عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مفتي الأردن: أمتنا تعاني من فوضى أخلاقية وصراع تيارات

مفتي الأردن: أمتنا تعاني من فوضى أخلاقية وصراع تيارات
مفتي الأردن: أمتنا تعاني من فوضى أخلاقية وصراع تيارات

كتب - باهر محمد

أعرب الدكتور محمد الخلايلة– المفتي العالم للمملكة الأردنية الهاشمية- عن امتنانه بالمشاركة في المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قائلا: على هذه الأرض الطيبة أحييكم بتحية الإسلام، واسمحوا لي أن أشكر دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم في مقرها بجمهورية مصر العربية والتي نسأل الله أن يحفظ مصر شعبا ورئيسا وحكومة.



وتابع الخلايلة مثمنا حسن اختيار الأمانة العامة لموضوع المؤتمر هذا العام حول إدارة الخلاف الفقهي والتعامل معه بأسلوب حضاري، لافتا إلى أن التعامل مع الخلاف بأسلوب علمي هو الأسلوب السائد وكلنا يدرك ثناء الإمام أحمد للشافعي وقد خالفه في الكثير من المسائل، هكذا كان يتسم الأدب في التعامل مع الأسلوب الحضاري في إدارة الخلاف الفقهي.

وأوضح أن أدب الاختلاف أصل عتيد في شريعتنا الإسلامية وليس محل خلاف أو اختلاف، وقد نهل الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من معين هذا الأدب وارتشفوا من رحيقه.

ولفت الخلايلة النظر إلى أن الاختلاف واقع لا محالة لعوامل متنوعة، في مسائل تختلف فيها المدارك والأفهام، ولهذا لم يقصد سلفنا الصالح الاختلاف لذاته، بل كان الهدف عند الجميع هو القصد إلى موافقة الشارع فيما قصد، لذا فإن المختلفين وإن اختلفوا في مسألة معينة فهم متفقون من جهة القصد إلى موافقة الشارع والوصول إلى مراده،

فالمجتهد الذي يملك أدوات الاجتهاد مأجور على الاجتهاد سواء أصاب أو اخطأ، ونتساءل اليوم كيف سيطر هذا الأدب الجم على الخطاب المعاصر؟

وأضاف فضيلته أن فوضى الواقع والانحياز إلى أفكار منحرفه قد ذهب بهذا الأدب وأصبح الخلاف مذموما ينطوي على الغرور والتعصب لاتجاهات معينة وأقوال أشخاص وجماعات ولو كان في هذا مخالفة صريحة للأدلة الشرعية.

فمتى كان في فقهنا الإسلامي أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيد؟! كما أصبح الرد على المخالف بالسب والطعن في العلماء، ولا نعتقد أن هناك فوضى في الفتوى في هذا الزمن بقدر ما نشعر أن هناك فوضى أخلاقية وصراع تيارات عمت العقول عن إدراك الخلاف، ونتمنى أن نجد ردودا شرعية وقبولا للرأي الآخر لأن الفوضى جرفت الكثير من الإقدام والأذهان وانساق معها الكثير أنها أهواء تلاعبت بكثير من العوام.

ودعا فضيلته إلى الاجتهاد الجماعي خاصة في القضايا التي تهم الأمة جمعيا لضبط مقاصدها، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار الصحابة في أكثر من واقعة، ولو عدنا إلى سنوات مضت وتتبعنا الكثير من الفتاوى ووضعناها في ميزان العدل والمقاصد والمآلات لوجدنا حجم الخطر الكبير الذي يحيق بنا، فالواجب الشرعي يحتم علينا أن نتناصح ونتبادل وجهات النظر، وأدب الاختلاف يجب ألا يضيع في خضم الواقع الذي نعيشه لنرأب الصدع الذي الم بمجتمعنا.

يشار إلى أن فعاليات النسخة الخامسة من المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بدأت منذ صباح اليوم بالقاهرة تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، حيث شهدت الفعاليات المنظمة تحت عنوان " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" حضور نُخبة مِنَ السادةِ العلماءِ والمُفتينَ والسفراء ورجال الدولة والباحثِينَ المتخصصينِ مِنْ مُخْتَلِفِ البلدانِ، ومن المنتظر أن تستمر وقائعه وجلسات حتى غدا الأربعاء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز