عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لواء عبد الرحمن محروس يكتب: مفهوم الأمن القومي وعلاقته بأمن الخليج

لواء عبد الرحمن محروس يكتب: مفهوم الأمن القومي وعلاقته بأمن الخليج
لواء عبد الرحمن محروس يكتب: مفهوم الأمن القومي وعلاقته بأمن الخليج

الأمن القومي هو قدرة الدولة على حماية أمنها الداخلي والخارجي، وهو السياج الأمني الذي يحمي الوطن ضد التهديدات الخارجية بما يهيئ أنسب الظروف للعمل الوطني مع تحقيق أعلى معدلات في القوة العسكرية والتنمية الشاملة والتقدم البناء وازدهارها والقدرة على مواجهة الأزمات والكوارث والتحديات والعدائيات فضلا على ارتباطه الوثيق بأمن الخليج.



 أن أي خلافات أو اختلافات بين الدول العربية في وجهات النظر فهي مؤقتة وسرعان ما تختفي، ولا يمكن لمصر أن تقبل بأي مضايقات للخليج وأقاليمه، ولا تقبل أيضا بوجود جماعات ”إرهابية“ سواء على أرضها والوطن العربي بأكمله تنفذ مخططات إقليمية ضد دول الخليج أو تهديدات عسكرية، وأن أحد أهم المعادلات المصرية الرئيسية في إدارة التوازنات الإقليمية تتمثل في الحفاظ على أوضاع المنطقة وقواها، دون أي إخلال بها، بمعنى الحفاظ على القوى القائمة دون مساس أو حدوث اضطرابات، وتساعد على تطويرها وزيادة قوتها.

إن أمن مصر يمتدّ من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب “مسافة السكة“، ليست بالعبارة المستهلكة، وستظل حاضرة في التعامل مع الخليج.

إن منطقة الخليج العربي تواجه تهديدات أمنية غير مسبوقة، وأمن منطقة الخليج العربي يمثل بالنسبة لمصر إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي العربي كما يرتبط ارتباطًا عضويًا بالأمن القومي.

إن أي تهديد يواجه أمن الخليج يقتضي منا وقفة حاسمة لمواجهته ينبغي تدعيم قدراتنا الذاتية على مواجهة التهديدات الإرهابية، كما ينبغي التعامل مع جميع مصادر التهديد لأمن المنطقة.

والتعامل بالتوازي مع جميع مصادر التهديد لأمن المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية والمصدر الأول لعدم الاستقرار في المنطقة.

ومن دون تصور واضح لمعالجة الأزمات المستمرة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، واستعادة وحدة هذه الدول وسيادتها وتحقيق طموحات شعوبها في الحرية والحياة الكريمة في ظل دول موحدة ذات سيادة، وليست مرتهنة لإرادة وتدخلات وأطماع دول إقليمية أو خارجية أو أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية والطائفية.

إلا أنه لا يزال أمام دول الخليج فرص للتكتّل والوحدة التي تفضي إلى كيان موحد في مواجهة أيّ تهديدات خارجية لبلوغ هذا الهدف، حيث تتسم الأوضاع الدولية في منطقة الشرق الأوسط بالتعقيد والتحوّل المستمرّ، وتخفي زخما متداخلا ومتراكما ومتناميا من التحديات والمخاطر والتهديدات المرتبطة بالأدوار والمصالح والأجندات الخارجية في منطقة الخليج.

ومن الطبيعيّ أن تتأثّر دول الخليج، بجميع الأزمات المحيطة بالمنطقة الخليجية ذات الأهمية الاستراتيجيّة، بدءًا بالصراع العربيّ– الإسرائيليّ، إلى الخلاف الغربيّ– الإيرانيّ حول البرنامج النوويّ لإيران، ونتائج التحوّلات التي فرضتها الثورات العربية في مصر وسوريا وليبيا واليمن والان في لبنان، والحرب على الإرهاب والحملة الدولية للقضاء على تنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة “داعش”، إضافة إلى تنامي الصراع الطائفيّ الشيعيّ– السنيّ، وتمثّلاته وامتداده في البحرين والعراق وسوريا ولبنان واليمن، والأزمات المحتملة والمتكرّرة لتصدير النفط، وتقلبات أسعاره، نتيجة الحرب في ليبيا، وغيرها من الدول النفطية التي تعرف صراعات وأزمات سياسية واقتصادية وخطط خارجية لتفتيت الشرق الأوسط، تتطلّب وعيا كبيرا واتحادا قويا.

وقد جاءت تصريحات السيد الرئيس في منتدى الشباب العالمي أكد فيه أن مصر على علم بحجم التآمر على دول الخليج، وأنها ستقف مساندة لأشقائها في قضاياهم، ولن تتركهم، فمصر تعد المدافع الأول عن أمن دول الخليج، ومصالحها وهذا يتضح في العديد من القضايا والمواقف التي أظهرت فيها مصر تعاونها ودفاعها عن أشقائها الخليجيين.

وهذه رسالة قوية لكل الطامعين والمغرضين تؤكد قوة مصر ورفضها أي تدخل في الشأن الخليجي وأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمننا القومي وأن مصر مستعدة لحماية الأشقاء إشارة إلى قوة العلاقات والترابط القائم بين القاهرة ودول الخليج، وتفعيل خطة الدفاع المشترك والتعاون المتبادل وأن القاهرة لا تفصل بين أمنها وبين أمن الخليج، وأن مصر تقف بجوار أشقائها الخليجيين طول الوقت.

إن موقف الدولة في مصر الرافض للميليشيات والفوضى والتنظيمات يؤكد استمرار المعركة مع الإرهاب حول أمن دول الخليج وهي تعبر عن عمق العلاقات المصرية مع الأشقاء الخليجيين، ورفض أي مساعٍ للتدخل في شؤون الدول الخليجية.

 

*خبير أمني في شؤون مكافحة الفساد والإرهاب

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز