عرض "مملكة الذهب" للمكفوفات يلهب حماس جمهور مكتبة مصر الجديدة.. صور

كتب - محمد خضير

في أمسية متميزة كان سماتها الانفراد والابتكار والانسيابية في التناول والتجسيد، انطلق العرض المسرحي الأول "مملكة الذهب"، لكفيفات النور والأمل، والذي احتضنته جمعية مصر الجديدة على مسرح مكتبة مصر الجديدة مساء أمس الثلاثاء ويدور حول أهمية العمل في حياة الإنسان، المسرحية باللغة العربية الفصحى، ومن تأليف وإخراج جورج أنور.

قال د.نبيل حلمي، أمين عام جمعية مصر الجديدة، حالة من الإبهار شهدها مسرح مكتبة مصر الجديدة من الأداء المتفرد لبطلات العرض استطعن من خلاله انتزع اعجاب جمهور الحضور بما قدمنه من إبداع مسرحي يرتقى إلى مرتبة المحترفين ورغم فقدانهن البصر الا انهن يمتلكن بصيرة تمكن من خلالها التعبير عن ايمانهن بما يقدمنه، ليظهر ذلك في تصفيق حاد من الجمهور ولم يتوقف في نهاية العرض مع تحيات وكلمات تشجعهن وتشكرهن على المجهود الذي بذل للوصول لهذا العرض.
قال اكرم عوض المخرج المنفذ للعرض ان الجمهور ابدى اندهاشه بالاداء القوى والمتميز لأعضاء الفريق المسرحي انجى زين وشهد أسامة ونبيلة محمد وأسماء محمد وإلهام العرياني وفاتن إبراهيم ومنه محمد وسعيدة حسب الله ونانسي أحمد.
وأشار إلى أن الفريق أسس منذ عام ويضم 30 فتاة تتراوح اعمارهن من 15 إلى 35 عاما وكانت أول تجاربهن مسرحية قصيرة بعنوان "حواء وبناتها" عرضت داخل جمعية النور والامل، لافتا إلى أن عرض مملكة الذهب هو الأول الذي يتم عرضه خارج نطاق الجمعية.

وأردف أكرم عوض ان المسرحية كتبت بطريقة برايل "الكتابة البارزة للمكفوفين" وأتقنتها البطلات اداء صوتيا في البداية اعقبها الاداء الحركي على خشبة المسرح الذي لاقى صعوبة شديدة نظرا لانهن يجسدن اشخاصا مبصرة فكان لا يمكن ان يستعنّ باي وسيلة مساعدة تعينهن على التجول.

بالإضافة إلى معظم الأدوار كانت لشخصيات من الرجال فكان التدريب شاقا للفتيات لإتقان الحركة والصوت لتجسيد هذه الشخصيات، حيث استغرقت البروفات 6 شهور بواقع 3 بروفات أسبوعيا.

 

 

وتدور أحداث المسرحية على مدار ساعتين داخل مملكة تمتلك الكثير من مناجم الذهب وفى كل صباح يمنح الملك كل فرد في المملكة نصيبه من الذهب، إلى ان توفي واعتلت عرش المملكة ملكة رفضت ان يكون الشعب على هذه الصورة من الكسل وبلا عمل يحفظ له كرامته فتوقفت عن منح الشعب ما اعتاده من الذهب، ونادت إلى العمل بهدف أن تتحول المملكة إلى مملكة منتجة في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية.

وفي البداية رفض الشعب وكان الكثير منه يقاوم بتحريض من أحد وزراء المملكة والذي كشف امره وتم عزله ومحاكمته وفي النهاية اقتنع بما نادت به مليكتهم واصبح الشعب منتجا يتناول طعامه بما انتجه، واختتمت الملكة العرض المسرحي حين قالت انا اليوم اكتشفت من هو الذهب الحقيقي انه الشعب الذي بالإرادة تحول من شعب كسول يستنزف من موارد المملكة إلى شعب منتج استحق ان يكون في مقدمة الامم.

من جهتها قالت ايمان مهدي مديرة مكتبة مصر الجديدة أن المكتبة تفتح ذراعيها لاستضافة إبداعات أصحاب الهمم في كافة المجالات لإبراز ما يتمتعون به من الفنون والآداب بكافة روافدها، وتمكنهم من الانخراط على كافة المستويات للانتصار على إعاقة فقد البصر.