صحيفة أمريكية: تظاهرات العراق أهم أبعادها رفض تنامي نفوذ إيران

رصدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم الأربعاء الأبعاد المختلفة التي تقف وراء خروج الآلاف من الشعب العراقي في تظاهرات مناهضة لحكومته، ورأت أن من أهمها؛ رفضهم لتنامي نفوذ إيران داخل بلدهم، جنبا إلى جنب مع استمرار حكم رجال الدين.

وقالت الصحيفة - في مستهل تقرير لها ، نشرته على موقعها الإلكتروني - إن الأسابيع الخمسة الماضية شهدت خروج المزيد من العراقيين إلى الشوارع في احتجاجات جماعية، تطورت فيها شعاراتهم بشكل ممتع.. ففي البداية، كشفت لافتاتهم ما كانوا يعترضون عليه: مثل قلة الخدمات والوظائف الأساسية، واتساع دوائر الفساد بين الأحزاب الحاكمة، والتأثير القوي لإيران المجاورة.

ثم بدأت الشعارات تطالب بتغيير شامل في الحكومة، والسماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم لمرشحين أفراد بدلاً من الأحزاب...وأخيرا، رفع متظاهرون شعارا كتب عليه " سوف أشارك لأحصل على حقوقي بنفسي".

وأضافت الصحيفة في هذا الشأن:" أن فكرة أن يكون الشعب متمتعًا بالحكم الذاتي لاتزال تواجه عقبات في العراق حتى بعد 16 عامًا من زرع الولايات المتحدة الديمقراطية في هذا البلد.. فلا يزال العراق يُحكم إلى حد كبير من جانب أحزاب دينية شيعية لها علاقات قوية مع إيران التي يديرها الشيعة ".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في كل من إيران والعراق ، فإن الحرمان من الحقوق الأساسية والمساءلة ساهما في اتساع دوائر الفساد الجماعي والركود الاقتصادي .. والآن خرج عشرات الآلاف من المحتجين العراقيين للمطالبة بتأسيس دولة قائمة على الحقوق تحترم الدين بدلا من دولة دينية مثل تلك الموجودة في إيران.

وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية إن الزعماء العراقيين المنتخبين فازوا بالفعل في حربهم ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر على جزء كبير من العراق خلال الفترة بين عامي 2014 إلى عام 2017.. والآن وفي خضم هذا المشهد الراهن الذي يعج بالمحتجين الذين يسعون إلى ديمقراطية قائمة على المواطنة بدلا من ثيوقراطية يحكمها رجال الدين، يتحتم على هؤلاء القادة الوقوف مرة أخرى مع أولئك الذين يعتبرون المساواة والحكم الذاتي حقوقا متأصلة.. فهذه الأفكار ليست مجرد شعارات!!.