عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بحث عن سيرة الإمام البوصيري وبردته

بحث عن سيرة الإمام البوصيري وبردته
بحث عن سيرة الإمام البوصيري وبردته

كتب - رمضان أحمد

يحتفل العالم كله بمولد سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بقراءة بردة العارف بالله الإمام البوصيري والتي مطلعها "مولاي صلّ وسلّم دائمًا أبدًا.. على حبيبك خير الخلق كلهم" باعتبارها ركنًا أساسيًا للاحتفال بالمولد النبوي في كل بقاع الأرض، ونستعرض في السطور التالية بعض ما توصلت إليه الدكتورة أمنية محسن، مدرس الأنثروبولوجيا بجامعة بني سويف، الباحثة في سيرة ومسيرة الإمام البوصيري من موضوعات عن الإمام وقصيدته ومسجده.



تناول البحث سيرة الإمام البوصيري وما يحوي ذلك من مرويات شفاهية عن الإمام، كما يرصد المراحل التي مر بها بداية من النشأة والتكوين ومرحلة ما قبل وبعد التصوف، إلى جانب التعريف بقصيدة البردة والمعارضات التي تعرضت لها من الشعراء والتي تزيد على 185 معارضة، منها معارضات لشعراء مسيحيين منهم من مدح الجناب النبوي لسيدنا محمد والآخر مدح الدين المسيحي وسيدنا عيسى بن مريم على نفس القافية والوزن والمحسنات البديعية، وكذلك يشمل البحث التعريف بمسجد الإمام بالإسكندرية من حيث النشأة والوقف الذي وضع من أجل رعاية المسجد، وكذلك الوضع الحالي المتردي للمسجد وتعرضه لبعض التصدع في القبتين الأولى قبة بيت الصلاة والأخرى قبة الضريح، نظرا لوجود تساقط لمياه الأمطار لبيت الصلاة ومقر الضريح عبر القبتين حيث يستخدم حاليًا لفائف بلاستيكية للحماية من الأمطار.

وتطرقت المادة البحثية في مضمونها إلى ضرورة التحرك من قبل المسؤولين بوزارات (الأوقاف، الآثار، الثقافة والسياحة) لإنقاذ هذا الأثر الإسلامي المهم طبقا للقوانين المعدة لذلك.

وتبين من خلال البحث أن الإمام البوصيري هو مصري النشأة والمستقر والوفاة، ومغربي الأصل فقد ولد 608هــ/1213م، فوالده من قرية أبو صير بمركز الواسطى وأمه من قرية دلاص بمركز ناصر في محافظة بني سويف، اشتهر بأنه إمام المادحين للجناب النبوي، فقد كان فقيرًا؛ وبدأ حياته خطاطًا على شواهد القبور، ثم أنشأ كتابًا واستكمل دراسته بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، عرضت عليه وظيفة الحسبة، التي لا تسند إلا لمن ألم بدراسة علوم الفقه، ثم عين كاتبًا في بلبيس بالشرقية وهذه الوظيفة تسند لمن يعرف الأعمال الحسابية، ثم بدأ في قراءة مقارنة الأديان ثم انتقل بعد ذلك للإسكندرية وتتلمذ على يد القطب الشاذلي أبي العباس المرسي، وأصبح له مسجد مميز بكم هائل من الكتابات والنقوش والتي تتوافق مع كتابات البردة بجامع محمد علي بالقلعة والتي كتبها نفس الخطاط "عبد الغفار"، وكذلك بخمس قباب ويضم المزولة وهي الساعة الشمسية والتي تبين موعد صلاة الظهر والعصر وحينما كان يبدأ المؤذن بالأذان في مسجد الإمام البوصيري تتوالى كافة المساجد الأذان بعده.

ومن أبرز منشدي البردة الشيخ العطواني، الشيخ النقشبندي، الشيخ عبد التواب البساتيني، الشيخ محمد طه، والتهامي، المنشد السوداني الشيخ الفاتح محمد عثمان الزبير، إسماعيل علي، المريد الصوفي والهندي وحيد ظفار وغيرهم، ومن أبرز من قاموا بالغناء سامي يوسف، مسعود كيرتس، المطربة عايدة الأيوبي وفدوة المالكي وغيرهم، ومن أشهر الفرق الموسيقية فرقة الكوثر والإخلاص والمرعشلي والإخوة أبو شعر والبهاء الجزائرية وغيرهم.

وقد ترجمت البردة إلى الهندية والفارسية والتركية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والسواحيلية.

كما تناول البحث أيضا تاريخ قرية أبو صير التي بها مقبرة آخر خلفاء الدولة الأموية "مروان بن محمد" (750م– 72هـ) الذي هرب من جيوش الدولة العباسية وقتل وكان معه أربعون جنديًا في هذه القرية، حيث تقول المرويات في كتب التاريخ القديم إنه حين قتل كان معه القضيب ومخصرة وبردة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان أهداها لكعب بن زهير صاحب قصيدة "بانت سعادة" فأخذها خلفاء الدولة العباسية واستمروا في الظهور بها في المناسبات والاحتفالات.

وكتبت قصيدة البردة في مئات العمائر القديمة والمنازل والمساجد أبرزها "منزل الرزاز"، "مسجد الليث بن سعد"، مسجد "عقبة بن عامر"، ومسجد "الأمير همام" بفرشوط، والمسجد العباسي ببورسعيد، وقد كتبت أيضا بعض أبيات القصيدة على قبة الحجرة النبوية في الشبك النحاسي المذهب التي تمت في العهد العثماني بالمدينة المنورة، وكذلك كتبت على قماش الكعبة عندما كانت تصنع كسوة الكعبة في مصر قبل سنة 1962م، وآخر اسم لحكام مصر كتب على الكسوة كان اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد حاول الرئيس أنور السادات إعادة فتح المصنع ولكن الظروف لم تسمح وقتها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز