عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"بول إيدن" يكشف أدلة تورط تركيا في إخفاء "البغدادي"

"بول إيدن" يكشف أدلة تورط تركيا في إخفاء "البغدادي"
"بول إيدن" يكشف أدلة تورط تركيا في إخفاء "البغدادي"

كتب - عادل عبدالمحسن

طرح الصحفي بول إيدن، الذي يقيم بشمال العراق، عدداً من التساؤلات عن مدى تورط تركيا في التستر إن لم يكن إخفاء القتيل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في قرية سورية على بعد خمسة كيلومترات فقط من الحدود التركية.



وقال بول إيدن في مقاله التحليلي عن مقتل البغدادي إن الفريق الأمريكي الذي قتل زعيم تنظيم داعش انطلق من مكان بعيد في العراق، بدلاً من القاعدة الأمريكية الموجودة في تركيا. مرجحاً أن البعض في واشنطن كانوا حريصين على تنفيذ العملية بعيداً عن أعين أنقرة.

وتابع إيدن أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان قال إن تركيا "قدمت إسهاما في (عملية) الولايات المتحدة التي قتلت من خلالها البغدادي".

ووفقاً لأردوغان، فإن الطائرات الهليكوبتر التي نفذت الغارة استخدمت مجالاً جوياً في سوريا، خاضعاً للسيطرة التركية، فوق عفرين وجرابلس في طريقها لضرب الأهداف التي حددتها لتلك العملية.

وقال أردوغان: "كنّا نعلم بأنه ستكون هناك عملية لاستهداف البغدادي وحذّرنا وحداتنا في عفرين وجرابلس، وأمرتُها بعدم إطلاق النار".

في حين قالت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، إن مصدر معلوماتها كان قد رصَد البغدادي في قرية "باريشا" بمحافظة إدلب السورية، حتى إنها تمكنت من الحصول على ملابسه الداخلية لإجراء تحليل الحمض النووي للتأكد من أنه هو الشخص المطلوب.

ورجّح مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، على تويتر أن تركيا كانت على علم بمكان اختباء البغدادي، وقال إن الحكومة التركية لم تكن ترى في وجوده بالقرب من حدودها تهديداً.

وكتب بالي "تغريدة" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "قوات سوريا الديمقراطية أَطْلَعت الولايات المتحدة على معلومات حول مكان البغدادي – وأنه تم رصده في إدلب – في مايو. أما تركيا، التي نفّذَت عدداً لا يُحصى من الغارات الجوية في إقليم كردستان العراق مستهدفةً بها أشخاصاً بعينهم، فعليها أن تُجيبَ على الكثير من الأسئلة في قضية البغدادي". ونفذت تركيا عدة غارات جوية ضد حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق.

وقال نيكولاس هيراس، الزميل المتخصص في أمن منطقة الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكي الجديد، "في الوقت الذي يكون فيه هناك إجماع حزبي على أن العملية العسكرية التركية ضد أكراد سوريا في شمال شرقي سوريا يجب أن تكون مُدانة، ظروف هذه الغارة تقود فقط إلى المزيد من التساؤلات بشأن تركيا.

ويبدو أن البغدادي كان مختبئاً في إدلب في شمال غربي سوريا، الذي تديره تركيا بالضرورة من خلال وكلاء من المعارضة السورية، لعدة أشهر على الأقل، وأنه كان في منطقة – ليست فقط قريبة من الحدود التركية – بل إنها أيضا طريق رئيس للعبور إلى تركيا والخروج منها".

وأوضح هيراس أن هذا المكان كان مكاناً جيداً بالنسبة للبغدادي ليقيم فيه إذا كان "يحاول التواصل مع شبكة تنظيم الدولة الإسلامية التي تنفذ الهجمات في الخارج، وإعادة ترتيب صفوفها، حيث تحتاج تلك الشبكة العبور إلى تركيا للوصول إلى أوروبا".

وبعد هجوم "باريشا" بقليل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن البغدادي انتقل إلى إدلب في إطار خطة لإعادة بناء تنظيم الدولة الإسلامية، الذي خسر ما تبقى من خلافته – التي أعلنها في شرقي سوريا – في هجوم نفذته قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة على بلدة باغوز في مارس.

واكد هيراس أن "المخابرات التركية تسيطر سيطرة كاملة على إدلب وهناك تساؤلات جادة حول طول الفترة التي ربما كانت تركيا تعلم فيها أن البغدادي كان في إدلب، وحول السبب الذي دفعها إلى عدم التحرك إن كان بالفعل قد بلَغها الأمر".

وقال البروفيسور جوشوا لانديس، وهو خبير في الشأن السوري ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن تركيا "سيكون عليها تقديم الكثير من الإيضاحات، لأن البغدادي – الذي أعلن نفسه خليفة – لم يعُثر عليه في شرقي سوريا، وإنّما على بعد أميال من الحدود التركية في شمال غربي سوريا، الذي تحميه تركيا من السقوط في القبضة السورية".

وكشف موقع "أحوال تركية"، أن معظم القوى الغربية ظلّت تدفع بأن المنطقة يجب أن تظل تحت قيادة تركيا وهيئة تحرير الشام وسيطرتهما، لأنها تريد أن تُبعد يد دمشق عنها".ولدى تركيا 12 نقطة مراقبة حول إدلب، ووكلاء من الميليشيات السورية التي تنشط في المدينة. والجزء الأكبر من المدينة خاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة من قبل بتنظيم القاعدة تحت اسم "جبهة النصرة" بقيادة أبو محمد الجولاني.

وقال لانديس: "يبدو واضحاً أن حُرّاس الدين كانوا يعلمون بوجود البغدادي، وكانوا يحصلون على المال من تنظيم "داعش" وذلك في إشارة إلى الفصيل المرتبط بشكل غير رسمي بتنظيم القاعدة في إدلب. ويُزعَم أن وثائق تخُص داعش، كُشف عنها في الآونة الأخيرة، تُظهر أن التنظيم دفع ما لا يقل عن 67 ألف دولار لجماعة يطلق عليها "حراس الدين" من أجل توفير الحماية.

وأضاف لانديس أنه، بينما لا يستطيع أن يُجزم بأن جولاني كان على علم بوجود البغدادي، "فإنه يقول إنه يسيطر على إدلب وإن هيئة تحرير الشام هي القوة المهيمنة هناكوجولاني هو الرأس الكبير في المنطقة، ويملك سلطة المطالبة بمحاسبة الميليشيات التابعة.

واختتم قائلاً إن قرار البغدادي "الاختباء في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة يجب أن يجعل الغرب وتركيا يعيدون التفكير في سياساتهم تجاه المعارضة، وجولاني، واستمرار الحكم الذاتي في إدلب".

لكن كايل أورتون، المحلل المستقل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يعتقد أن من المستحيل أن تركيا كانت على علم بوجود البغدادي في إدلب.

وأردف قائلاً "حتى إذا كنتم تصدقون الرواية التي تقول إن الحكومة التركية متواطئة، أو أنها تواطأت، مع الجهاديين في سوريا، فإنه ما من سبب يجعلها تُخفي البغدادي... ما هي الاستفادة التي يمكن أن تحققها تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية بينما هي في هذا الوضع؟"

ودفع أورتون بأن أنقرة لديها كل ما يشجعها على "أن تكون من الناحية السياسية لها الفضل في القضاء على زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أو تسليمه إلى الأميركيين".

ويعتقد أورتون أن من غير المرجح أن هيئة تحرير الشام كانت على علم بأن البغدادي موجود في باريشا، مشيراً إلى أن التنظيم "شن، وبلا هوادة، حملة مؤثرة إلى حدٍ ما ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة إدلب."

وقال أورتون "لكن يبدو أن البغدادي تمكن من الوصول إلى إدلب والتماس الملاذ هناك، بسبب أعضاء داعش داخل جماعة حُرّاس الدين، فصيل تنظيم القاعدة غير الرسمي الذي انشق ظاهرياً عن هيئة تحرير الشام."

وأضف أورتون "بالنظر إلى مستوى بعض هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في الظلام تحت لواء تنظيم داعش، فإن هذا يُثير تساؤلات بشأن حرّاس الدين، وتعود قضية العلاقة بين حراس الدين وهيئة تحرير الشام والقاعدة برمتها إلى البروز على سطح المشهد من جديد".

ويعتقد أورتون أن الأدلة المتاحة تُرجح أنه في نهاية الأمر "من غير المرجح أن تكون هيئة تحرير الشام، أو حرّاس الدين تعاونوا بشكل منظّم وممنهج مع تنظيم داعش لتوفير الملاذ للخليفة المزعوم."

ويضيف أورتون "يتمحور السؤال بعد ذلك حول إلى أي مدى تمكّن تنظيم  داعش   من اختراق هذه التنظيمات".

ويعتقد مصطفى جورباز، وهو صحفى غير مقيم في المركز العربي في واشنطن أنه لو كانت المخابرات التركية علمت مكان البغدادي في نهاية المطاف "لكن من غير المرجح إلى حد كبير أن تكشف تركيا عن مثل تلك المعلومات المهمة للغاية من دون أن تطلب مكافأة كبيرة من واشنطن".

وقال جورباز "لا نسمع شيئاً عن أن الحكومة التركية تدّعي بأن لها الفضل في المعلومات الاستخباراتية، على الرغم من أن الأكراد حتّى يتفاخرون الآن بدورهم في العمليةوبدلاً من ذلك، اكتفت أنقرة بالحديث عن "الشراكة الاستراتيجية في العملية" دون أن تكشف عن تفاصيل محددة عن تبادل المعلومات.

وأضاف: "أيضا نحن نعلم أن هناك حالة عدم ثقة كبيرة بين البنتاجون والمسؤولين الأتراك بشأن تنظيم داعش منذ سنوات طويلة إلى الآن. من ثم، فإن التعاون التركي الأمريكي من أجل مثل هذه العملية، التي تستهدف صيداً ثميناً، يبدو مستحيلاً".

وأشار جورباز إلى أن "القوات الكردية ادّعت بأن لها الفضل في تبادل المعلومات أيضا" في مقتل أبو حسن المهاجر في قرية عين البادية، بالقرب من جرابلس الخاضعة للسيطرة التركية في السابع والعشرين من أكتوبر.

وفي النهاية، توقع أن مقتل البغدادي "قد يؤدي إلى تقارب بين عناصر تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين من أجل تنفيذ عمليات حول العالم وإذا حدث هذا، فإن تلك ستكون أنباءً سيئةً للغاية لتركيا، التي قد تُصبح من جديد طريقاً سريعاً لعبور الارهابيين، حيث سيكون حشدهم للدخول إلى الدول الأوروبية أمراً سهلاً نسبياً ".

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز