عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

5000 داعشى مصابون بالإيدز والالتهاب الكبدى (فيديو وصور)

5000 داعشى مصابون بالإيدز والالتهاب الكبدى (فيديو وصور)
5000 داعشى مصابون بالإيدز والالتهاب الكبدى (فيديو وصور)

كتب - عادل عبدالمحسن

خلف الباب الحديدي، زنزانة ممتلئة بسجناء زائغي العيون ومتهالكين وهزيلين، يرتدون ملابس برتقالية ملقاة من الرأس إلى أخمص القدمين، ولا يوجد شبر في الزنزانة دون أن تجد داعشيا ممددًا أو جالسًا على الأرض.



وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مُنح فريق من وكالة "فرانس برس" فرصة نادرة أتاحت له الوصول إلى أحد مراكز الاحتجاز المزدحمة في شمال شرق سوريا حيث تحتجز قوات سوريا الديمقراطية "قسد" معتقلي وأسرى تنظيم داعش الإرهابي.

ومع شن هجوم تركي على القوات الكردية في وقت سابق من هذا الشهر، حدثت فوضى عارمة في المنطقة، ما أتاح لـ 800 داعشي من مختلف جنسيات العالم الهرب.

وتمكن فريق "فرانس برس" من الوصول إلى سجن يضم 5000 سجين سوريين وعراقيين، وكذلك بريطانيين وفرنسيين وألمانيين، ومن سخريات القدر أن هذا السجن شيده تنظيم داعش لاحتجاز وتعذيب وقتل الخصوم.

يقول الداعشي أسيل ماثان، 22 عامًا: "أريد أن أغادر السجن وأعود إلى المنزل لعائلتي". حيث كان قد غادر وطنه "ويلز" عندما كان في السابعة عشرة من عمره، لينضم إلى شقيقه في الموصل، المدينة العراقية الشمالية التي أعلن فيها ما يسمى "الخلافة". وعندما قُتل شقيقه، انتقل عبر الحدود السورية إلى الرقة، المركز الرئيسي الآخر للدولة البروتستانتية الجهادية المنهكة الآن.

 

 

وأبدى ماثان ندمه على استجابته للنداء الذي وجهه أبو بكر البغدادي عام 2014 قائلًا: "أريد العودة إلى بريطانيا".

ويروى باسم عبد العظيم، هولندي مصري يبلغ من العمر 42 عامًا، أصيب في غارة جوية ولا يمكنه استخدام ساقه اليمنى، كيف خدع زوجته للسفر إلى "الخلافة" مع وعد لقضاء عطلة في تركيا.

يقول عبد العظيم: "لم أخبرها، ولم أكن أريدها أن تكون خائفة"، موضحًا أنه ليس لديه أي فكرة عن مكان وجودها وأطفالهما الخمسة الآن، وأود أن أراها مرة أخرى، ويمكنهم إعدامي بعد ذلك، أريد فقط أن أخبرها أنني آسف لأنني أخذتهم في بلد في حالة حرب.

وتحدث فريق فرانس برس مع فتى يبلغ من العمر 9 سنوات من وسط آسيا يدعى خالد، الذي أطل برأسه من فتحة الباب لمعرفة من قد يكون الزائر، مبتسمًا للحارس الذي يطلب منه تهدئة زملائه الذين يثيرون الضوضاء والشعب.

وتلاحظ للفريق الصحفي أن ما يقرب من ثلث مساجين داعش مرضى ويحتاجون إلى علاج، حيث يعانون من أمراض متنوعة تشمل الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز.

وفي القسم الطبي يوجد حوالي 300 داعشي يعالجون، ومن بينهم عبد الله نعمان، البلجيكي البالغ من العمر 24 عامًا والذي يرفع قميصه لإظهار جرح مفتوح. ويقول: "أعضائي تتسرب"، موضحًا أنه أصيب بالجرح من زميل داعشي أطلق عليه النار بطريق الخطأ أثناء تنظيف سلاحه.

وبعض المحتجزين مراهقون، ولم يكن أي منهم تحت الشمس ولو مرة واحدة في شهور أو أكثر.

وتنتشر المراتب الرمادية وسجاجيد على أرضية باردة، وتنتشر الرائحة الكريهة في الجناح الطبي المجاور، حيث يتم إعطاء الزائرين أقنعة جراحية عند الباب.

وليس لديهم أي معرفة بما يحدث في الخارج، ولا تُقاس أيامهم إلا بالتخلي عن الذهن الغائب والصلوات الخمس يوميًا.

لم يسمع الأسرى الدواعش بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الأحد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية في شمال غرب سوريا.

وأوضح حاكم السجن، الذي قال إنه اسمه "سيرهات" وطلب عدم تحديد الموقع الدقيق للسجن، أن أسرى داعش لا يعلمون بما يحدث في الخارج وليس لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي على الإطلاق".

ويصف فريق "فرانس برس" أوضاع العديد من السجناء هناك بأن جميعهم جلد على عظام وينامون على الأرض ويكشفون الجروح الضمادات عن الأجزاء المبتورة من أجسادهم، والمحظوظ منهم لديه سرير للاستلقاء عليه، علاوة على ذلك، تم تخصيص خلية واحدة لما كانت دعاية داعش يطلق عليها "أشبال الخلافة"، الأطفال الذين تم تجنيدهم وتدريبهم كمقاتلين.

وفي حين تعج عيادة السجن بالمساجين مثل الزنازين الأخرى، فهناك رجل أشيب يتوكأ على عكازين يشق طريقه بشق الأنفس وسط الحشود في العيادة، وقال إنه أصيب من شدة القتال الذي أدى إلى هزيمة داعش على أيدي المقاتلين بقيادة الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في مارس.

كما تكشف الظروف القاسية التي يعيشها الدواعش الذين ظلوا حتى النهاية يحاربون في منطقة باغوز، على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب ومعظمهم من الرجال الذين تم احتجازهم في مركز الاحتجاز بمحافظة الحسكة وهو أحد مراكز الاحتجاز الستة في جميع أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، هم أولئك الذين شوهدوا وهم يرفضون الاستسلام منذ أشهر فقط، وهم يتضورون جوعًا.

وتقول السلطات الكردية إن أكثر من 50 جنسية ممثلة في السجون التي يديرها الأكراد حيث يوجد الآن أكثر من 12000 مقاتل من داعش. لم يتم القبض على جميع مقاتلي داعش من قبل قوات التحالف الكردية وقوات الولايات المتحدة في أيام الموت من "الخلافة" واستمرت الجماعة الجهادية في مهاجمة أعدائها من خلال خلايا سرية تجوب المنطقة.

يضيف المحافظ سرحت، في بعض الأيام، إن الدواعش الهاربين "يقتربون من السجن ويطلقون النار، كطريقة لإخبار المحتجزين أنهم ما زالوا هناك". ومن فرنسا إلى تونس، يوجد الكثيرون الذين يرفضون العودة إلى بلادهم خوفًا من محاكمتهم هناك.

وكانت القوات الكردية قد حذرت مرارًا وتكرارًا من أن الهجوم الذي بدأ يوم9 أكتوبر قد يؤدي إلى حدوث حالات هروب جماعي للدواعش من السجون.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز