"الواشنطن بوست": القوات الأمريكية اتصلت بـ"البغدادي" للاستسلام وطاردته بكلب في نفق

كتب - عادل عبدالمحسن

استقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المستشارين في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، مساء يوم السبت، عندما انطلقت قوات العمليات الخاصة الأمريكية على بعد أكثر من 6 آلاف ميل من أجل تنفيذ واحدة من أهم عمليات مكافحة الإرهاب في حملتها ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت 8 طائرات هليكوبتر أمريكية قد أقلعت من العراق، وطارت مئات الأميال في جنح الظلام في صباح الأحد الباكر إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية لاستهداف أبو بكر البغدادي، المؤسس الوحشي وزعيم تنظيم داعش، حيث كان مختبئاً في مجمع بقرية "باريشا" الواقعة شمال غرب سوريا مع أفراد من عائلته وكبار قادة داعش، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية تراقب تحركات البغدادي لعدة أيام بعد تلقي معلومات من أحد أعضاء تنظيم داعش الذي تحدث مثل غيره بشرط عدم الكشف عن هويته، وفقا لما ذكره مسؤول أمريكي.

وقال المسؤول إن المخبر ظهر في أوائل الصيف، وبمرور الوقت أصبح المسؤولون الأمريكيون أكثر ثقة في مصداقيته وموثوقيته. خلال الأسبوعين الماضيين، أصبح من الواضح أنه عند جمع معلومات أخرى، كانت المعلومات حول موقع البغدادي قوية، على حد قول المسؤول.

وقال المسؤول: "لقد كان المونتاج للكثير من المعلومات الاستخباراتية التي جمعت مع رصيد محدد كان مفيدا" وكيف لا تزال العملية - التي سميت على اسم "كايلا مولر"، عاملة إغاثة أمريكية اختطفت واغتصبت مرارًا وتكرارًا على أيدي البغدادي قبل مقتلها، وفقًا لمسؤولين أمريكيين - و ضمت القوات المنفذة للعملية بعض أعضاء "دلتا فورس"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، لكن التفاصيل الأخرى، مثل كيفية تواصلهم مع كبار القادة في واشنطن وما وراءها، والأسلحة التي استخدمت فيها، ما زالت مجهولة.

رفض مسؤولون أمريكيون آخرون وصف حالة البغدادي في لحظاته الأخيرة. وقال المسؤول إن عضو "داعش" الساخط أصبح مخبراً للقوات الكردية التي تعمل مع الأميركيين. وقدم معلومات مهمة عن مكان البغدادي.

وحسبما ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" أن المروحيات الأمريكية احتاجت للطيران بعد منتصف الليل في الشرق الأوسط، إلى عبور المجال الجوي الذي يسيطر عليه العراق وتركيا وروسيا، وأبلغهم المسؤولون الأمريكيون أن لديهم عملية مخطط لها دون تقديم تفاصيل. مع الروس في سوريا. عند وصولهم، حاولوا الاتصال بالبغدادي لمعرفة ما إذا كان سيستسلم، على حد قول إسبر. وقال مسؤول أمريكي مطلع على العملية إن امرأتين و11 طفلاً خرجوا.

وبقي البغدادي في الداخل، كما افترض المسؤولون الأمريكيون أنه قد يفعل. وقامت   القوات الأمريكية بنفخ مادة في الثقوب بجانب المجمع في محاولة لإبطال مفعول أي مواد متفجرة بالأبواب وتراجع البغدادي في نفق فأطلقت القوات الأمريكية كلباً لمطاردته، ثم فجر سترته في نفسه فقتل وأصيب الكلب.

وقال إن ما أعقب ذلك كان ما أطلق عليه ترامب "غارة ليلية خطيرة وجريئة" نُفذت "بأسلوب رائع". وقال إن البغدادي هرب من القوات الأمريكية إلى نفق مسدود قام بتفجير سترة ناسفة، مما أسفر عن مقتل نفسه وثلاثة من أولاده. "لم يمت بطلاً. لقد مات جبانا. "البكاء، النهم، الصراخ وجلب الأطفال معه للموت. الموت المؤكد. "

وكشف ترامب في صباح اليوم تفاصيل العملية التي تمثل واحدة من الانتصارات الرئيسية في الحملة التي استمرت خمس سنوات بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وقال الرئيس، متحدثًا في البيت الأبيض، إنه "شاهد" الكثير من تفاصيل العملية التي بدأت في حوالي الساعة 5 مساءً. في واشنطن. يرجع الفضل في التكنولوجيا التي لم يكشف عنها لإعطائه صورًا "مثالية تمامًا" "كما لو كنت تشاهد فيلمًا".

وأضاف أن ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض من لعبة الجولف في حوالي الساعة 4 مساءً، دخل إلى غرفة العمليات بالبيت الأبيض بعد حوالي ساعة. كان جالسًا على طاولة يرتدي بذلة بحرية وربطة عنق زرقاء، وقد أحاط به في صورة أصدرها البيت الأبيض نائب الرئيس بنس، ووزير الدفاع مارك ت. إسبير، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض روبرت سي. أوبراين، وعسكري الجيش. مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وأوضح البيت الأبيض في بيان أن 5 مسلحين قتلوا في العملية بالمجمع وقتل آخرون في الخارج.

كما كشف أوبراين في حديث له في برنامج "قابل الصحافة" على شبكة "إن بي سي" إن القوات الأمريكية أكدت مقتل البغدادي الساعة 7:15 مساءً. في واشنطن.

 وقال قائد قوات العمليات الخاصة : "بكل ثقة فزت بالجائزة الكبرى..امسكته".    ولفت إلى أنه على الرغم من انفجار سترة البغدادي، إلا أن القوات الأمريكية تمكنت من التعرف عليه. وأبلغ قائد ميدانى الجنرال كينيث "فرانك" ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أنهم "مقتنعون تمامًا" بأنه زعيم تنظيم داعش الإرهابى.

 وقام ماكنزي بدوره بنقل تلك الرسالة إلى البيت الأبيض. وقال المسؤول إن نتائج اختبار الحمض النووي كانت كاملة صباح الأحد.

 وأشار إلى أن ميلي كان "مؤكدًا" أن على الجيش التخلص من رفات البغدادي وفقًا للتقاليد الإسلامية التي تتطلب عادة دفنًا خلال 24 ساعة. عندما قتلت قوات البحرية الأمريكية أسامة بن لادن زعيم القاعدة في باكستان في عام 2011، دُفنت جثته في البحر بعد أداء الشعائر الإسلامية التقليدية. لم يكن من الواضح الأحد ما إذا كان هذا قد حدث في هذه الحالة.

وبقايا ما لا يقل عن زوجتين تركت وراءها. قال ترامب إنهم لم يفجروا ستراتهم وكانوا لا يزالون يرتدونها، مما يجعل من الصعب على القوات الأمريكية التخلص من الجثث.

قال ترامب إن أحد الكلاب العاملة الأمريكية - الذي وصفه الرئيس بأنه "جميل" و"موهوب" - أصيب بعد مطاردة البغدادي في النفق.

وتابع الرئيس الأمريكى إنه لم يصب أي من الجنود الأمريكيين، لكن إسبير قال بشكل منفصل إن اثنين من أفراد الخدمة أصيبا بجروح طفيفة ولقد تم إعادتهم بالفعل إلى الخدمة"، قال Esper، متحدثًا على شبكة CNN "حالة الاتحاد". كان هناك أقل من 100 جندي أمريكي على الأرض في الغارة، مع مزيد من المشاركة في دور داعم.

 وأضاف الوزير أنه تم استخدام عدة أنواع من الطائرات في العملية، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر CH-47. لقد تعرضوا للنيران في وقت مبكر من المهمة من "السكان المحليين في المنطقة"، ورد الأمريكيون النار دفاعًا عن النفس، على حد قوله. يبدو أن مقاطع الفيديو التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد من "باريشا" تصور المروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة في الظلام وإطلاق نار كثيف وانفجارات عرضية. الصور التي التقطت بعد الفجر تظهر أن المنزل الذي يعيش فيه البغدادي تحول إلى أنقاض.

وأعلن اسبير ان المجمع الذى كان يختبىء داخله البغدادى تم تدميره عمدا. يرجع الفضل إلى ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين للقوات الكردية السورية - التي قلل الرئيس مؤخرًا من قتاله في المعركة ضد المسلحين أثناء سحب القوات من سوريا - بتقديم معلومات مفيدة. قال مظلوم عبدي، قائد القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد، في تغريدة إنهم كانوا يجمعون معلومات عن البغدادي لمدة خمسة أشهر، بينما قال ترامب إن العملية نفسها بدأت قبل أسبوعين بمجرد "قيامه بالولايات المتحدة".

قال الرئيس "لقد اعتقدنا أنه سيكون في مكان معين". "كان. بدأت الأمور تتحقق جيدًا " ولكن لم يتضح إلى متى سيبقى البغدادي في باريشا، وهي قرية صغيرة غرب حلب.

وقال نائب الرئيس الأمريكى بينس، الذي كان يتحدث في برنامج "The the Nation" الذي تبثه شبكة CBS، إن الولايات المتحدة تلقت معلومات حول أحدث موقع لبغدادي في مطلع الأسبوع.

وأضاف بينس: "من خلال مزيج من المخابرات والمراقبة والاستطلاع، نعتقد أننا نعرف أين سيكون، وبحلول ظهر يوم الخميس تم إبلاغنا بوجود احتمال كبير بأنه سيكون في المجمع في محافظة إدلب".

ولفت  بينس إلى أن الرئيس وجه الجيش بتطوير الخيارات وتم تقديمها يوم الجمعة. وأضاف أن "الاستخبارات العملية" التي تم الحصول عليها يوم السبت سمحت للغارة بالمضي قدمًا.

وقال: "كان من المذهل أن أكون في غرفة العلميات وأن نرى هذا يتكشف في الوقت الفعلي حيث كانت قواتنا الخاصة على الأرض، لمعرفة احترافهم على مدار ساعتين". "أمريكا والعالم أكثر أمانًا اليوم مع مقتل زعيم داعش".