظهرا تم استدعاء كل قادة السرايا إلى نقطة الملاحظة لقائد الكتيبة الذي أسعدنا قائلا: «الساعة جات يا رجالة اللي منتظرينها وهنعبر الساعة 2 القناة وعايزكم تعبروا هذا الساتر وتزلزلوه وربنا معاكم وخلوا بالكم من جنودكم وربنا معانا» ووضع سلاحه والمصحف واقسمنا ألا ينسحب أحد من المعركة وان نموت جميعا فداءً للوطن وامرنا بالفطار.

بمجرد سماع هذا الكلام دمعت عيوننا من الفرحة وأسرعنا إلى جنودنا لتلقينهم الأوامر حتى لاحظنا الطائرات تعبر القناة من فوق رؤوسنا والمدفعية تدك حصون العدو ونحن نردد صيحة "الله أكبر" وكانت مهمتي اقتحام القنطرة شرق وتحريرها، وفي يوم 8 أكتوبر تم رفع العلم المصري عليها باعتبارها أول مدينة تم تحريرها، بعد تدمير عدد من الدبابات للعدو.

وبصوت الواثق يقول بطل أكتوبر: نحن خير أجناد الأرض كما وصفنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، متذكرا استشهاد بعض زملائه الذين تمنوا الشهادة وروت دماؤهم سيناء لتحريرها، ويقول كانوا رجال بمعنى الكلمة فهؤلاء لهم الفضل فيما نجني ثماره اليوم.

ويقول كحيلة: إن ارتفاع روح الجنود المعنوية جعلتهم يتغلبون على الإمكانيات الفائقة للعدو الإسرائيلي، فمدفعية قوتنا المستخدمة في المعركة كانت قديمة بل انها كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية، ومدى الدبابة كان 3 كيلو ومدى المدفع من 400 إلى 600 متر واستطعنا تدمير دبابات العدو في معركة القنطرة.

ومن المواقف التي لا تنسى- يقول كحيلة- بعد العبور القناة يوم 6 أكتوبر وجدنا ملجأ يقوم بضرب النيران باتجاهنا وعند مهاجمتهم رفعوا راية بيضاء وكان ضابطا و5 جنود إسرائيليين ولم يكونوا يعلمون ان الحرب قامت لكنهم عندما سمعوا وشاهدوا جسارة الجندي المصري استسلموا، وهذا يوكد ضعف الجندي الإسرائيلي وصرامة الجندي المصري الذي لا يعرف إلا النصر أو الشهادة عند المواجهة.

ويختم البطل حديثه: ان الحرب من بدايتها كانت ملحمة بطولات والفرد المقاتل المصري كان هو الإعجاز.

ويكفي أن اذكر أن المدفع كان وزنه 305 كجم وكان هناك جندي يسمى شعبان شال المدفع وصعد به الساتر الترابي لوحده وهكذا فعل كثيرون ولا ادرى كيف حدث ذلك حتى الآن.. ولبسالة وعظمة الجندي المصري كان معنا لكل مدفع 10 صناديق ذخيرة كل صندوق 45 كيلو وكان الجندي يصعد بالصندوق ثم يعود لينقل الباقي وكلها بطولات لا يمكن وصفها.

 

اقرأ المزيد

حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الأولى يكشفها اللواء ناجي شهود(1-6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491759

 

حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الثالثة يرويها اللواء الألفي (3 - 6)

http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491813

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز