بالفيديو والصور.. هجوم كيماوي تركي يحرق عددًا من السوريين

كتب - عادل عبدالمحسن

طفل سوري يتوسل: "أبي أوقف الحرق" بعد إصابته في "هجوم كيماوي" في سوريا

الأمم المتحدة تفتح تحقيقًا في استخدام تركيا أسلحة "ويلي بيت" المحظورة

أظهرت مقاطع فيديو بشعة طفلا سوريا صغيرا مغطى بحروق "كيميائية" عميقة في أعقاب القصف التركي المستمر للأكراد بشمال سوريا.

وقالت صحيفة مترو البريطانية: إن الفيديو تم تصويره في مستشفى بتل تمر المجاورة لمدينة رأس العين الحدودية في وسط أعنف المعارك.

ويسمع في الفيديو صوت طفل وهو يصرخ "أبي أوقف الحرق.. أتوسل إليكم" قبل أن يتمكن الأطباء من إعطائه المورفين بعد أن ظل 12 ساعة يعاني من الألم في انتظار العلاج.

وقال هاميش دي بريتون جوردون، خبير الأسلحة الكيماوية البريطاني: إن الجروح ناتجة عن استخدام الفسفور الأبيض بالأسلحة الكيميائية، مشيرًا إلى الفسفور الأبيض هو الوحيد الذي يؤدي إلى حدوث هذا النوع من الحرائق في الجسم، إذ إن الفسفور الأبيض يلتصق بالجلد ويحترق عند التلامس مع الرطوبة. ولا يمكن إخماده، وفي بعض الحالات يمكن أن يحرق جسم الإنسان حتى يصل إلى العظم.

وأشار خبير الأسلحة الكيماوية البريطاني إلى أن الفسفور الأبيض سلاح مروع، وقد استخدم مرارًا وتكرارًا أثناء الحرب الأهلية السورية؛ لسوء الحظ، أصبح استخدامه طبيعيًا بشكل متزايد.

وقال الحقوقي رامي عبد الرحمن: إن هناك طفرة في الاحتراق. جروح اليومين الماضيين، معظمهم من الضحايا الذين نقلوا من منطقة رأس العين. وهي أعراض ناتجة عن استخدام أسلحة كيماوية مثل التي استخدمتها القوات الأمريكية خلال حرب فيتنام، كالنابالم والمواد الكيميائية.

وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة أنها تحقق في اتهامات باستخدام تركيا السلاح المحظور، المعروف باسم "ويلي بيت" الذي تم استخدامه في فيتنام.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيضا إنها "على دراية بالوضع وتقوم بجمع معلومات فيما يتعلق بإمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية".

وكانت وسائل إعلام كردية قد نشرت "الفيديو" إلى جانب سلسلة من الصور من مستشفى آخر في الحسكة، بالقرب من رأس العين، وتظهر الصبيان الذين يعانون من حروق شديدة في وجوههم.

واتهمت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا تركيا باستخدام ذخائر "النابالم والفوسفور الأبيض".

ودعا متحدث باسم القوات الديمقراطية السورية، المنظمات الدولية إلى إرسال خبراء. وقال موستيفا بالي في وسائل التواصل الاجتماعي "نحث المنظمات الدولية على إرسال فرقها للتحقيق في بعض الجروح التي أصيبت بها في الهجمات."

يذكر أن التقاط جميع الصور والفيديو قد تم قبل بدء سريان وقف إطلاق النار، الذي تفاوض عليه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس مع تركيا، مساء الخميس. وبموجب شروط الصفقة، قالت تركيا إنها ستوقف هجومها على شمال سوريا لمدة خمسة أيام للسماح للقوات الكردية بالانسحاب من "منطقة آمنة" بعرض 20 ميلًا يريد الرئيس التركي أردوغان إنشاؤها على طول الحدود. لكن وردت صباح أمس أنباء عن قصف وإطلاق نار في رأس العين، في خرق لوقف إطلاق النار.

وكان التوغل التركي في الأراضي السورية قد أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وأجبر أكثر من 300 ألف شخص على الفرار من ديارهم منذ بدء القتال هذا الشهر.