عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"تبة الشجرة".. جرح غائر في قلب إسرائيل

"تبة الشجرة".. جرح غائر في قلب إسرائيل
"تبة الشجرة".. جرح غائر في قلب إسرائيل

كتبت - شهيرة ونيس

"السعدني": خرج الجنود من ثكناتهم العسكرية مع أصوات الدفاع الجوي دون أمر مباشر للتحرك



 "تبة الشجرة" مركز قيادة الجيش الإسرائيلي المتقدمة ظلت سيطرة قواتنا المسلحة عليها تمثل ذكرى أليمة وجرحًا غائرًا لدى الإسرائيليين

"بوابة روزاليوسف" وفى إطار احتفالات مصر بالذكرى 46 لانتصارات 6 أكتوبر1973 ألقت اللواء سعيد مهدي السعدني، أحد أبطال معركة تبة الشجرة وكتيبة 12، وهي واحدة من فرق النسق الاول بالجيش الثاني بحرب أكتوبر ١٩٧٣ليروى تفاصيل السيطرة على مقر قيادة الجيش الإسرائيلي قائلاً: أري نفسي مرتديًا "الأفارول" مع أعضاء الكتيبة 12 وتلقيت على أيدي أساتذتي ومعلميني، العديد من الدروس لدراسة طبيعة العدو والمتابعة الدقيقة لسلوكياته على مدار 10 أشهر قبل اندلاع الحرب، ليكون آخر مشروع تدريب تحديد بمنطقة "البعالوة" على ترعة الإسماعيلية، وعلي الضفة اليمني من طريق القاهرة_الإسماعيلية الزراعي، كان الموقع مجهزًا ومهيئًا بصورة مماثلة لمنطقة الحرب "هيئات تمثل نقاط القوة، والساتر الترابي، وأخري تمثل العمق "تبة الشجرة"، وكانت مهام الوحدة هي التدريب على كيفية الدفع للعمل "كمفرزة" للاستيلاء على نقطة قوية في العمق والتي تسمي مفتاح "تبة الشجرة" وحرمان العدو الاسرائيلي من القيام بهجمات مضادة على الضفة الغربية.

وأشار السعدني إلى أن هذه التبة عبارة عن "كنتور" بارتفاع 73 مترًا فوق سطح مياه القناة، والتي تتميز بطبيعة وموقع خاص يكشف المنطقة بأكملها من "منطقة القنطرة شمالا، وحتي الدفرسوار جنوبًا"، فهي نقطة حصينة مرتفعة عن سطح الأرض، قام العدو الإسرائيلي بإنشاء "مركز قيادة" مسلحة على أرضها، يكسو سقفها خرسانة مسلحة بارتفاع 50 سم، مزودة بأربع طبقات من قضبان السكك الحديد ثم عدد 5 طبقات من الدبش مغلفة باسلاك من الصلب، ويعلوها جهاز تأميني مصمم بطراز هندسي خاص يحتوي على 2 فصيلة من فصائل المشاة الميكانيكية، بقوة تصل إلى 32 جنديًا لكل فصيلة مزودين بعدد 4 مركبات 113 m مع الاحتفاظ بالاحتياطي منها، وذلك كي يصعب بل ويستحيل على أحد تدميره أو حتى اختراقه. يتم من خلال هذه الوحدة العسكرية المسلحة، إدارة معركة القطاع الأوسط من خلال مركز العمليات، والمقسم إلى (قائد القطاع، ضابط استطلاع، مخابرات، عمليات، معاونة جوية، ضابط إشارة)، فضلا عن معاونة المركز إداريا من خلال مجموعة من المخازن والمراكز.

ويواصل اللواء سعيد مهدي السعدني، أحد أبطال معركة تبة الشجرة سرد تفاصيل ما دار في المعركة بأن كتيبته انطلقت، من منطقة نمرة ٦ ومن خلال طريق المرشدين الموازي للقناة، وأثناء تواجد المجموعة لإجراء عملية استكشافية بفاصل ٣ متر فقط من موقع الساتر الترابي، تقوم قوات العدو الإسرائيلي بالدفع بعدد ٢ عربة "جنزير" مزودة بالكشافات المضيئة لمسح الضفة الغربية، فكانت المرحلة الاصعب بالنسبة لقوة الكتيبة ١٢ تحسبا لاكتشاف وتحديد العدو لمواقع الجنود، مما اضطرهم على عمل استبدال أوضاع قوة الوحدة حتى سحب السيارات من الموقع على "الاسفلت"وعليه وفي صبيحة فجر ٦ من أكتوبر ومع سحب سيارات العدو، بدأت عملية إدخال أفراد الكتيبة داخل المواقع وفي أماكنهم المجهزة استعدادًا لبدء عملية الهجوم التي لم تحدد ساعتها حتى الحادية عشرة صباحًا في السادس من أكتوبر لعام ١٩٧٣، ليأتي اللواء رضوان طلبة قائد الكتيبة ١٢، بالخبر المنتظر لجنوده وتحديد ساعة "الصفر" في الثانية ظهرا، والمقابلة في الضفة الشرقية، وفي تمام الواحدة و٤٥ دقيقة تضج أصوات طائرات القوات الجوية المصرية محلقة في السماء، فيخرج الجنود المصرية من ثكناتهم العسكرية مسرعين دون تفكير، بالتهليل بصيحة "الله أكبر" إلي شط القناة من ناحية الغرب ومع عودة القوات الجوية المصرية وبعد تدمير أهداف العدو المحددة لها، وبدء التمهيد النيراني المدفعية الجيش الثاني الميداني ولمدة ٥٣ دقيقة تحت قيادة العميد أركان حرب محمد عبد ابو غزالة، بدأت عملية عبور القناة في الاتجاه الشرقي، وبدأ تحرك القوارب المطاطية المرقمة والخاصة بكل وحدة، حيث تحديد خط سيرها وتلاقي نقاط التفجير وتجمعات الألغام.

وبوصول القوارب تبدأ معركة وحدة المفرزة والتي كان ومن المخطط الدفع بها تمام الواحدة ٤٥ دقيقة ظهرا، حتى تصل إلى تأمين "تبة"، لتعطيل العدو عن اي هجمات مضادة أو التدخل في مرحلة العبور.

ويقول السعدني: في الرابعة عصرا وصلنا إلى الضفة الشرقية، وتم التسلق إلى الساتر الترابي "خط بارليف" الذي تميز برماله الهشة، ليواجه الجنود المصرية مصاعب اخري في الصعود أو الثبات على تلك الرمال، حاملًا على ظهره مدفعه الثقيل كلما صعد جرفته الرمال لأسفل، الأمر الذي استغرق ساعتين كاملتين لإتمام الجنود المصرية عملية صعود الساتر الترابي "خط بارليف" وهو عبارة عن مجموعة من المواقع الحصينة يتراوح عددهم بين "٢ أو ٣ نقاط قوية" وحينما استشعر العدو الإسرائيلي، تقدم القوات المصرية بالقرب من خط بارليف انشق إلى قسمين، الأول فر هاربا والقسم الآخر، أصيب بالارتباك والخلل في التفكير وعجزه عن التصرف أمام شجاعة وبسالة عسكري المشاة الذي لا يهاب شيئًا في الحرب "قوات أسلحة، ذخائر أو قوات العدو الاسرائيلي"، وهو في مواجهة مباشرة أمام الدبابة متصديا لها بسلاحه البدائي البسيط "الاربيجي"، مما ترتب عليه حالة من الرعب والفزع. 

لتتمكن القوات المصرية وخلال ٤٠ دقيقة فقط من السيطرة على نقاط خط بارليف القوية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز