عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

صحيفة إسرائيلية تكشف السر الذى كسر غطرسة الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 (فيديو)

صحيفة إسرائيلية تكشف السر الذى كسر غطرسة الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 (فيديو)
صحيفة إسرائيلية تكشف السر الذى كسر غطرسة الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 (فيديو)

كتب - عادل عبدالمحسن

نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلاً عن صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا تحدثت فيه  الصحيفة الإسرائيلية عن كواليس الساعات الأولى، بعد إعلان عبور القوات المسلحة المصرية، قناة السويس وسقوط قطاعات عديدة من خط "بارليف" واستخدام المصريين سلاح صغير كسر غطرسة الاسرائيليين .



وأوضحت الصحيفة العبرية أن تلك المعلومات حصلت عليها من المؤرخ الإسرائيلي، عوديد مجيدو، 70 عاما، الذي تحدث عن السلاح الصغير الذي كسر غطرسة القيادات الإسرائيلية.

وكان عمر مجيدو 24 عاما، عندما كان مقاتلا في سلاح المدرعات والدبابات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973

 

 

 

المفاجأة المصرية

وأوضحت الصحيفة أنه بعد عبور القوات المصرية بساعات قليلة، بدأت القيادات العسكرية الإسرائيلية في دراسة طرق الرد، وكان الخيار الأول هو "سلاح الجو" الذي كانت له اليد الطولى في حرب 5 يونيو  1967، وكان للطيارين الإسرائيليين باع وخبرات طويلة.

لفتت صحيفة هارتس إلى أنه بعد عبور القوات المصرية بساعات قليلة، بدأت القيادات العسكرية الإسرائيلية في دراسة طرق الرد، وكان الخيار الأول هو "سلاح الجو" الذي كانت له اليد الطولى في حرب 5 يونيو 1967، وكان للطيارين الإسرائيليين باع وخبرات طويلة.

 

ولكن فوجئت إسرائيل بأن مصر نصبت "حائط صواريخ" (دفاع جوي) قوي وأسقط معظم الطائرات التي انطلقت في الموجة الأولى.

فكان الخيار الثاني، هو سلاح المدرعات، الذي كان غير بعيد عن خط "بارليف"، حيث كانت تمركز إسرائيل نحو 300 دبابة في سيناء وحدها.

وأوضح مجيدو أنه انطلقت الدبابات الإسرائيلية، على أمل إيقاف العبور المصري قبل نجاح القوات المسلحة المصرية في فتح ثغرات في الحائط الترابي، ونقل الدبابات المصرية إلى سيناء.

ولكن فوجئت تلك الدبابات الإسرائيلية بسلاح مصري صغير، لم تكن الاستخبارات الإسرائيلية على علم بوجوده مع القوات المصرية، ألا وهو المدفع المحمول المضاد للدبابات "ساجر".

وفوجئت القوات الإسرائيلية بأن الجنود المصريين نقلوا "ساجر" داخل سيناء، ونصبوه في أماكن عديدة لمواجهة أي هجوم بالدبابات الإسرائيلية.

وأوضح المؤرخ الإسرائيلي أن كان "ساغر"، سلاح سوفيتي حينها حديث، ويبدو أن مصر حصلت عليه قبل حرب أكتوبر بفترة قصيرة، مشيرا إلى أن هذا كان "قصورا" استخباراتيا خطيرا من إسرائيل.

 وبمجرد دخول الدبابات الإسرائيلية في نطاق خط "بارليف" واقترابها من القوات المصرية، بدأ الجنود في التمركز واستهدافها بسلاح "ساجر".

وكبد المصريون بفضل هذا السلاح، القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في ساعات قليلة.

ليل 8 أكتوبر يوم الجحيم في كل الجنود الإسرائيليين بالجبهة الجنوبية

ويروي مجيدو، واقعة حدثت في 8 أكتوبر  1973، حيث حاول سرب دبابات السيطرة على أحد منطقة استراتيجية، لتسهيل الدعم اللوجيستي للقوات المحاصرة في سيناء

ولكن بمجرد ظهور دبابة واحدة فوق أحد الكثبان الرملية، تم استهدافها بـ"ساجر" وتدمير السرب بأكمله المكون من 8 دبابات وقتل 4 جنود وأسر قائد السرب بعد إصابته خلال العملية.

وقال مجيدو: "كان مشهدا مليئا بالفوضى، أيام الحرب الأولى فاجئنا المصريون بذلك السلاح، الذي تسبب في فشل كل محاولاتنا لإحباط التقدم المصري".

وتابع "حرب يوم الغفران كانت من الحروب المؤلمة بالنسبة لسلاح المدرعات الإسرائيلي، لا يمكن أن أنسى يوم معركة "المزرعة الصينية" في سيناء، لقد كانت مأساة كان المصريون يتحركون بخفة وكأنهم يحاربون على تلك الأرض منذ سنوات".

وقال  ميجدو :لم يحدث ما نتوقعه دائما أن يفر جنود المشاة عندما يشاهدون الدبابات تبدأ في الهجوم، لكن الغريب أننا كنا نجد الجنود المصريين واقفين صامدين أمامنا يحاولون بكل الطرق إيقاف تقدمنا، وهذا ما كان بمثابة الصدمة بالنسبة لنا".

واستطرد: كان هناك قناعة يمكن وصفها بالغطرسة لدى قادة سلاح الدبابات الإسرائيلية بأن أي هجوم تشنه الدبابة الإسرائيلية قادر على هزيمة أي قوة مصرية وتشتيتها في جميع الاتجاهات، وهذا ما كان خاطئا، كان المصريون يهاجموننا وكأننا نحن من وقعنا في المصيدة لا العكس".

وقال مجيدو ": يبدو بكل قوة أن المصريين قاموا بتحليل كل نقاط ضعف الدبابات الإسرائيلية، لذلك استعانوا بكل ما لديهم من أسلحة لهزيمتنا وعلى رأسها هذا السلاح الصغير الذي فاجئنا "ساجر".

 

 

مجزرة حوتال مخشير

وقال المؤرخ الإسرائيلي إنه شهد بأم عينه ما وصفه بـ"مجزر حوتال مخشير" للدبابات الإسرائيلية بعد ساعات من العبور المصري لقناة السويس.

وأوضح انه في الأسبوع الأول من الحرب، فقد الاسرائيليون مئات الدبابات، وتآكلت ثقتهم بأنفسهم، وكان ذلك بسبب المجزرة التي تعرضت لها الدبابات في "حوتال مخشير" يوم 8 أكتوبر.

وأشار إلى أن وحدات الاحتياطي المدرعة الإسرائيلية، واجهت تشكيل مصري مجهز جيدا بتلك الأسلحة الصغيرة المضادة للدبابات.

وأضاف مجيدو: "فشل المدرعات الإسرائيلي كان بسبب افتقارنا للمعلومات حول طبيعة تسليح القوات المصرية، فلم نستعد بالمعدات والتسليح، فلم يكن لدينا مثلا بنادق آلية أو مدافع رشاشة، فلم يكن لدينا مرونة في التحرك لمواجهة جنود المشاة المصريين المجهزين بتلك الأسلحة الصغيرة القادرة على تدمير دباباتنا".

وواصل، "كان هناك فشلاً استخباراتيا كاملاً، ولم نكن على علم بأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات المصرية، لقد كان سلاح "ساجر" السوفيتي مع مصر مفاجئة بالنسبة لنا بصورة كبيرة".

وأشار إلى أن  المصريين كانوا يخرجون من قلب الظلام مستخدمين تلك الأسلحة المحمولة على الكتف ضد دباباتنا ، حتى أن القائد المساعد لسلاح الدبابات، يوسي كلاين، أصيبت دبابته بسبب صاروخ مصري أطلقه جندي يختفي خلف أحد التلال".

واستطرد :"اضطررت لأن اترك جنود زملائي قريبين مني في الميدان وأهرب، رغم أننا نتدرب على ألا نترك خلفنا أي جندي إسرائيلي حتى لو كان مقتولا، وعندما حاولوا تكريمي عقب الحرب، قلت لهم لا استحق تلك الميداليات، فأنا تركت زملائي وهربت في الميدان، تلك لم تكن حرب لقد كانت مأساة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز