عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لواء عبد الرحمن محروس يكتب: راجح والبنا وخيانة وطن

لواء عبد الرحمن محروس يكتب: راجح والبنا وخيانة وطن
لواء عبد الرحمن محروس يكتب: راجح والبنا وخيانة وطن

يحدث في جميع دول العالم قتل وسرقة واغتصاب وما شابه ذلك.. وأصبحت هذه الجرائم في عالمنا المعاصر شيئا عاديا جدا، فهي نتاج لمشاكل كثيرة مثل الفقر والجهل والمرض وخلافه.. وقد تجد عشرات الجرائم من تلك النوعية تمر مرور الكرام باعتبارها شيئا مكررا وأصبحت من سنن الحياة.



لكن واقعة تعدي المدعو المتهم راجح على المجني عليه البنا رحمه الله لها رأى آخر وقد تبنى هذا الرأي الشياطين الذين ليس لهم ملة ولا دين ولا وطن .. فهؤلاء يعلمون أن سن راجح ومن خلال بطاقة الرقم القومي اقل من ١٨ سنة ووفقا لقانون الطفل (الأحداث) ان المادة ١١١ نصت على أنه لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذي لم تتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة.. وبناء على ذلك فإذا كانت سن المتهم فعلا اقل من ١٨ سنة حتى ولو بضعة أيام فبالتأكيد فإن المحكمة لم تحكم بالإعدام طبقا للنص القانوني السابق باعتبار أننا دولة قانون ومؤسسات أما اذا كان سن المتهم أزيد من ١٨ سنة ولو بيوم وهناك جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد فإن المحكمة ستحكم بالإعدام قطعا.. ففي تلك القضية والتي أخذت زخما كبيرا على السوشيال ميديا وأصبحت حديث الشارع والكل يطالب بحق البنا.. وفي الأصل وبدون هذا الزخم أو الرأي العام المثار فإن الجهات المعنية كلا قام بواجبه على أكمل وجه وما تمليه عليه المسؤولية كإجراء يتم عادي جدا في مثل تلك الحالات.. فقد قامت الشرطة بالقبض على المتهم فور وقوع الجريمة وأحالته للنيابة العامة والتي قامت بدورها وفتحت تحقيقا عاجلا باعتبار ان هناك جريمة قتل ووصفت الواقعة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد ثم إحالة النيابة العامة الأوراق إلى محكمة الجنايات والتي حددت جلسة للنظر في القضية وان الجلسات ستتوالى طبقا لقانون الإجراءات الجنائية والعقوبات حتى يطمئن قلبها للوصول إلى حقيقة الواقعة وهذا بالطبع سيأخذ بعضا من الوقت (أمر طبيعي).. فلماذا كل هذا التشكيك في مؤسسات الدولة كل يقوم بواجبه طبقا لنصوص القانون.. وان ما يثير الضحك والهراء ما أشيع مؤخرا من الشياطين بأن جد المتهم لواء شرطة سابق وسوف يؤثر على التحقيقات.. وهل وصلت بنا السذاجة لتلك الدرجة.. أنت في دولة قانون حاكمت رؤساء ووزراء وقضاة وضباط وحكمت عليهم وأدخلتهم السجون ونفذوا العقوبة فهل لا تستطيع أن تحاكم "عيل" لأن جده لواء شرطه سابق.. وان الشياطين يعلمون ذلك جيدا لكنهم بيتاجروا بدم شهيد قتيل مع الشباب صغار السن والبسطاء من الناس وبعض من الجهلة الذين لا يفقهون القانون لكي يحققوا أغراضا دنيئة وبلبلة وقلائل وفتنا بالدولة لا أنزل الله بها من سلطان وينفذون أجندات خارجية مقابل الحصول على حفنة دولارات والدليل على ذلك بيان وزارة الداخلية التي قالت فيه:

تمكن قطاع الأمن الوطني من رصد محاولة الإخوان استغلال حادث الاعتداء على طالب المنوفية محمود البنا مما أدى لوفاته، في تأليب الرأي العام وإثارة الفوضى والبلبلة في أوساط المواطنين.

تم تحديد العناصر القائمة على هذا التحرك وعددهم (22) وضبطهم عقب تقنين الإجراءات حيالهم.

عثر بحوزتهم على (ملصقات إثارية- إسبراي- أسلحة بيضاء- وطبنجتي صوت- رشاش صوت) بهدف استغلالها لإثارة حالة من الفوضى والشغب وقطع الطريق وتعطيل حركة المرور أمام مقر محاكمة المتهم بمدينة شبين الكوم خلال جلسة محاكمته.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتوالي نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات.

فإذا حكمت المحكمة بإعدام المتهم هللوا وشيعوا بأنهم أثروا على المحكمة، واذا حكمت بالسجن أيضا هللوا وشيعوا بين الناس أن هناك رشاوى وتدخلات ووساطة أثرت على المحكمة (وهذا شيء مستحيل) فهما في كلتا الحالتين فائزين وان ما فعلوه لجعل تلك القضية قضية رأي عام، ما هي إلا فرشة وإثارة وتجهيز وتقليب الرأي العام على الدولة.. فالمتهم مقبوض عليه بالسجن ويحاكم الان فما هي المشكلة لديكم.

اتركوا القضاء يقول كلمته ويحكم طبقا للقانون فنحن نعيش في دولة القانون وليست غابه تصدر فيها أحكام لما يريده الرأي العام أو مواقع التواصل الاجتماعي.. ما يفعله الشياطين الآن ما هو الا فتنة، المقصود منها سقوط الدولة ووقوعها.. فهذا أمر مستبعد تماما فمصر التي خلقت قبل التاريخ لن تسقط ابدا فإن الله الذي تجلى على أرضها فهو يحميها.. كفاكم أيها الشياطين خيانة الوطن.

 

*خبير أمني لشؤون مكافحة الفساد والإرهاب

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز