عاجل
الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

رسائل لشباب الفنانين يقدمها الفنان محمد كمال من خلال معرضه "ينابيع النور"(2-2)

رسائل لشباب الفنانين يقدمها الفنان محمد كمال من خلال معرضه "ينابيع النور"(2-2)
رسائل لشباب الفنانين يقدمها الفنان محمد كمال من خلال معرضه "ينابيع النور"(2-2)

كتبت - سوزى شكرى

يرسم كأنه يكتب نصاً نقدياً، ويكتب كأنه يرسم عملا فنياً، وفي كليهما تسكن رسائل خاصة، ما زالنا في ضيافة ينابيع النور والناقد الفني محمد كمال ازدحام الساحة الفنية بالمعارض  في قلة من المعارض نجد رسائل ربما تكون للفن، وربما تكون رسائل للفنانين، وإن لم تكن بقصدية أو عن عمد من الفنان، إلا أن تقييم الحضور زوار معرض الفنان والناقد محمد كمال "ينابيع النور"  أجمعوا على أن العرض يحمل رسالة الى الشباب، ورسائل للفنانين، الى الشباب طالبهم بالعودة الى ارض الوطن والاهتمام بالبيئة المصرية الثرية، وأن يرسم ذاته وكيانه ويبحث عن مصر في وجدانه سيجدها راسخة بجذوره ولكنهم فقدوا الطريق بفعل مضلل، والى الفنانين كشف لنا عن استنكاره لسارقي أفكار ومجهود الآخر حيث فضحتهم الميديا، وأن إحدى إيجابيات الميديا كشف المستور.



نكمل الجزء الثاني من حوارنا..

حدثنا عن الإعداد لمعرضك "ينابيع النور".

 أولا أريد توضيح أن غيابي ليس ابتعادا عن الفن فلا اتصور ان ناقد فنى يمارس مهنة النقد وأيضا هو فنان تشكيلي أن يتغيب عن قصد، بل هو غياب عن المشاركات في المعارض، وحين شعرت أن مشروعي النقدي وصل إلى مرحلة راضٍ عنها لأني تفرغت لها بدأت الإعداد لمعرضي الشخصي منذ عام 2016 ثلاث سنوات من الاعداد والتأمل والتركيز والدراسة، وبصفتي متابعا للمشهد الفني أتساءل كيف للفنان أن يقيم ثلاث معارض في سنة واحدة؟ ليس هذا تألقا أو نجاح لأنه يقدم تجربة فنية متشابهة ولا جديد فيها، فالفنان لا بد أن يعيد ترتيب ذاته ووجدانه فيما يقدمه، احتراماً للفن واحتراما لعقلية المتلقي.

في مشروعك الفني والنقدي كان "للنور" حضور فهل لهذا الاختيار دلالة خاصة؟

  مشروع النور هو خط متصل بين مشروعي النقدي والفني، وهذا الربط بدءًا من كتابي الأول "وهج الشرق"، لكن أحيانا يعلو صوت الناقد فأستجيب له وتوالت صراعات إيجابية مشروعة بينهما، ومن المعروف ان العقل البشرى مقسم إلى قسمين قسم خاص بالعمليات الابداعية الحسية والقسم الآخر خاص بالعمليات الاخرى فمن الطبيعي أن يستمر الصراع بينهما في محاولة لتوازن، فيحدث وينتصر أحدهما في لحظات ويكسب والاخر وقد يحدث العكس.

  أغلب إصداراتي النقدية على سبيل المثال وهج الشرق – السنابل المضيئة – صياد النور، وايضا بعض مفرداتي الخاصة ومعرضي "ينابيع النور" كلاهما حالة استقطاب للنور، إنما تجسيد النور فنياً في لوحاتي التصويرية امر مختلف، النور غير معلوم المصدر وانه نور يدرك لذاته ولا يدرك به الأشياء، عكس تفسير الضوء فهو معلوم المصدر ومباشر وتدرك به الاشياء، وليس نور صناعي، وفى القاموس لا يوجد مرجعية لكلمة "النور" لكنه في أبسط تفسير هو الانشطار الروحي.

أجمع زوار معرضك على أن الموضوع الفني للوحاتك مختلف، احكِ لنا عن مرجعيتك لهذا الاختيار؟

الفن الصادق هو التصاق الفنان مع ذاته ومخزونة فلست كالآخرين، لهذا لم اجد معاناه في اختيار الموضوع لأنه ببساطة موضوع "بيتي وبئتي"  وجزء من سيرتى الذاتية التي عيشتها بكل ما فيها واعتز واتشرف بها، فلم تصب ذاكرتي يوما بالنسيان بل ما زال بوجداني ثراء الذكرى، أستحضر بيتي الأول بيت أسرتي الغالية لدى حكايات مصرية مع حوش والدى برموزه وعناصره تلك البيت الريفي المليء بأصدقاء الخير مثل سنابل القمح الطيور الارانب جدايل القش وغيرها، فانا من مواليد كفر الشيخ، وفي مطلع السبعينيات حرب اكتوبر وحرب الاستنزاف تلك الجيل الذى تعلم قيمة الارض وخير ارض الوطن، وطين الارض ورمزيتها اننا خلقنا من الطين، والطين قيمة من يعرفها لن يتركها، وايضا حرب اكتوبر كان الداعم النفسي لتكوين شخصيتي، لأني أعشق الأرض وانتظر ساعات تأملها، ولهذا رفضت ان امتلك سيارة حتى اتمكن من الاستمتاع بمشهد الارض  الخضراء اثناء سفرياتى، مرجعيات كثيرة شكلت المرجعية الروحية والوجدانية لمشروعى الفنى، وعن اختيار لخامة الباستيل رصيدي معها عالٍ وأعرف أسرارها وبيني وبينها ألفة وصداقة سنوات.   

ذكرت أنك "لست كالآخرين"، ماذا تقصد بهذه الجملة؟

بالفعل أقصد "الاغتراب" الفكري والتقني والمعالجات المسروقة والبعض يسرق ويروج ويدعي أنه تاثير وتأثر، وهذه مغالطة لان هناك حدود للتأثير، انما الموجود على الساحة ومكشوف للجميع انه سرقة كاملة متكاملة، على سبيل المثال فنان يسرق منذ 30 عاما والتكنولوجيا والميديا المعاصرة التى كان يستخدمها كمرجعية، كشفته فكيف قبل على نفسه ان يسرق كل هذة السنوات، كان لا بد للسارق أن يأتي يوما وينكشف مهما طال الزمن، سارق مجهود الآخر هو "لص" يستحق المحاسبة، وبكل آسف هم كثيرون ورغم أننا نعلمهم وهم أيضا يعلمون اننا نعلمهم لكنهم يمتلكون (بجاحة) يحسدون عليها.

نحن في زمن الميديا والشباب والكبار يستخدمها كمرجعية للاطلاع، فهل ترفضها؟

للاطلاع فقط بالتاكيد غير مرفوض لكن المرفوض هو النقل والتقليد كما ذكرت، ومن زواية اخرى انا أتساءل لماذا يلجا الشباب الى الغرب ونحن اثرياء بتاريخنا وبيئتنا المصرية، هناك انفصال مع عالمنا الحقيقى، ومع الاسف تم تضليل الشباب يوجد ورش فنية تقدمها وزارة الثقافة مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة ورحلات إلى "سيوة"، "الأقصر"، "أسوان"، "البرلس"  وغيرها، هدف الورش اعادة زرع الارتباط بالبئية، ولكن الشباب يريد التواصل مع العالم، ولو دققنا وتأملنا أعمال فناني الغرب سنجد مفردات مصرية حضارية، بمعنى الغرب سحب الشباب الى عالمه وهم ما زالوا يستلهمون منا، فليراجع الشباب مرجعيته المصرية فهي رصيد لا ينفذ، وكنز خالد أصيل.

كيف ترى الفعاليات الخاصة التي يقدمها بعض الفنانين؟ 

 الساحة الفنية انتشر فيها فعاليات خاصة وشهادات تقدير واوسكار لمن يدفع ثمن الشهادة وهذا استخفاف بقيمة الفن، وهذه الفعالية لا ترقي إلى مستوى الفن نهائياً  أثناء وجودى كعضو في لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الاعلى للثقافة عام 2013 :2015 استنكرت هذة الفعاليات بشكل رسمى وطلبت انا وباقى أعضاء اللجنة التصدى لهذه النوعية من الفعاليات ومع الأسف ما زالوا على الساحة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز