عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خطيئة سعد الشاذلي في استشهاد أسطورة الصاعقة المصرية

خطيئة سعد الشاذلي في استشهاد أسطورة الصاعقة المصرية
خطيئة سعد الشاذلي في استشهاد أسطورة الصاعقة المصرية

كتب - عادل عبدالمحسن

القائد الذهبي لإبراهيم الرفاعي: "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صواريخ يا رفاعي"



خلال حوار أجراه الزميل محمد هاشم مع البطل الحقيقي لعملية "الممر" اللواء محيي نوح، الذي جسد شخصيته فيها الفنان أحمد عز، كشف اللواء محيي نوح خلال هذا الحوار بصفته رفيق درب أسطورة الصاعقة المصرية قائد المجموعة "39 قتال" الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي، الذي استشهد في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 1973 عندما أمره الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الأسبق بأن يلغى عملية نسف الكوبري الذي أقامه الإسرائيليون للعبور من ثغرة الدفرسوار ويعمل على مدفع لمواجهة القوات الإسرائيلية رغم أنه غير مدرب على المواجهة الميدانية وليست من مهامه هذا النوع من القتال.

وبينما كان الشهيد على مدفع أعلى تبة واللواء محيي نوح على مدفع آخر أسفلها استهدفت دبابة إسرائيلية الشهيد ليفارق الحياة شهيدا في ليلة وترية من شهر رمضان المبارك يوم 23 رمضان الموافق 19 أكتوبر سنة 1973 ليحفر اسمه من نور في سجل الوطن.

وعندما علم الرئيس الراحل محمد أنور السادات باستشهاد الرفاعي عنف الشاذلي وكانت هذه الواقعة أحد أسبابه إقالة سعد الدين الشاذلي من رئاسة الأركان.

كان الشهيد البطل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي قد ولد يوم 27 يونيو عام 1931، بقرية الخلالة، التابعة لمركز بلقاس، في محافظة الدقهلية.

والتحق بالكلية الحربية عام 1951، وتخرج فيها عام 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة، وكان ضمن أول فرقة لقوات الصاعقة عام 1955 في منطقة أبو عجيلة بسيناء، لفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير.

وتم تعيينه مدرسًا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد الباسلة، وبعدها التحق بفرقة "مدرسة المظلات" ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات.

بعدها سافر إلى الاتحاد السوفيتي عام 1959، حيث حصل على دورة استطلاع، وعقب عودته شارك في حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذي استشهد خلالها ثم حصل على ترقية استثنائية عقب مشاركته في عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات استطلاعية على المحور الشمالي.

وعقب الهزيمة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعي تكليفًا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية وقتذاك، بتكوين مجموعة قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو.

كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة.

وفي مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض– أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية.. وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت عديدًا منها على طول خط برليف.

ولذلك، فقد أمر الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك، الرفاعي ومجموعته، قائلًا: "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا".

ومع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها البطل وصار الانضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء، فصار اختيار اسم لهذه المجموعة أمرا ضروريا، وبالفعل أُطلق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 واختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وهو نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948.

وعبر البطل الشهيد برجاله قناة السويس واستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بـ3 صواريخ. كما نجح الرفاعي في أسر ضابط إسرائيلي عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم دانى شمعون، بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة، وأحدثت هذه العملية دويًا هائلًا في الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ.

وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض طلب الرئيس جمال عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوي ومدوٍ حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6، الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سببًا في استشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرا إسرائيليا.

حتى إن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن في 9 مارس 1969، يفيد أن جنودهم تم قتلهم بوحشية، ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مره على القطاع المحتل منذ 67، ويبقى مرفوعًا قرابة الثلاثة أشهر.

وفي صباح السادس من أكتوبر داهم عميد الصاعقة الرفاعي محطة بترول بلاعيم لتكون أول عملية مصرية في عمق الأراضي المحتلة، وفي صباح اليوم التالي في السابع من أكتوبر هاجم الرفاعي ومجموعته مطار شرم الشيخ، وهجوم ثالث في التاسع من أكتوبر.

وفي اليوم العاشر من أكتوبر هاجم وحش الصاعقة ورجاله مطار الطور الذي تتمركز فيه القوات الإسرائيلية، واستطاع في هذا اليوم قتل جميع الطيارين الإسرائيليين المتواجدين في المطار، ليدك بعدها مطار الطور مرة ثانية في 14 أكتوبر.

وفي اليومين التاليين من 15 و16 أكتوبر هاجم الرفاعي وفرقته آبار البترول في الطور، وكانت تلك الضربة الأقوى تأثيرًا في تشتيت دقة وتقليل كفاءة تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية آنذاك.

وفي يوم 18 أكتوبر، وبعد أن حدثت ثغرة الدفرسوار، تقدم شارون، ومعه 200 دبابة، وبرفقته لواء من جنود المظلات الإسرائيلية وهم أكفأ جنود الجيش الإسرائيلي ويحميه الطيران الإسرائيلي، وتقدمت هذه القوة الكبرى للاستيلاء على مدينة الإسماعيلية، وتم الدفع باللواء 23 مدرع ليواجه القوات الإسرائيلية، ولكنه تكبد خسائر فادحة، بسبب ستائر مقذوفات صواريخ "تاوTOW " الموجهة المضادة للدروع، والدعم الجوي المكثف.

وصدرت الأوامر للرفاعي بالرجوع للإسماعيلية للتصدي للقوات الإسرائيلية لتدمير المعبر الذي أقامه العدو، وعندما رأى الرفاعي ورجاله جثامين الشهداء من القوات المسلحة وما فعله الإسرائيليون بجنودنا، صرخ قائلا: الرجل بدبابة يا أولاد.. وانطلقت مجموعة الأبطال لتوقف الزحف الإسرائيلي، ليدعي شارون الإصابة ويربط رأسه، ويطلب مروحية لتنشله من جحيم الرفاعي ورجاله، مما دفع الجنرال شموئيل جونين، قائد جبهة سيناء في ذلك الوقت بالمطالبة بمحاكمة شارون لفراره من أرض المعركة، وأثناء اشتباك الرفاعي مع الدبابات الإسرائيلية، تم كشف موقعه لتقوم دبابة باستهدافه بقذيفة، ليصاب بشظية في القلب، ويتم نقله لمستشفى الجلاء العسكري، ولكن، ونتيجة للإصابة، ينال إبراهيم الرفاعي الشهادة ويلقى ربه، يوم الجمعة 19 أكتوبر23 رمضان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز