عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مفتي الديار المصرية في حوار ساخن لـ"بوابة روزاليوسف": تحديات صعبة تواجه المؤسسات الدينية في مهمة تجديد الخطاب الديني

مفتي الديار المصرية في حوار ساخن لـ"بوابة روزاليوسف": تحديات صعبة تواجه المؤسسات الدينية في مهمة تجديد الخطاب الديني
مفتي الديار المصرية في حوار ساخن لـ"بوابة روزاليوسف": تحديات صعبة تواجه المؤسسات الدينية في مهمة تجديد الخطاب الديني

حوار - باهر محمد

مفتى الجمهورية: «الإخوان» خوارج دينهم الإفساد في الأرض.. والبنا مؤسس التنظيمات الإرهابية



النزاع بيننا وبين جماعات التطرف والإرهاب «قضية مفهوم الدول»

المتطرف صاحب عقلية مريضة.. لديه منطق مشوه وقلب جامد

الأسرة والجامعة عليهما مسؤولية تحصين النشء من التطرف

 

ما زالت قضية التطرف من القضايا التي تشغل المسؤولين في الدولة المصرية، حرصًا على حماية الشباب من الوقوع فريسة في براثن التطرف، لم يترك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مناسبة، إلا ووجه النداء إلى المؤسسات الدينية بضرورة إصلاح الخطاب الدعوى، جنبا إلى جنب مع جهود رجال الجيش والداخلية في اقتلاع جذور الإرهاب عسكريا، ودحر التطرف فكريًا.

ومع مرور قرابة الـ5 سنوات على أول دعوى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني، وفي احتفالية عيد الشرطة في يناير لعام 2015، «بوابة روزاليوسف» أجرت حوارا مع الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أحد القامات الدينية المعنية بالحقل الدعوى في المجتمع، للوقوف من خلاله على التحديات التي تواجه عمل المؤسسات الدينية في مهمة تطوير الخطاب الديني، وكيف ساهمت جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الأفكار المتطرفة، ومن المسؤولين عن تغذية ظاهرة الإسلاموفوبيا بالخارج، وكيف يتسنى للمجتمع تحصين شبابه من الأفكار الشاذة.

مفتي الديار المصرية، أكد في حواره، أن ما نقصده من تجديد الخطاب الديني هو إيصال صحيح الدين لكافة شرائح المجتمع بوسائل عصرية حتى يجذب الخطاب أفكار الشباب والأطفال، مشددا على أن هناك مجموعة من التحديات على رأسها تحديات العصر، فضلا على ضرورة استيعاب ثقافاته المتعددة، فضلًا على مواجهة ما يهدد الأمنَ والسلمَ العالميَ من أفكار متطرفة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة، تلك الأفكار التي شوهت صورة الإسلام الحنيف، وهناك ثلاث جهات تعد المحرك الأساسي لنشر ظاهرة الإسلاموفوبيا، حسن البنا هو الأب المؤسس للتنظيمات المتطرفة والعنيفة المعاصرة، وكذلك سيد قطب هو المنظر الرئيسي للعنف داخل الجماعة.. وإلى نص الحوار

 

في البداية.. وبعد مرور قرابة خمس سنوات على دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني.. فضيلة المفتي كيف يرى قضية تجديد الخطاب الديني؟

- ما نقصده من تجديد الخطاب الديني هو إيصال صحيح الدين لكافة شرائح المجتمع بوسائل عصرية حتى يجذب الخطاب أفكار الشباب والأطفال وجميع الفئات ويتوافق مع واقعنا المعاصر، مع الحفاظ على اقتصار الإفتاء على المؤهلين فقط لتلك العملية حتى يفهم الحكم فهمًا صحيحًا دقيقًا لائقًا بالشريعة الإسلامية.

وعند الإمعان في بعض أحكام الشرع الشريف نجد أن جزءًا منها مستقر وباقٍ لا يتغير بأي حال من الأحوال، لكنه يحتاج للوصول إلى الآخرين بوسائل عصرية وفهم مبسط وصحيح، كما أن هناك نوعًا آخر من الأحكام يتغير بحسب طبيعة الزمان والمكان ومن شخص لآخر ومن حال لأخرى، وهو ما يعرف في الفقه الإسلامي وأدبيات الفتوى بالجهات الأربع، وتعني أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والأشخاص.

وقضية تجديد الخطاب الديني كمصطلح قديمة جديدة، والتجديد قديم قدم الرسالة المحمدية، وهو روح الأمة ومأمور به شرعًا في كل وقت، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عبر عن هذا المعنى وقال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 عام من يجدد لها أمر دينها"، لهذا يجب ضرورة مراعاة قضايا الإنسان وتطورات العصر واختلاف الزمان والمكان في بناء بعض الأحكام.

ولا ننسى أن خلاصة النزاع بيننا وبين جماعات التطرف والإرهاب في قضية مفهوم الدولة، أنهم يرون الإسلام زمنًا واحدًا وشكلًا معينًا، ونمطًا ثابتًا لا يتغير ولا يتطور، فأسقطوا من كل أطروحاتهم قيد "المعاصرة" وما يمليه عليهم من إدراك للواقع بمتغيراته، وهذا المنهج يخالف ما كان عليه أسلافنا الصالحون في كافة العصور، لقد أدركوا قيمة الثوابت وحافظوا عليها، وفهموا معنى المتغيرات وتعاملوا معها على أكمل وجه يحقق مبدأ صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان.

 

إلى أين وصلت مهمة تجديد الخطاب الديني؟

- من جانبنا قطعنا شوطًا كبيرًا في هذا الملف من خلال عدة خطوات جادة للإصلاح وإطلاق مبادرات ومشروعات إفتائية مهمة، كما اقتحمت دار الإفتاء عوالم جديدة ومساحات حديثة، فكنا سباقين إلى عالم شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبحت الدار تتربع على عرش المؤسسات الدينية والإسلامية في العالم، من حيث عدد المتابعين والمهتمين حيث تخطى عدد المتابعين أكثر من 7 ملايين ونصف المليون متابع على فيس بوك فقط، كما توسعنا في منظومة العمل الإفتائي وكثفنا من جولات علماء الدار في الخارج.

وقدمت الدار العديد من أوجه الدعم والمساعدة العلمية والتأهيلية لدور الإفتاء في مختلف الأقطار، وتسعى الدار إلى قيادة قاطرة تجديد الخطاب الديني عبر تقديم النماذج الواقعية في التجديد، ومن ثم تخفيف ما لحق بالإسلام من عداء وتشويه تقوم به الجماعات المتطرفة، والتصدي لظاهرتي الفوضى والتطرف في الفتوى.

كما تستهدف الإفتاء إطلاق وتنفيذ مجموعة مشروعات مهمة من شأنها الإسهام في نقل الخطاب الديني نقلة نوعية ولعل من أهم هذه المشروعات، إطلاق الدار مشروع الميثاق العالمي للفتوى باللغات الأجنبية، وهو مبادرة مهمة في مرحلة دقيقة تسهم في وضع ضوابط محددة لعملية الإفتاء لتشكل الخيط الناظم للإفتاء الرشيد، وتزيل ما لحقه من تشويه وفوضى لتصبح مرجعًا إفتائيًّا في المجالات المختلفة، وكذلك قمنا بتدشين المؤشر العالمي للفتوى، وهو الأول من نوعه في رصد وتحليل وتفنيد ومعالجة وتقويم المشهد وفق أحدث مناهج التحليل الاستراتيجي وضبط الخطاب الإفتائي وتقديم رؤية كاشفة لمتخذي القرار.

 

ماذا عن جهود الإفتاء في مواجهة الفكر المتطرف في الداخل والخارج؟

- تم إطلاق موسوعة "جمهرة أعلام المفتين"، وهي موسوعة علمية من 3 مجلدات، تهدف إلى التعريف بأكابر المفتين حول العالم، وبيان مناهجهم العملية الأصولية والمقاصدية التي صاروا عليها في إصدار الفتاوى، إضافة إلى إطلاق "المرجع العام للمؤسسات الإفتائية" وهو دليل إرشادي ومرجع شامل للمعايير والأنظمة والقواعد والمعلومات التي تحكم منظومة الفتوى تأصيلًا وتحملًا وأداءً، فضلًا على إنشاء المنصة الإلكترونية وهي منصة مفتوحة تقدم مجموعة من البرامج والدورات التدريبية بلغات مختلفة تعمل على تزويد المسلمين بكل ما يحتاجونه من معارف ومهارات في شؤون حياتهم بصورة تفاعلية جذابة، وبذلك تكون المنصة خطوة جديدة في مواجهة الفكر بالفكر والتفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية بالداخل والخارج، ودفع الشبهات التي ألصقها مدعو التدين بالإسلام والمسلمين.

كذلك أطلقنا البرنامج التأهيلي للمتصدرين للفتوى وهو برنامج تأسيسي للقائمين على الفتوى، يمنحهم المعرفة العلمية والتطبيق العملي من خلال تقديم مقررات تعليمية إلكترونية متخصصة في العلوم الفقهية والعلوم التي تقوم بوصف الواقع، والعلوم اللازمة للربط بين المعرفة الشرعية والواقع، كما صغنا دليلًا لتفنيد أفكار المتطرفين باللغة العربية والإنجليزية، وهو أول دليل شامل ينسف أباطيل المرجفين والمتطرفين بمنهجية علمية رصينة، قيامًا بواجب الوقت في ترسيخ الوسطية والتعايش وتجفيف منابع الأفكار المتطرفة.

هذا فضلًا على إصدار 5 أعداد من مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بلغات أجنبية عدة وذلك لتأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العملي، وتحمل اسم the muslim bond وتهتم بشؤون المسلمين وقضاياهم، وتوزع إلكترونيا على المؤسسات والمراكز والجمعيات الإسلامية حول العالم، هذا إلى جانب إطلاق وحدة الرسوم المتحركة بدار الإفتاء والمخصصة للرد على أباطيل وزيف الادعاءات التي يروجها أعداء الدين بتقنية "موشن جرافيك" وذلك بهدف جذب الشباب والأطفال وكافة فئات المجتمع ومتابعتهم لتلك القضايا بأسلوب سلس ومبسط.

 

لماذا لم ينعم المجتمع حتى الآن بالفكر المستنير؟

- نظرًا لانتشار الجماعات المتطرفة وتأخر معالجات قضايا التطرف والعنف في العقود الماضية، حيث شاب بعضها خلل في الطرح والتناول، وركز العديد منها على الجوانب الاقتصادية وحدها كدافع للانضمام للتنظيمات الإرهابية، وهي الأمور التي تفاقمت مع الوقت وخلفت ظاهرة نحاول مجابهتها الآن ليل نهار، ولأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر فقد انتهجت دار الإفتاء استراتيجية لتفكيك الفكر المتطرف، اتبعت خلالها عددًا من الآليات الحديثة والوسائط المتعددة لإيصال رسالة الدار لكافة الفئات والأعمار في الداخل والخارج كان على رأسها مراكز الدار البحثية، واستحداث وحدة الدراسات الاستراتيجية، التي تنتهج في عملها مجموعة من الأدوات الرصدية، كذلك دشنت الدار مؤخرًا مجموعة مشروعات تصب جميعها في صالح تفكيك الفكر المتطرف، ورصد الجماعات المتطرفة ومعاقلها وأفكارها، ونشر الفكر المستنير وإعلاء قيم الدين الوسطية السمحة.

 

ما التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في مهمة إصلاح الحقل الدعوي؟

- أمامنا مجموعة تحديات على رأسها تحديات العصر، وضرورة استيعاب ثقافاته المتعددة، فضلًا على مواجهة ما يهدد الأمنَ والسلمَ العالميَ من أفكار متطرفة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة، تلك الأفكار التي شوهت صورة الإسلام الحنيف، الذي جعله الله دين أمن وسلام، ومحبة وتعايش، وقامت على مبادئه السمحة حضارة العمران، وتعاليم التسامح والتعايش، بالإضافة إلى الظرف العالمي الصعب الذي يعاني منه العالم أجمع متمثلًا في الإرهاب الأسود فما زالت تهديدات جماعات الظلام الإرهابية تلقي بظلالها على العالم بأسره الأمر الذي يتطلب تكاتف الجميع ومواجهه من نوع خاص وتحديد أولويات في الإصلاح بشكل عام، ناهيك عن بعض التيارات المعاصرة الصارفة عن قبول دعوات التجديد دون وعي معتبرين أنها دعوة غربية لهدم الإسلام، فضلًا على الانقسام وتبادل الاتهامات، والرمي بالجهالة، ومن المتطرفين فكريًّا من يشعل الأزمات ولا تزال أفكارهم المتردية تسيطر على فكر بعض الناشئة، كل هذه عقبات تواجهنا وتنعكس سلبًا على إصلاح الحقل الدعوي.

 

ما المأمول من مؤتمر الإفتاء العالمي المقبل؟

- نهدف في المقام الأول إلى إحداث حالة حراك إيجابي في ملف الخلاف الفقهي، وتفعيل استثماره على نحو يفيد المجتمع المسلم بل والإنسانية جمعاء ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه.

هذا إلى جانب التركيز على إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، فضلًا على تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، وكذلك تطوير طائفة من الأفكار التي تتبنى إنشاء برامج إعلامية ونشاطات اجتماعية يتشارك فيها علماء المذاهب المختلفة تكون مرشدة لأتباع هذه المذاهب وداعمة للتسامح، كما نتطلع إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات المعنية في ختام وقائع المؤتمر.

 

لماذا وضعت دار الإفتاء هذا العنوان لمؤتمرها العالمي؟

- انطلق عنوان وفكرة المؤتمر في إطار إرادة حقيقية لا تقف عند معالجة المشكلات الفكرية والأخلاقية في تناول الخلاف الفقهي، وإنما تمتد إلى نية صادقة لاستثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة بعمومها خصوصها على المستوى المحلي والصعيد الإنساني.

 

كيف ينظر فضيلة المفتي لعقلية المتطرف؟

- المتطرف صاحب عقلية مريضة لا تقدر معنى الوطن والدين.. لديه منطق مشوه وقلب جامد، والكارثة الكبرى التي ستلاحق العالم شرقًا وغربًا هي نمو الفكر المتطرف وتزايد أعداد المنضمين لتلك الجماعات في مختلف بلدان العالم، وهؤلاء المتطرفون يعتمدون المنهج الحرفي في تفسير النصوص الدينية، لأن أيًّا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام في مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أي أساس ديني، فهم يسعون فقط ليعيثوا في الأرض فسادًا ولنشر الفوضى في أرجاء العالم.

 

ما الآليات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية في تغذية عناصرها بالأفكار المتطرفة؟

- التنظيمات المتطرفة لديهم وسائل عديدة لتأجيج المشاعر ونشر أفكارهم السامة وجذب واستقطاب الناس، لعل أهم آلياتهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة التأثير على المجتمعات من خلالها وكذلك تنفيذ عملياتهم الإرهابية، فضلا على أن تلك الجماعات المتطرفة أصبحت تركز في تنفيذ عملياتها الإرهابية على فتاوى قادتهم تُنشر عبر أدوات و«جروبات» اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضاء تلك الجماعات، مثل برنامج «التليجرام».

 

ما الفرق بين عقلية المتطرف والانتحاري؟

- لا يوجد فارق كبير بينهما، فكلاهما في نهاية الأمر متطرف، إلا أن الانتحاري هو شخص تم إشباعه بمجموعة هائلة من الأفكار المتطرفة ومحو تفكيره لترسيخ أفكار التطرف العنيف، وعلى الأرجح أيضا فالشخص الانتحاري هو شخص مضطرب نفسيًّا في الأساس لذلك يسهل إعادة تشكيل أفكاره وزرع تلك الأفكار الشيطانية برأسه.

 

كيف يتسنى للمجتمع تحصين شبابه من الوقوع فريسة للتطرف؟

- للأسرة دور كبير كما على المدرسة دور أيضا والجامعة كذلك، فضلًا على المؤسسات المعنية بالشباب والنشء، كل هؤلاء عليهم عبء كبير في تشكيل وعي الشاب من أول صباه، ونحن في دار الإفتاء أطلقنا عددًا من المنصات الإلكترونية لمحاولة إيجاد آلية جديدة للتواصل مع الشباب، وتحصين الشباب من تلك الأفكار لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة التي تنفذ أجندات كبيرة تستغل فيها طاقة الشباب وتوجهها لهدم المجتمعات، كما أن الفضاء الإلكتروني يحتوي على الطيب والخبيث، والجماعات المتطرفة تحاول النفاذ من خلال هذا الخبيث إلى عقول الشباب ببث الأفكار الهدامة في عقولهم.

ولدينا بروتوكول تعاون بين دار الإفتاء ووزارة الشباب لإعداد جيل من الشباب أكثر حفاظًا على تعاليم الإسلام الوسطية ويهدف إلى تفسير الفتاوى الخاطئة، فضلًا على حرصنا على عقد المجالس الإفتائية في مراكز الشباب بالمحافظات للتوعية بخطورة الفكر المتطرف.

 

ما آليات الدار في مواجهة التطرف؟

- سبق أن أشرت إلى أن الدار استحدثت مجموعة من الأقسام والمشاريع لمواجهة الفكر المتطرف وإيصال رسالتها داخليًّا وخارجيًّا، وأصدرنا عددًا من الدراسات النوعية الهادفة لتفكيك الفكر المتطرف ودحض دعاوى الإرهابيين، كما دشنا خلال العام المنصرم عددًا من المشروعات التي تستهدف صُلب قضية التطرف وتفكيك الأفكار المتطرفة، فأطلقت المؤشر العالمي للفتوى كأول مؤشر من نوعه مَعْنيٍّ برصد فتاوى أي محيط جغرافي بشكل إحصائي دقيق، وكذلك دشنت وحدة "الرسوم المتحركة" التي خصصت لإنتاج أفلام "موشن جرافيك" ترد على الفتاوى المتطرفة وتدحض الأفكار الشاذة بأسلوب مبسط يصل إلى الجموع.

وانتهجت دار الإفتاء المصرية مسارات متنوعة بمعاونة ذراعها البحثية متمثلة في مراكز الدار البحثية ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي يعتني بدوره بتحديد مختلف ظواهر التطرف وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، وصولًا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة، وتقديم برامج عمل وخطوات لتحقيق هذا الهدف، كما يقدم المرصد العون والدعم للمؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية في مواجهة تلك الظاهرة وآثارها.

 

من وجهة نظر فضيلة المفتي.. من يغذي الإسلاموفوبيا في الخارج؟

- هناك ثلاث جهات تعد المحرك الأساسي لنشر ظاهرة الإسلاموفوبيا وهي: اليمين المتطرف الذي يبث خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين بشكل مستمر، وبعض المراكز الإسلامية العاملة برعاية بعد الدول التي تتبنى خطابًا متطرفًا وتدعم الإرهاب مثل قطر وتركيا، ثم وسائل الإعلام الغربية التي تعمل على تشويه كل ما هو إسلامي ووصمه بالإرهاب والتطرف.

 

ما الحكم الشرعي لجرائم الإخوان في حق الوطن؟

- الإخوان مثل الخوارج دينهم الإفساد في الأرض، وسفك الدماء، وجرائم الإخوان تندرج تحت حكم الإفساد في الأرض، وتعمل الجماعة الإرهابية على محاربة كل أشكال الحضارة، وإسقاط نظام المجتمع، وجعلوا من شروط الإسلام الخصومة والبغض والصدام مع الخلق، وقد جاء الأمر بعقوبة المفسدين أعظم عقوبة؛ ويقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

 

هل باتت أفكار سيد قطب والبنا ملاذًا آمنًا للمتطرفين؟

- حسن البنا هو الأب المؤسس للتنظيمات المتطرفة والعنيفة المعاصرة، وكذلك سيد قطب هو المنظر الرئيسي للعنف داخل الجماعة، وسعت الجماعة إلى شرعنة العنف وتغليفه بصبغة دينية تحت رايه الجهاد.

وهو الأمر الذي اعترف به المرشد الخامس للجماعة مصطفى مشهور عندما قال في إحدى محاضراته: "إن لفظ الإرهاب هو من ألفاظ القرآن الكريم، وهو عقيدة إسلامية خالصة، ليس هو فقط، ولكن أيضا لفظ الرعب، فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألا ننهزم نفسيًّا من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون"، ويتشابه هذه النهج مع نهج عبد الفتاح مورو عضو الجماعة الإسلامية بتونس والتي أصبحت فيما بعد حركة النهضة وهي الفرع التونسي لجماعة الإخوان عندما صرح أيضا في ندوة لأعضاء التنظيم: "إن خطنا السياسي هو خط الرفض لكل ما هو قائم بدءًا بالمجتمع الذي نعتبره كافرًا وإن صلى وصام وحج، وكذلك الحزب الحاكم، فهو دائرة من دوائر هذا الكفر ومن دخل فيه يصبح كافرًا".

 

ما المحاذير الشرعية لقضية تجميد البويضات؟

- وضعنا شروطًا لإتمام تلك العملية وفق الشرع الشريف، وهي أن تتم عملية التخصيب بين زوجين قائمة بينها علاقة الزوجية ومستمرة وليس بعد الطلاق أو الوفاة، فيتم استخراج البويضة واستدخالها بعد التخصيب في المرأة أثناء قيام علاقة الزوجية بينها وبين صاحب الحيوان المنوي، ولا يجوز ذلك بعد انفصام عرى الزوجية بين الرجل والمرأة بوفاة أو طلاق أو غيرهما، وأن تحفظ اللقاحات المخصبة بشكل أمن تمامًا، وألا يتم وضع اللقيحة في رَحِمٍ أجنبيةٍ غير رحم صاحبة البويضة الملقحة لا تبرعًا ولا بمعاوضة، وألا يكون لعملية تجميد البويضة آثار جانبية سلبية على الجنين.

 

ما المناصب التي لا يجوز للمرأة أن تتولاها شرعًا؟

- المرأة شقيقة الرجل في كافة التكاليف الشرعية والتاريخ الإسلامي يوضح ذلك، حيث إن بيعة نساء الأنصار لسيدنا محمد صلى الله عليه وآل وسلم هي بمثابة العمل السياسي والمرأة تمثل نصف المجتمع وتؤثر في النصف الآخر، وتولي المرأة لأي منصب هو تتويج لجهودها وخبرتها وكفاءتها كما أنه يقدم العديد من الرسائل ويظهر أن المرأة قادرة على العطاء في كافة المجالات ويقدم شكلًا حضاريًّا لمصرنا الغالية والتاريخ المصري والإسلامي يزخر بالعديد من النماذج النسائية المشرفة في شتى المجالات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز