عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التوافق والمنافسة بين الفنان والناقد في معرض "ينابيع النور" للفنان محمد كمال (2-1)

التوافق والمنافسة بين الفنان والناقد في معرض "ينابيع النور" للفنان محمد كمال (2-1)
التوافق والمنافسة بين الفنان والناقد في معرض "ينابيع النور" للفنان محمد كمال (2-1)

حوار - سوزى شكرى

بعد سنوات من الغياب وليس الانقطاع، أعلن الناقد الفني "محمد كمال" عن معرضه الجديد "ينابيع النور"، الذي أقيم مؤخراً بقاعة بيكاسو بالزمالك ، فأثار جدلاً في الوسط الفني، البعض قال لم نعرف أنه فنان تشكيلي ظناً أنه ناقد فني فقط، وآخرون تساءلوا: لماذا اختفى كل هذه السنوات عن تواجده كفنان تشكيلي، واكتفى بوجوده كناقد فني؟ وحين صدر بوستر المعرض والمطبوع عليه إحدى لوحات معرضه، كانت المفاجأة بحسب تعليق أحد الفنانين: "محمد كمال رسام واقعي وسيريالي، توقعنا أن تكون لوحاتة تجريدية"، ولا أعرف من أين جاء البعض بهذه التوقعات، وكأن الاتجاه "التجريدي" فعل فني بسيط  لا يحتاج إلى عناء ويسهل على الجميع طرحه، وافتتحت معرضه وزيرة الثقافة دكتورة إيناس عبد الدايم وحضره الفنانون والفنانات من نجوم الفن والأدب والسينما والموسيقى والدراما، بالإضافة إلى زملاء نقاد وناقدات.



 استمرت الأسئلة من الحضور عن غيابه عن العروض الفنية، وأغرب الأسئلة هي عن المفاضلة بين أن يكون فنانا أو ناقدا، أم يجمع بين كليهما، وكأنهما مجالان متعارضان وأن اللقاء بينهما يعد استثنائيا. لمعرفة التفاصيل كان لبوابة روز اليوسف هذا الحوار الخاص مع الفنان والناقد الفني محمد كمال، وقد بدأنا معه من أول مشواره الفني والنقدي وصولاً إلى آرائه حول الفن والفعاليات، ثم ختاما باصياده للنور في إصداراته النقدية ومعارضه الفنية .

معرضك "ينابيع النور" طرح سؤالا ملحا حول بدايتك كفنان تشكيلا، احكِ لنا عن بداياتك ؟

دائما المشاركة الأولى يظل تاثيرها باق لأنها أحد الاسباب الجوهرية فى مسيرتى، أطلت على الحركة الفنية وأول مشاركة كفنان تشكيلى عام1989 فى صالون الجمعية الاهلية التاسع وهو المعرض السنوى الذى يشارك فية كبار فنانى مصر الذى كان يقام فى قاعة النيل وهو "قصر الفنون" حاليا ، فكنت فخوراً ان لجنة كبيرة اختارت لوحاتى وسوف اعرض مع الكبار ، وبالنسبة لى كشاب العرض مع الكبار قيمة وفرصة  التواصل والاطلاع على تجاربهم ،هكذا كانت اللجان الفنية تختار بحسب القيمة ، والمفاجأة الثانية أن لوحاتى عرضت بجوار لوحات الفنان دكتور فرغلى عبد الحفيظ والفنان الكبير حسين الجبالى .

ثم سافرت خارج القاهرة للعمل وعند عودتى شاركت فى صالون الشباب الدورة الثانية عام 1990 ، ثم ابتعدت عن الصالون لعدة اسباب منها ان الصالون ابتعد عن الأهداف الحقيقة التى أسس من أجلها ، وتوجيه الشباب الى مفاهيم الغرب بدلا من دعوتهم للارتباط بالهوية المصرية فى اختياراتهم ، وارتبك الصالون فكريا وبالتالى فنياً، فوجدت أن من واجبى كفنان القيام بدور ردا على ارتباك المفاهيم في أفكار صالون الشباب فى ذلك الوقت، قمت أنا ومجموعة من الفنانين الكبار تأسيس "جماعة المثلث الذهبي"  واستضافتنا  مجموعة فنانين لعمل ورش فى البرلس، منهم مكرم حنين وكمال الجويلى وزهران سلامة وجميل شفيق وآخرون ، وعرضنا أول معرض لإنتاج الورشة فى قصر ثقافة كفر الشيخ، ثم يليه مجموعة معارض متتابعة بأتيليه القاهرة 1996 -1997 -1998 .

ومتى كان أول معرض خاص؟

كان فى مارس عام 1999 فى أتيليه الإسكندرية بعنوان "بعد البركان شيء ما يبقى"، وهو عنوان مستوحى مما يحدث للدول ذات الحضارات العريقة بعد الحروب الدمار ، حيث إنها تجدد شبابها من خلال قيم حضاراتها، واستمرت فى مشاركتى فى المعارض الجماعية  مثل المعرض العام من 1997 – 1999 – 2005 ، وأثناء كل هذه المشاركات الفنية  كان النقد شريك يومى فوجدت ان النقد بدء يتحول إلى مشروع ومسؤولية والتزام تجاه الفن المصرى، وأيضا نحو الفنانين الذين لم يحصلوا على حقهم من التكريم كتبت عنهم حتى لا يسقطوا من صفحات التاريخ .

لك خطواتك كناقد فني وإصدارات نقدية، حدثنا عنها؟ 

 بالفعل سنواتى السابقة والى يومنا هذا وانا بين اصداراتى الخاصة كناقد فنى ودراساتى النقدية عن الفنانين ، نشرت فى صحف عربية ومصرية خلال عامى1993 1994  ومنها "دبى الثقافية ، "الصدى"، "الأهرام" و" الموقف العربى "، و" نهضة مصر " و " بورتريه"، وفى  "مجلة أدب ونقد " من عام2000 ، ومجلة "ابداع " من عام 2010 وحتى عام 2014، وأيضا أثناء اقامتى بالسعودية عام 1998  كان لى كتابات نقدية، وشرفت بوجودى كناقد فنى مصرى بجوار كبار النقاد من بينهم صديقى الراحل الفنان والناقد ابراهيم عبد الملاك ، والناقد القدير " ناصر عراق " كنت اصغرهم سناً  .

 بالإضافة الى انضمامى كعضو الى الجمعية المصرية للنقاد ، وحصلت على الجائزة الأولى من الجمعية فى مسابقة " بيكار فنانا وناقدا عام 2003 ، وبدات اكتب بشكل منتظم ومتتابع منذ عام 2000 وتكثف وجودى كناقد فى صحفية " القاهرة " التى تشرف عليها  الناقدة أستاذة "فاطمة علي"، الى جانب مشاركتى فى المؤتمرات والندوات ومشاركة نقاد زملاء فى بعض الإصدارات، وفي عام 2002 أصدرت أول كتاب بعنوان "وهج الشرق"، ثم "السنابل المضيئة" عام 2012 ، "طيور تأبى الرحيل" 2013، "صياد النور" 2014 ، "ترانيم الماء" 2018 ، ومؤخرا "موسيقار الرمال" 2018  ، سحرنى النقد وخضت إلى عالمه الملىء بالأسرار ولم ينتقص منى كفنان تشكيلى بل أضاف .

فى رأيك من خلال تجربتك في المجالين الفني والنقدي، هل هناك تعارض بينهما؟

لا تعارض بين الفنان والناقد ، بينهما توافق وتكامل وتنافس ، يستطيع الناقد احداث التوازن بينهما بعد فترة من الجدية والنضج والحرفية والخبرة ، وان يمتهن الفنان النقد بمرونة وثقل معرفى وثقافى باعتبارهما من منبع واحد وهو الفن ، النقد اخذ مكانه عالية فى مسيرتى  ، ولا أقول إن النقد تغلب على مسيرتى كفنان، والبعض وصفونى أن لغة النص النقدى فى دراساتى النقدية مختلفة ولها بصمة ، ولهؤلاء الشكر فى منحنى هذة الصفة لانها لا تقل عن منح فنان لقب "فنان " ، كناقد حصلت على مكانه بسبب تشجيع زملاء وفنانين من الوسط الفنى .

 ومفهومى الخاص للنص النقدى انه نص إبداعى متكامل الأركان ونص موزاٍ للعمل الفنى ،  لذا علاقتي بمسطح الورقة لكتابة النص النقدي هي ذاتها علاقتي بالمسطح التصويري فكلاهما يتضمن قيم وعناصر ومفردات وأبجديات بصرية  وفكرية وفلسفية مع اختلاف تقنيات الطرح ، انا اكتب يومياً نصاً تماما مثلما يفعل الفنان يرسم اسكتشات  وتخطيطات الى ان يصل الى الفكرة كاملة، وفي رأيي الخاص أن النقد لوحة فنية لا بد من إنتاجها يومياً، والناقد الذى يترك قلمه يوما سوف يتركه النص شهوراً ويشعر بالاغتراب وكأنه فقد جزءًا من ذاته لا يعوض.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز