سمية علوي تكتب: نحن نختار .. نحن مصدر السلطة

على وقع الرئاسيات، يتناغم الراغبون في الترشح لموعد بات محسوما في الجزائر وطريقه مؤمنا نحو تاريخ الـ 12 ديسمبر المقبل .. ذلك أنّ النخبة وفعاليات المجتمع والمواطن البسيط، جميعهم على وعي بأنّ نهاية النفق لن تكون إلاّ باختيار راعٍ للبلاد يوكلونه أمرهم وينيطون به تنظيم شؤونهم .. أما شعار المرحلة فيفرضه المطلب الشعبي في حراكه       منذ البداية ويقول : " نحن نختار .. نحن مصدر السلطة " .. وهو شعارٌ استلهم من المادتين 7 و 8 من الدستور   الذي بقي الأسمى على الإطلاق منذ بداية الأزمة، وظل المرجع لكل القرارات السياسية .. فقد حسمت الأمور بمنطوقاته الصريحة أو بفتاوى من روح الدستور وجوهره.

ولما تسارعت الأحداث بالنسبة لزمن الرئاسيات، فإنّ السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أخذت كل الصلاحيات من تنظيم ومتابعة ودراسة وإشراف وكذا إعلان النتائج .. وهي في الواقع سابقة في تاريخ الجزائر الحديث، إذ لم يسبق وأن استبعدت الإدارة المحلية والمركزية من تنظيم المواعيد الانتخابية .. وإنها لبادرة بعثت الطمأنينة على صوت المواطن ومسار الحفاظ عليه .. وهي البادرة ذاتها التي شجعت 20 راغبا في كرسي المرادية على إيداع ملفاتهم أمام السلطة المستقلة للانتخابات التي تعمل في مدة أقصاها 7 أيام على التدقيق     في صحة الوثائق المودعة قبل أن تصدر قرار القبول أو الرفض.

إننا اليوم في عدٍ تنازلي قبل بدء الحملة الانتخابية .. وهنا يبقى المواطن الفاعل الرئيس  الذي بصوته تتجدد المؤسسات وتكسب شرعيتها .. وإنني أرى أنّ مشاركته هذه المرة ستكون قوية واستثنائية من أجل إخراج الجزائر من أزمتها السياسية .. فالأصوات المقاطعة في الماضي والعازفة عن الانتخابات هي من ستقرر هذه المرة، وقرارها قطعا لن يكون   إلاّ لمن يحمل مشروعا اقتصاديا وحلولا اجتماعية معيشية ، ولن يحظى بثقته سوى من بقي نظيفا وغير مُساوم، ومن كانت له الشجاعة في محاربة الفساد ومحاولة فصل المال عن السياسة ليستشعر الفرد الرفاهية في بلاده.

هي إذا مواصفات الرجل الذي سيحظى بثقة الجزائريين في الرئاسيات المقبلة .. والله يحميك يا من شاب عنك مليون ونصف المليون شهيد.

 

*كاتبة جزائرية